صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

ليل \”كرادة مريم\”: جنود متعبون تركوا زوجاتهم في المحافظات.. وأغان سريعة تنطلق من \”الهمرات\”

أهالي كرادة مريم في الكرخ وضعتهم الصدفة المزعجة بجانب المنطقة الخضراء وقرب وزارة العدل. أهالي المنطقة لا تختلف حياتهم كثيرا عن أي \”فرقة عسكرية\”. شوارعم مقطعة بالكامل. وسيارات الجيش تنتشر بشكل كبير جدّاً. وحركتهم محسوبة.
يشكو الأهالي في كرادة مريم من خطاب السيطرات الأمنية، السيطرات فيها تابعة للجيش، وأغلب منتسبيها من أهالي المحافظات الذين لا يعرفون عن بغداد شيئاً، ولا عن طبيعتها، هؤلاء أتوا بكل خلفياتهم القبلية إلى المدينة، ويتعاملون مع السكّان وكأنهم يتعاملون مع فلاحين. جزء منهم لا يجيد القراءة، وآخرون لا يعرفون التعليمات أو قرارات قيادة عمليات بغداد.
جالت \”العالم الجديد\” في المنطقة للاطلاع على ما يدعيه سكان كرادة مريم، وعند جسر الجمهورية أوقفتنا السيطرة الرئيسة وأحالتنا على التفتيش. طلب الجندي الهويات، لم يرض بالهويات الصحفية. وشرح تعليمات خاصة بالمنطقة الخضراء لا تشمل عبور الجسر بهويات النقابات مثل الصيادلة أو الحقوقيين، والصحفيين بالتأكيد، لكن المزاح مع أفراد السيطرة، والثني على عزيمتهم \”في مواجهة المخاطر\” كان كفيلا بأن نعبر الجسر وندخل المنطقة.
في السيطرة الثانية، كان الجنود يتململون من التعب الذي رأوه طيلة اليوم.
رأوا الهويات سريعاً، سألوا عن الذي نحمله بالحقائب دون أن يفتشوها. تركونا نذهب بضحكة متعبة.
في الشوارع الخلفية تتصدر سيارات \”الهمر\”. يستمع الجنود إلى أغاني إيقاعها سريع داخل سياراتهم العسكرية. أغلب هؤلاء الجنود هم من محافظات الديوانية أو ديالى. ينتظرون بشغف الإجازة لملاقاة زوجاتهم، لا يهتمون بأمن أولئك السياسيين الذين يجلسون خلف مكاتبهم، بحسب ما يقول أحد الجنود.
في كرادة مريم يسكن أحد شيوخ العشائر الذي يمتلك نفوذا في الحكومة منذ أشهر، ولزيادة نفوذه، طلب هذا الشيخ تشديد الحماية على المنطقة حتى حوَّلها إلى فرقة عسكرية. وضِع في كل رأس شارع سيارة همر، لكن الأهالي بعد فترة شكوا من التشديد وجرى التخفيف عليهم، إلا أن الكتل الكونكريتية لا تزال على حالها. الشوارع مبتورة، والذي يملك سيارة عليه الالتفاف حول المنطقة كثيراً حتى الوصول إلى منزله.
لا يقبل أهالي كرادة مريم بالحديث للإعلام. المنطقة الخضراء والقوات الأمنية قريبة، وقد يكلفهم الكشف عن أسمائهم الكثير، أو على الأقل التوبيخ، وهم ليسوا بحاجة إليه، بحسب ما أكده أكثر من شخص.

إقرأ أيضا