صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

كردستان تتشبث بالتواجد الأمريكي في العراق.. وناشطون يصفون وزير الخارجية بـ”الصحاف الجديد”

تلاحق قضية اخراج القوات الأمريكية من العراق بعد ضربة النجباء الأخيرة في بغداد، الكثير من التداعيات، وسط ردود أفعال متباينة، ومواقف مختلفة بين مؤيد ومعارض، فيما تبقى سيادة العراق هي الضحية من هذه الصراعات.

الصراعات الشيعية السنية الكردية بشأن خروج القوات الأمريكية مازالت مستمرة، الأمر الذي أكدته تصريحات كل من وزير الخارجية فؤاد حسين والقنصل الأمريكي في كردستان مارك سترو.

اذ قال وزير الخارجية ا فؤاد حسين في مقابلة له، اليوم الخميس،  مع قناة “العربية الحدث”، إن “مسار المفاوضات مع واشنطن بشأن انسحاب القوات الأمريكية من العراق توقف، لكن الحوار حوله مستمر”، مؤكدا ” اننا لا نريد خلق حالة فوضوية في العلاقات مع واشنطن”.

 وأوضح أن “الأحداث الأخيرة على الأراضي العراقية غير مقبولة، حيث كانت هناك هجمات وهجمات مضادة”، مبينا أنه “سيتم الإعلان قريبا عن موعد بدء مفاوضات على أعلى مستوى مع واشنطن بشأن انسحاب قواتها من الأراضي العراقية”.

وأكد أن “الجانب الأمريكي توصل مع بغداد إلى قرار بالتهدئة، وسيتم البدء بإعلان موعد مفاوضات الانسحاب”، مبينا ان ” القوات الأمريكية والتحالف متواجدون في العراق بطلب رسمي من الحكومة العراقية، وأن الجانب العراقي هو من يحدد الحاجة إلى بقاء القوات الأمريكية”

وتابع أن “خرق الوضع الأمني في العراق غير مسموح به من أي جهة، سواء كانت خارجية أو داخلية، وأن العلاقة بين بغداد وواشنطن ستستمر وأن البلدين ليسا في حالة حرب”.

وأوضح أن “الهجمات التي تستهدف القواعد العسكرية يجب أن تعالج من الطرفين، مؤكدا أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يعمل بشكل مستمر للتواصل مع جميع الأطراف للوصول إلى تهدئة”.

وعن الهجمات التي تطال إقليم كردستان العراق، قال إنه “تم تسجيل قرابة 141 هجوما على إقليم كردستان خلال الأشهر الأخيرة، مؤكدا أنه “لا يوجد حاليا أي جندي عراقي أو أميركي في قاعدة حرير الجوية”

 وتابع أن “الهجوم على إقليم كردستان هو هجوم على الحكومة الاتحادية، وأن استمرار هجمات الطائرات المسيرة على إقليم كردستان سيؤثر على الوضع العام في العراق حيث لا يمكن تجزئة الأمن في العراق وأمن كردستان مع أمن العراق”.

وأضاف أن “الاعتداء على البعثات الدبلوماسية يعني خرق الوضع الأمني العراقي”، موضحا أن “العراق تحتاج إلى حوار داخلي عقلاني حول مفهوم السيادة ومفهوم الأمن”.

إلى ذلك انتقد ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي، تصريحات وزير الخارجية فؤاد حسين بشأن خلو قاعدة حرير من القوات الأمريكية، واصفين إياه بـ”الصحاف الجديد”.

من جهة أخرى، أكد القنصل العام الأمريكي في أربيل مارك سترو، اليوم الخميس، خلال لقاءه وزير البيشمركة في إقليم كردستان شورش إسماعيل، “استمرار دعم بلاده للبيشمركة”.

وقالت وزارة البيشمركة في بيان  تلقته “العالم الجديد”، إن “إسماعيل استقبل اليوم، القنصل الأمريكي والوفد العسكري والدبلوماسي المرافق له، وحضر اللقاء وكيل الوزارة عبد الخالق بابيري، ورئيس الأركان، ومدير العلاقات والتنسيق في وزارة البيشمركة”.

وبينت أن “المجتمعين بحثوا الوضع السياسي والعسكري في المنطقة، وبقاء القوات الأمريكية وكبار المستشارين في العراق، واستمرار العلاقة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة وإقليم كردستان والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة”.

وشدد وزير البيشمركة على “الدور البارز الذي يلعبه الدبلوماسيون والمستشارون العسكريون والسياسيون الأمريكيون في إقليم كوردستان والعراق”.

وقال إن “الشعب والحكومة الأمريكية حليف وصديق حقيقي لحكومة إقليم كردستان، وقدموا الدعم في جميع المراحل المختلفة، وفي وزارة البيشمركة أيضاً قدموا لنا الدعم والتعاون في عملية الإصلاح بهدف إنجاحها وإزالة العقبات أمام العملية، من أجل بناء قوة موحدة قوية”.

وأشاد وزير البيشمركة بـ”الدور البارز للقنصل الأمريكي في تعزيز العلاقات الإستراتيجية والعسكرية بين إقليم كردستان والولايات المتحدة”، معرباً عن أمله في أن تنتهي التوترات في العراق والمنطقة في أسرع وقت ممكن”.

بدوره قال القنصل العام الأمريكي، إن “البيشمركة قوة وطنية لعبت دوراً مهماً في الماضي والحاضر والمستقبل في محاربة الإرهاب والقضاء على التطرف في المنطقة”.

وفيما يتعلق بعملية الإصلاح، أوضح القنصل الأمريكي أن “إعادة تنظيم وتوحيد قوات البيشمركة ضمن إطار مشروع قانون الإصلاح مهمة صعبة وتتطلب تعاون ودعم الجميع، وفي هذا الصدد سنواصل دعم العملية بهدف إنجاحها في وزارة البيشمركة”.

وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني قد صرح، أول أمس، عن وجود مساع لإخراج القوات الأمريكية من العراق، لكن، صحيفة بوليتيكو الأمريكية، نشرت بعد نحو ساعة من تقرير رويترز، تقريرا أوردت فيه، أن السوداني قال للمسؤولين الأمريكيين سراً أنه يريد التفاوض بشأن بقاء القوات الأمريكية في البلاد وان تصريحاته جاءت لإرضاء الجماهير، الأمر الذي اثار ضجة كبيرة داخل الاوساط السياسية والشعبية.

وعمقت ضربات الفصائل المسلحة التوتر بين بغداد وأربيل اثر الاستهدافات التي طالت مؤخرا عدد من القواعد في ضواحي أربيل، حيث تعرض مقر لقوات البيشمركة في حدود بيرمام – اربيل، ليلة رأس السنة، إلى هجوم بطائرتين مسيّرتين مفخختين، حيث لم يسفر عن وقوع خسائر بالأرواح و اقتصر على اضرار مادية فقط.

وقال المتحدث باسم حكومة كردستان بيشوا هورماني، في بيان له عقب الهجوم، إن “الحكومة الاتحادية تتحمل مسؤولية هذه الهجمات، لأن هذه الجماعات الخارجة عن القانون يتم تمويلها من قبل الحكومة الاتحادية، وتتحرك بعلمها وتنقل الأسلحة والصواريخ والطائرات المسيرة وتنفذ هجمات إرهابية على مؤسسات رسمية وعسكرية”.

واتهم هورماني الحكومة المركزية بـ”تجويع شعب إقليم كردستان” عبر قطع مستحقات الإقليم المالية بينما “تمول تلك الجماعات بهذه الأموال”.

وعلى الفور، رد المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي في بيان عبر فيه عن استغرابه الاتهامات التي وصفها بـ”غير الواقعية”، قائلاً إن التصريحات “فيها خلط معلومات مضللة وأكاذيب وتساهم في تعقيد المشهد السياسي والحكومي، كونها غير بناءة وتضر بحالة الاستقرار السياسي والاجتماعي”.

إلى ذلك حث رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، على “اتخاذ إجراءات عملية وفاعلة لردع هذه المجاميع ومحاسبتها وإعادة تأكيد سيطرة الدولة على الأراضي التي تستخدم منطلقاً لشن تلك الاعتداءات”.

وتشهد الساحة العراقية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة تصعيدا ضد الوجود الأمريكي في البلاد من قبل عدد من الفصائل المسلحة، فيما تسعى الحكومة وأطراف في “الإطار التنسيقي” إلى وقف الهجمات ومنع التصعيد، خاصة بعد عدة ضربات جوية نفذتها واشنطن داخل العراق ضد مواقع الفصائل المسلحة، وتهديدها باتخاذ إجراءات تصعيدية أكبر.

وأحصت واشنطن حتى الآن أكثر من 106 هجمات ضدّ قواتها في العراق وسوريا منذ 17 أكتوبر، تشرين الاول الماضي، أي بعد عشرة أيام من اندلاع الحرب في غزة، وفق حصيلة أفاد بها مسؤول عسكري أميركي.

إقرأ أيضا