كَوران تطيح بحزب طالباني في السليمانية وأربيل.. وبارزاني قد يتحالف مع نوشيروان لأول مرة

رأى مراقبون سياسيون أن نتائج انتخابات برلمان إقليم كردستان ستكون صادمة لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني الـ\”يكتي\”، حيث ستتقدم حركة التغيير \”كَوران\” على حسابه واضعة إياه المرتبة الثالثة، وفق معطيات أولية لنتائج الانتخابات.

وفيما أكد مراقب سياسي كردي أن تراجع الـ\”يكتي\”، سيجعل الحزب الديمقراطي الكردستاني الـ\”بارتي\” يعيد النظر بتحالفه الاستراتيجي معه، كونه لم يعد ذلك الحليف القوي الذي يحظى بالثقل الانتخابي، أرجع اسباب هذا التراجع إلى غياب \”مام جلال\”، وشخصيته الكارزمية، لافتا إلى أن هناك تغييرات ستطيح بقيادات داخل الاتحاد الوطني.

فيما اعتبر محلل سياسي كردي، ان الانتخابات الحالية افضل بكثير من الانتخابات السابقة من ناحية سلاستها، وعدم تدخل قوات الامن لتغيير مجرى النتائج لصالح طرف دون آخر.

وفي اتصال مع \”العالم الجديد\” أمس السبت، قال هاستيار قادر المراقب السياسي الكردي، إن \”ما ستظهره نتائج التصويت بتراجع حظوظ الاتحاد الوطني الكردستاني، سيجعل الحزب الديمقراطي الكردستاني يعيد النظر بتحالفه الاستراتيجي معه، كونه لم يعد ذلك الحليف القوي الذي يحظى بالثقل الانتخابي\”.

ورأى قادر أن \”هذه الانتكاسة للاتحاد الوطني ستحدث هزة كبيرة داخل الحزب الكبير، وستؤدي بشكل أو بآخر إلى تغيير بعض القيادات وخاصة القيادات التي كانت تمسك بملف الانتخابات\”.

وحول ما إذا كان غياب جلال طالباني قائد ومؤسس الحزب، قد ترك تأثيره في نتائج الانتخابات، بين المراقب الكردي، أن \”مام جلال يتمتع بشخصية كارزمية مؤثرة، وهنالك الكثير من الكرد ينظرون له بشكل منفصل عن حزب الاتحاد الكردستاني، لذا كانت حظوظ الحزب في وجوده كبيرة في الانتخابات السابقة، إلا أن غيابه عن الساحة أدى إلى تراجع كبير\”.

وبخصوص تقدم حركة التغيير في نتائج الانتخابات، قال قادر، إن \”حركة التغيير حققت مفاجأة كبيرة في نتائج الانتخابات، حيث حصلت على المرتبة الأولى في السليمانية، في حين أتت بالمرتبة الثانية بعد الديمقراطي الكردستاني في أربيل، والتي كان الاتحاد الوطني يحقق فيها المرتبة الثانية\”.

واعتبر أن \”هذه النتائج ستعيد رسم الخارطة السياسية الكردية، وستؤدي إلى تشكيل حكومة مختلفة بالكامل عن الحكومة الحالية\”، لافتا إلى أن \”هناك احتمالات لعقد تحالفات جديدة بين عدة قوى فائزة في الانتخابات سينتج عنها حكومة اغلبية سياسية، أو قد يتوصل إلى تشكيل حكومة توافقية بين الاطراف الفائزة\”.

ويتفق المحلل الكردي كمال رؤوف مع ما ذهب إليه مواطنه هاستيار قادر، بخصوص نتائج الانتخابات، إلا أنه \”وفقا للمعطيات الأولية، نلاحظ تقدم الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني لنتائج الانتخابات، حيث من المتوقع أن يحصد 35 بالمائة من مجموع الاصوات الكلي\”.

وأضاف رؤوف أن \”حركة التغيير الكردية (كوران) ستحرز المرتبة الثانية بنسبة اصوات تصل إلى 30 بالمائة، ليأتي حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني بالمرتبة الثالثة بنسبة قد تصل إلى 20 بالمائة\”.

وأغلقت المفوضية المستقلة للانتخابات في الساعة الخامسة من عصر أمس السبت، صناديق الاقتراع في الانتخابات البرلمانية في كردستان، بعد ان رفضت تمديد وقت التصويت الى ساعة اخرى، وسمحت للمتبقين في مراكز الاقتراع بادلاء بأصواتهم.

وكان من المفترض أن يدلي نحو 2.8 مليون ناخب باصواتهم لاختيار 111 نائبا في برلمان كردستان.

ولفت رؤوف إلى أن \”انتخابات الاقليم  لم تخل من الخروقات، ولكنها اتت بشكل محدود، فلم نر تدخل قوات الأمن أو محاولة لتزوير الاصوات، وهي في جميع حالاتها والخروقات التي حدثت فيها، تعد افضل من الانتخابات السابقة بكثير\”.

واستدرك المحلل السياسي الكردي، بالقول إن \”الاحزاب الرئيسية تقدمت بشكاوى للمفوضية عن بعض الحالات التي قالت أنها خروقات انتخابية، حيث تقدمت حركة كوران والاتحاد الاسلامي الكردستاني بشكوى ضد حزب الاتحاد الوطني، وفي المقابل تقدم الحزب الديمقراطية بشكوى ضد الاتحاد الكردستاني، فيما تقدم الاخبر بشكوى ضد الديمقراطي الكردستاني\”، لافتا إلى أن \”كل حزب تقدم بشكوى ضد الحزب الذي يعتقد بأنه حزب منافس له\”.

من جانبها، أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات نسبة المشاركة في انتخاب برلمان اقليم كردستان العراق 2013 بواقع نسبة مشاركة عامة بلغت 73.9 بالمائة.

وقال سربست مصطفى رشيد رئيس مجلس المفوضين في مؤتمر صحفي مساء أمس السبت، وتابعته \”العالم الجديد\”، أنه \”بعد ان اغلقت مراكز الاقتراع ظهر أن نسبة مشاركة الناخبين في انتخاب برلمان الاقليم بلغت 73.9 بالمائة\”، مضيفا إن \”نسبة المشاركة في محافظات الاقليم بلغت (اربيل 71.7 بالمائة، وفي دهوك 76.4 بالمائة، وفي السليمانية 73 بالمائة)\”. 

بدوره، بين مقداد الشريفي رئيس الادارة الانتخابية ان \”مفوضية الانتخابات حرصت كل الحرص على اتاحة الفرصة لجميع ناخبي مواطني الاقليم بالادلاء باصواتهم\”، مضيفا \”اننا نبارك لجميع ابناء كردستان، وكذلك مفوضية الانتخابات وشركائها لنجاح العملية الانتخابية\”.

وأوضح الشريفي ان \”عدم وجود اسماء بعض الناخبين جاء لعدم مراجعتهم مراكز سجل الناخبين التي افتتحتها المفوضية في محافظات الاقليم لفترة طويلة\”، مبينا ان \”هذه الحالات لا تؤثر على العملية الانتخابية\”.

كَوران تطيح بحزب طالباني في السليمانية وأربيل.. وبارزاني قد يتحالف مع نوشيروان لأول مرة

ودعا رئيس الادارة الانتخابية، مواطني الاقليم الى \”تحديث بياناتهم في الايام المقبلة استعدادا لانتخاب محافظات الاقليم\”. وبين الشريفي ان \”المفوضية سوف تصدر بيانا صحفيا يوم غد (اليوم) الاحد لبيان النتائج الاولية بشكل تفصيلي\”. 

من جهته، رحّب نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جيورجي بوستن بالطريقة السلسة التي جرت بها الإنتخابات البرلمانية في إقليم كردستان في العراق.

وقال بوستن \”أود أن أهنئ مواطني إقليم كردستان على مشاركتهم واسهامهم في العملية الديمقراطية\” معربا عن سعادته على نحو خاص بالإقبال الكبير للناخبين والطابع السلمي لعملية الإقتراع التي خلت من أعمال العنف.

وأشاد بمهنية المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات في إجراء هذه الإنتخابات والتي لمسها خلال زيارته لعدد من مراكز الإقتراع في إربيل. كما أشاد بعمل اللجنة الأمنية العليا للإنتخابات في توفير الظروف الآمنة لعملية التصويت.  

واختتم جورجي حديثه بالقول إن \”عملية الإقتراع التي جرت على نحو منظم اليوم تدعو إلى التفاؤل بشأن إنتخابات مجالس المحافظات المقبلة المقرر إجراؤها في 21 تشرين الثاني\”.

إقرأ أيضا