صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

ليلة انتخاب «الرئيس».. صخب برلماني فاشل

ليلة عصيبة مر بها مجلس النواب، حيث بدأ التصويت عصرا لانتخاب رئيسه، لكن هذا الأمر لم يمر بهدوء ولم ينته كما كان مخططا له، بل سادت التوترات والخلافات كما هي سمة جلسات البرلمان من هذا النوع، فقد استمرت إلى ما بعد منتصف الليل ليتم رفعها دون إكمال التصويت.  

بدأت جلسة التصويت على المرشحين للمنصب، مساء أمس، وشارك فيها 314 نائبا وفق ما أعلن بشكل رسمي، وسرعان ما بدأ فرز الأصوات، لتكشف النتائج عن حصول المرشح شعلان الكريم، وهو مرشح رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي، على 152 صوتا، وتلاه المرشح سالم العيساوي بواقع 97 صوتا، حتى أتجه الأمر إلى جولة ثانية، يتنافس فيها الكريم والعيساوي.

أزمة البرلمان بدأت بعد رفع الجلسة لمدة نصف ساعة، لغرض بدء الجولة الثانية، فهذه النصف ساعة التي أعلنها رئيس البرلمان بالإنابة محسن المندولاي عصرا، حيث شهد البرلمان انقساما حادا حول فوز الكريم، وجرى الحديث عن فيديوهات سابقة له يمجد فيها رئيس النظام السابق صدام حسين، ويعتبره “شهيدا” وجرى غدره، وقد تصدر الكريم منصات التواصل الاجتماعي، تحت وسم “شعلان مرفوض”.

كما عقد النائب يوسف الكلابي، مؤتمرا صحفيا في البرلمان، أكد رفضه لتسنم الكريم رئاسة البرلمان، وأشار إلى أنه يمكن الاتجاه نحو المحكمة الاتحادية ورفع دعوى ضده، لكونه يمجد حزب البعث المنحل.   

وهذا الموقف، ذاته اتخذه النائب عن كتلة الصادقون النيابية احمد الموسوي، حيث بين “لن نكون جزءا من تمكين بقايا البعث.. وأن التاريخ سيكتب ولن يرحم المرجفين والمتخاذلين”.  

وفي هذه الأثناء، كانت كافتيريا البرلمان هي الشاهد على كل ما يجري من خلافات وصفقات، حيث فجر السياسي عزت الشابندر في تغريدة له معلومات حول “خرق أخلاقي وقانوني (الرشوة)”، ودعا الرئيس الحالي، محسن المندلاوي، لـ”فتح تحقيق عن مصادر الاموال الطائلة التي تُعرض على النائب اليه شرفه (صوته).. واُهيب بكافة النواب الشرفاء الذين تعرضوا للاهانة ببيع أصواتهم لصالح مرشّح معين التقدم بشكوى الى القضاء المختص”.

وفي ظل هذا الجدل، كشف النائب مشعان الجبوري، عن انسحاب المرشح سالم العيساوي من سباق الترشح لمنصب رئيس البرلمان، مؤكدة في تغريدته “اصبح من المؤكد أن الشيخ شعلان الكريم هو الرئيس الجديد لمجلس النواب لان الوقائع المستجدة ادت للاتفاق على انسحاب المرشح المنافس سالم العيساوي”، إلا أن العيساوي، ظهر بمقطع فيديو برفقة النواب يوسف الكلابي ومصطفى سند، وجرى نفي انسحابه من الترشح.

وأثار تأخر عقد الجلسة، حفيظة بعض النواب ومنهم حنان الفتلاوي حيث قالت في تغريدة، إن ” تأخير عقد الجلسة لغاية الآن استهانة صريحة بالنواب ومخالفة مؤسفة للنظام الداخلي فهل يعقل ان ننتظر الموافقة من خارج المجلس”، داعية رئيس المجلس بالإنابة محسن المندلاوي لعقد الجلسة والالتزام بالنظام الداخلي.

وهذا الموقف، ذاته الذي أعلنته النائب سروة عبد الواحد، حيث كتبت: “فقط في البرلمان العراقي يتم قمع أصوات أغلب النواب، وكم سياسي خارج المجلس يعطلون الجلسة، في حين أن هذه الجلسة مهمة ودستورية، لكننا يجب أن ننتظر نزول “الإلهام” على النائب الأول لكي نكمل الإجراء الدستوري!!”، متسائلة “أين يريدون أن يصلوا بالبرلمان؟! فهو معطل وغير فاعل في رقابته، والوحي ينزل بعد 12 ليلاً حينما تنام سندريلا!”.

وبعد تجاوز الساعة 12 ليلا، قرع جرس جلسة البرلمان، لبدء التصويت بالجولة الثانية لانتخاب الرئيس، وأعلن رسميا عن بدء التصويت في الجولة الثانية، وعقدت هذه الجلسة بنصاب بلغ 232 نائبا، وفيها صوت البرلمان على تعديل نظامه الداخلي ومن ثم تقرر رفع الجلسة، دون استئناف التصويت على الرئيس. قراءة أقل

إقرأ أيضا