صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

«ليلة الرد على إيران».. واشنطن تعاقب طهران بحرق حدود العراق وسوريا 

ليلة يبدو أنها ستشكل نقطة فارقة في الرد الأمريكي على الاعتداءات المتكررة منذ عدة سنوات على قواتها في العراق وسوريا، والتي تعتبرها واشنطن رداً على هجمات ذات طابع إيراني كان آخرها قصفاً استهدف قاعدة عسكرية أمريكية في المثلث الحدودي العراقي الأردني السوري، أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة 34 آخرين.

وعلى وقع العملية التي وصفها الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنها “اعتداء مباشر على مواطنين أمريكيين”، جاءت التصريحات الأمريكية غاضبة ومطالبة بصراحة بـ”رد رادع عسكرياً” على هذه العملية، من مختلف المستويات الأمنية والسياسية والاجتماعية في الولايات المتحدة.

وفي ساعة متأخرة من ليل الجمعة – السبت (2 – 3 شباط فبراير 2024) جاء الرد “عنيفاً” بحسب ما وصفته جهات مختلفة، استهدف بالعشرات من القصف الجوي مواقع تمركز لفصائل مسلحة في العراق وسوريا تضم مقرات لقيادات ومخازن أسلحة لوجستية وقيادات عمليات، كانت أغلبها في العراق.

كما أنا أخباراً تشير إلى أن هناك مشاركة أردنية لم يتم التعرف على ما إذا كانت عسكرية أم استخبارية أم لوجستية، فيما يؤكد البيت الأبيض الأمريكي أنه أبلغ الحكومة العراقية مسبقاً بأنه سينفذ هذه الضربات، وبالتزامن مع هذا التصعيد تفيد مصادر أن تنظيم داعش شن هجمات في منطقة الكيلو 160.

بموازاة ذلك، أكدت مصادر أمنية لـ”العالم الجديد” أن الوضع الأمني في قضاء القائم بأقصى غرب العراق “خارج سيطرة الدولة وقد تم تفعيل حالة الحرب من قبل القيادة الأمنية العليا”.

وأشارت إلى أن “الضربات الأمريكية التي استهدفت “المخازن العسكرية اللوجستية للفصائل على الحدود العراقية والتي أدت إلى إشعال النيران فيها تسببت بوضع آخر يتمثل بأن الصواريخ والمتفجرات ما زالت تتطاير نحو جهات غير محددة بعضها مدنية”.

وفي هذه الأثناء، صرح وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أن القوات الأمريكية وجهت ضربات على 7 منشآت تضمنت أكثر من 85 هدفا في العراق وسوريا، وقد استهدفت، بحسب تصريحه “فيلق القدس والميليشيات المرتبطة به”.

فيما أعلن البيت الأبيض، بحسب بيان له: “نعتقد أن الضربات كانت ناجحة ولا نعلم عدد المسلحين الذين قد يكونوا قتلوا أو أصيبوا”.

وكشف أيضا: أبلغنا الحكومة العراقية قبل شن الضربات.. الطائرات الأمريكية لم يصبها ضرر”.

إلى ذلك، أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، في بيان له: تتعرض مدن القائم والمناطق الحدودية العراقية  إلى ضربات جوية من قبل طائرات الولايات المتحدة الأمريكية، إذ تأتي هذه الضربات في  وقت يسعى فيه العراق جاهدا لضمان استقرار المنطقة.

وتابع أن “هذه الضربات تعد خرقا للسيادة العراقية وتقويضا لجهود الحكومة العراقية، وتهديدا يجر العراق والمنطقة إلى ما لايحمد عقباه، ونتائجه ستكون وخيمة على الامن والاستقرار في العراق والمنطقة”.

إلى ذلك، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن: بعد ظهر اليوم، بتوجيه مني، ضربت القوات العسكرية الأمريكية أهدافًا في منشآت في العراق وسوريا يستخدمها الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له لمهاجمة القوات الأمريكية.. ردنا بدأ اليوم، وسوف تستمر في الأوقات والأماكن التي نختارها”.

وتشهد هذه المنطقة الحدودية، تواجدا لفصائل عراقية مدعومة إيرانيا، ودائما ما تعلن عن تلقيها ضربات أمريكية، بمقابل استهدافها للقوات الأمريكية في هذا المثلث الحدودي، وسبق وإن أوقعت هذه الجماعات الحكومة العراقية بحرج كبير، وخاصة في عهد رئيس الحكومة حيدر العبادي، حيث أكدت الحكومة آنذاك أن وجودها داخل الأراضي السورية غير رسمي.

إقرأ أيضا