أمس سمعت جيداً ما تفوه به جون كيري وزير الخارجية الأميركي مع نظيره الأردني، ومن الطبيعي ان يكون جل المؤتمر الذي عقداه تم تخصيصه لمصر، لكن غير الطبيعي ان يعاد تعريف المفاهيم، كالحياة الدستورية، الإنقلاب العسكري، الديمقراطية، فالسيد كيري المعروف بلباقته قال في معرض سؤاله، هل يعتبر الذي جرى في مصر يمثل انقلاباً عسكرياً، فأجاب بنفي يقع خارج التعريف الاميركي حيث كشف عن تسليم اميركي بأن المصريين أولى بإدارة امرهم والذي جرى هو عملية لا تمثل انقلاباً وأن وزراء الحكومة الانتقالية من الأكفاء التي تحتاجهم مصر وأن مصر عادت إلى الحياة الدستورية، وسنستمر بتقديم المساعدات للحكومة المصرية لأن الذي جرى ليس انقلاباً عسكرياً وهذا يعفينا من القانون الاميركي الذي يقضي بعدم تقديم المساعدات لحكومة جاءت بانقلاب عسكري، الوزير الأردني اضاف بأن الجيش المصري هو حارس الشعب والوطن وأكد \”بأنه التقى الرئيس المؤقت والسيسي وأنا متأكد بأن كل شيء على الطريق الصحيح\”.
محمولاً على الرؤوس، طلع علينا الفنان الراحل الشيخ امام بأغنية كثيفة الألم والحسرة تقول \”لو كان الخميني عمنا\” وسبب هذه الأمنية يدركه بائع الكشري في القاهرة وبائع الصمون و اللبن ببغداد ولا يغفله بائع الفشافيش في دمشق، الكل يدرك بأن الأمهات في هذه المدن لا تحمل ارحامها مخلوقات خارقة تنتصر بالكاسيت وباقة الورد كما انتصر الخميني .
اليوم وحين استمعت إلى التسليم الأميركي الرسمي بما صنعه الجيش المصري وقوى الثورة بطرد عصابة من عصابات الإسلام السياسي من السلطة وبشرعية دستورية مصدرها الشعب بغالبيته التي صاحت \”عوع\” من اللحاية وساسته\”.
نحن في العراق لا سيسي لدينا لا اليوم ولا أمس فجيشنا \”عبد المأمور\” ورغم ذلك أصر الراعي الأميركي ان يتخلص من هذا الجيش فاسحاً المجال لجنرالات من نوع جديد تقود مليشيات أقوى وأهم من الجيوش فكانت هذه العمائم بتفرعاتها الاقتصادية نفطاً حلالاً والأمنية \”افجر بكيفي وأفتي بكيفي\” أما سياسياً فنحن كما بين كيري في مؤتمره الصحفي الأخير حيث قال \”السياسة لا يمكن الحديث عنها علناً\” و نحن نضيف خصوصاً للشعب الذي لا تنجب فيه الأمهات رجلاً كالسيسي.