صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

لا تخدعونا مرة أخرى

قبل فترة، دخلت لمكتبة البيع المباشر في النجف الاشرف، لرؤية آخر اصداراتهم، فوجدت انهم قاموا بطباعة ثلاثة كتب، تؤرخ للحياة السياسية لثلاثة من العلماء الكبار، شيخ الشريعة الاصفهاني ومحمد تقي الشيرازي، والذي اشتهر باسم \”القائد الاعلى لثورة العشرين\”، والثالث كان للسيد اليزدي صاحب العروة الوثقى. وقع اختياري على محمد تقي الشيرازي، لأن الكتاب سياسيا اكثر منه دينيا. الكتاب من تاليف \”كامل سلمان الجبوري\”. عندما تبدأ بمطالعة الصفحة الاولى والثانية للكتاب تشعر بان الكاتب يريد خديعتك، فلا انا كمسلم وانتمي الى مذهب اهل البيت، اقبل كاتبا يعتبر نفسه \”اكاديميا\” يؤرخ لفترة سياسية مضطربة، عليها الكثير من المؤاخذات على الصعيد الشيعي، بهذه الطريقة. حتى انه خال لي انه يؤرخ لسيرة سياسية لاحد المعصومين \”عليهم السلام\”، أو انك تقرأ بكتاب رجالي وان المؤلف يترجم لاستاذه،لا انه يكتب في قضية سياسية لا زلنا الى الان ندفع ثمن بعض السياسات المتسرعة التي اتخذها بعض القادة في تلك الفترة، لاجل ان يقال عنهم \”وطنيون\”.

مثل هذه الكتابات المستغرقة في المديح تريد ان تخدعنا، ولا تسلط الضوء على اي ثغرة وهفوة، كي نتعلم ان لا نسقط فيها مرة أخرى، لذا على الاكاديميين ان يرحمونا ولا ينسجوا على نفس منوال رجال الدين، وليقوموا بتشخيص الهفوات والثغرات والتحذير منها.

لنكون شجعان ونعترف بالاخطاء، ولا نلجأ الى خديعة مجتمعنا.

*صحفي عراقي

إقرأ أيضا