تضمن بيان للرئيس المشترك السابق للاتحاد الوطني الكردستاني، لاهور شيخ جنكي، الأحد 29 أيار مايو 2023، بادرة صلح مع الجهات التي تدير الحزب، إلا أن الاستجابة لهذه الخطوة غير واردة حتى الآن.
وجاء في بيان جنكي “إن الفرصة مازالت متوفرة أمام الاشخاص الذين يديرون الاتحاد الوطني الكردستاني للتخلي عن السياسة الخاطئة التي يسيرون عليها الآن، مضيفا انه “لا يجوز جعل الحقد الشخصي اساسا لإجهاض التجربة”.
ويضيف، “كنت دائماً اوجه الانتقادات للمقولة التي تقول “اذا لم نستطع الاصلاح فإن بامكاننا التخريب”.
ويتابع قائلاً “انه يرجو طالما ان الامور لم تخرج تماما عن السيطرة ان يقوم من يديرون الاتحاد الوطني تصحيح الاخطاء التي اقترفوها”.
وكان جنكي قد رفع دعوى قضائية ضد بافل طالباني في محكمة استئناف بغداد، بتهمة “مخالفة النظام الداخلي للحزب”، عقب إبعاد جنكي من رئاسة الحزب بالتشارك مع قادة آخرين في الثامن من يوليو 2021.
وبحسب مراقبين، فان طلب المصالحة من “لاهور شيخ جنكي” أمر وارد لكنه لا يمكن أن يخرج من قيادات الاتحاد الوطني وعلى رأسهم الرئيس المشترك للحزب بافل طالباني، في الوقت الحالي، أي إنها ستكون مبادرة ميتة قبل أن تولَد.
إقرأ أيضاً: ما سر امتناع فضائية بارزة في أربيل عن بث حوارها مع شيخ جنكي؟
واحتدم صراع بين جدران الحزب الذي أسسه الرئيس العراقي الأسبق جلال طالباني، بين كل من بافل طالباني، وابن عمه لاهور شيخ جنكي طالباني، وهما الرئيسان المشتركان للحزب، ووصل إلى حد التلويح بالمواجهة العسكرية، واستنفار كل منهما لقوات عسكرية مُساندة، لفرض إرادته على الطرف الآخر.
وشهد الاتحاد الوطني الكردستاني، أزمة كبيرة تفجرت في 8 تموز يوليو 2021، بعد إصدار نجيرفان بارزاني، وباتفاق مع بافيل طالباني، أمرا بصفته رئيس الاقليم، بإقالة مسؤول مؤسسة (زانياري) الأمنية المرتبطة بالاتحاد الوطني الكردستاني محمد طالباني، وهو (ابن أخت لاهور شيخ جنكي وشقيق النائب السابقة آلا طالباني، رئيسة كتلة الاتحاد الوطني في البرلمان الاتحادي)، ويعد من أذرع الرئيس المشترك للاتحاد لاهور شيخ جنكي، الأمنية في السليمانية، خاصة وأن هذه المؤسسة تعد من أبرز الجهات الأمنية في المدينة.
إقرأ أيضاً: صراع إقليمي يضع السليمانية على فوهة مدفع
وتفامت الأزمة التي انتهت بعزل شيخ جنكي عن رئاسة الاتحاد، فيما بدأت لاحقا مرحلة اغتيالات طالت ضباطا مقربين من شيخ جنكي.
وعلى خط الأزمة، تدخل فصيل مسلح من بغداد، وعرض على شيخ جنكي إرسال قوة كاملة مدججة بالسلاح لحمايته في منزله، في وقت كان منزله محاصرا من قبل قوات مرتبطة بالرئيس الفعلي للاتحاد الوطني الكردستاني بافيل طالباني، بحسب مصادر مطلعة كشفت ذلك سابقا لـ”العالم الجديد”.