هز انفجار ضخم مبنى فرع وزارة الخارجية الليبية في مدينة بنغازي، فجر أمس الاربعاء، ملحقا اضرارا مادية جسيمة بالمبنى والمباني المجاورة له، وفقا لمراسل وكالة فرانس برس ومصادر امنية وشهود عيان.
ويتزامن الانفجار مع الذكرى الاولى للهجوم على القنصلية الاميركية الذي تسبب بمقتل 4 اميركيين بينهم السفير، والذكرى الـ12 هجمات الحادي عشر من ايلول 2011 على الولايات المتحدة.
وقال مصدر امني ان \”سيارة مفخخة بكميات كبيرة من مادة +تي ان تي+ ركنت بجانب مبنى الوزارة المتفرع من شارع جمال عبدالناصر في مدينة بنغازي وانفجرت فجر الاربعاء مخلفة به وبالمباني السيادية المجاورة له خسائر مادية جسيمة\”.
واضاف المصدر الذي طلب عدم الافصاح عن اسمه ان \”الاضرار المادية الجسيمة لحقت بمنى فرع مصرف ليبيا المركزي وجهاز المراسم العامة وعدد كبير من الشقق السكنية للمواطنين\”، وهو ما اكده لفرانس برس المتحدث الرسمي باسم غرفة العمليات الأمنية المشتركة لتامين مدينة بنغازي العقيد عبدالله الزايدي دون اعطاء المزيد من التفاصيل.
ولم تتوفر لدى المصدر الامني معلومات حول خسائر بشرية، لكن شهود عيان اكدوا ان عددا من المواطنين جرحوا جراء الانفجار.
وادانت وزارة الخارجية الليبية الحادث واصفة اياه بالارهابي، وذلك في اول رد رسمي من قبل السلطات الليبية حيال الهجوم.
وقالت الوزارة في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه ان \”الاعتداء الارهابي ادى إلى اضرار جسيمة بمبنى فرع الوزارة والمباني المجاورة له دون وقوع اية اضرار بشرية\”.
واضافت \”في الوقت الذي تستنكر فيه وزارة الخارجية والتعاون الدولي هذا العمل الارهابي الجبان الذي لا يهدف الا للنيل من سيادة الدولة واظهارها بمظهر الفوضى، فانها تؤكد على ادانتها الشديدة لهذا العمل غير المسؤول\”.
وتابعت ان الهجوم \”طال مؤسسة سيادية يتمحور دورها في ابراز صورة ليبيا الجديدة في احسن وجه، ورعاية مصالح دولة ليبيا السياسية والقنصلية والاقتصادية في دول العالم كافة\”.
واكدت ان \”هذا العمل الذي لا يمت بصلة إلى قيم واخلاق الشعب الليبي الذي يناضل من اجل بناء دولة الامن والمؤسسات، لن يثنيها على مواصلة جهودها لتحقيق الاهداف التي قامت من اجلها ثورة السابع عشر من شباط\”.
واشارت الوزارة إلى انها \”تجدد تاكيدها على متابعة الجناة مع الجهات المختصة لضمان تقديمهم للعدالة\” مناشدة كافة المواطنين التعاون مع الاجهزة الامنية والقضائية من اجل الحفاظ على الامن والاستقرار.
وقال مصدر مسؤول من فرع وزارة الخارجية ببنغازي لوكالة فرانس برس إن المبنى الذي تم استهدافه كانت تشغله القنصلية الاميركية في عهد الملك ادريس السنوسي حتى اوائل سبعينيات القرن الماضي .
وذكر المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه إنه \”تم إغلاق القنصلية من قبل الديكتاتور المخلوع معمر القذافي في سبعينات القرن الماضي، بعد سنوات قليلة من وصوله إلى السلطة في عام 1969\”.
ووفقا للمصدر فإن \”أولئك الذين ارتكبوا هذا الهجوم يريدون أن يرسلوا رسالة مفادها أن البعثات الدبلوماسية لن تكون آمنة في بنغازي\”.
ودمر الانفجار جزءا كبيرا من المبنى وتسبب في أضرار واسعة النطاق لمقر محلي للبنك المركزي متاخم لمبنى الوزارة، وفقا لمصور فرانس برس في الموقع.
وقال شهود عيان لفرانس برس ان \”زجاج الشقق السكنية المجاورة تحطم جراء الانفجار مسببا جرح العديد من السكان دون ان يحددوا عددا\”.
وزأفاد مراسل فرانس برس ان فتحتين كبيرتين وقعتا من جراء الانفجار في الجدار المقابل لشارع احمد رفيق المهدوي في الدور الاول والثاني من مبنى الوزارة، فيما تحطمت الواجهة الزجاجية الارضية لمبنى فرع مصرف ليبيا المركزي.
لكن مدير فرع المصرف في بنغازي عبد القادر محمد قال ان \”الحادث سجل اصابة احد عناصر الامن الذين كانوا متواجدين في المصرف بجروح بسيطة\”.
واوضح ان \”منظومات المصرف واجهزته الالكترونية لم تتعرض للتخريب وتم التحفظ عليها في مكان امن\”، مؤكدا حدوث اضرار مادية في مبنى المصرف وعدد من المباني المجاورة.
ومنذ سقوط معمر القذافي في العام 2011، تعد بنغازي، مهد الثورة الليبية، مسرحا لعدة انفجارات وموجة من الاغتيالات والهجمات ضد القضاة وضباط الجيش والشرطة الذين خدموا تحت النظام السابق اضافة إلى النشطاء السياسيين وعدد من الاعلاميين.
وتم تنفيذ العديد من الهجمات ايضا ضد الدبلوماسيين والمصالح الغربية والبعثات الدولية التي عملت في المدينة.
وعادة ما تنسب هذه الهجمات إلى الاسلاميين المتشددين، مثل الهجوم على القنصلية الاميركية، والذي اسفر عن مقتل اربعة اميركيين من بينهم السفير كريس ستيفنز.
ليبيا: انفجار ضخم في مبنى وزارة الخارجية في بنغازي
2013-09-11 - اقتصاد