فيما تجمع مئات الآلاف من المتظاهرين في كييف امس الاحد، قالت المعارضة الأوكرانية انها تامل في تحريك مليون شخص بهدف الضغط على رئيس البلاد الذي علق التوقيع على اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي.
وتجمع امس، في كييف مئات الآلاف من المحتجين، وفقا لما نقلته الوكالات الدولية، في مستهل مظاهرة دعت إليها المعارضة، التي تحظى بدعم الولايات المتحدة والأوروبيين، في ساحة الاستقلال التي تشكل موقعا رمزيا يستعيد أيام وأجواء الثورة البرتقالية.
ويسعى المعارضون الأوكرانيون، المؤيدون لانضمام بلدهم الى الاتحاد الأوروبي، إلى حشد مليون شخص للاحتجاج على تراجع سلطات بلدهم عن توقيع اتفاق شراكة مع الأوروبيين، وتوجه سلطات البلاد نحو التقرب من روسيا.
في هذا السياق رفضت السلطة الأوكرانية التوقيع على اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، علما أن المفاوضات استمرت ثلاث سنوات.
تعنت الرئاسة الأوكرانية ورفض المعارضة للتقرب من موسكو أديا إلى أعمال عنف ضد المتظاهرين قبل أسبوع وإلى أزمة سياسية على صعيد البلاد التي يبلغ عدد سكانها 46 مليون نسمة. وهي أزمة لا سابق لها منذ \”الثورة البرتقالية\” التي جرت في 2004 وحملت الفريق الموالي للغرب إلى سدة الحكم.
وقال أحد قادة المعارضة الملاكم فيتالي كليتشكو \”يفترض أن نكون اكثر من مليون وسنجبر الرئيس (فيكتور) يانوكوفيتش على تنفيذ شروطنا\”. واضاف أن \”مستقبلنا مرتبط بكل واحد منكم\”.
واستطاعت المعارضة أن تجمع بين 200 و500 ألف متظاهر – حسب المصادر – في الأول من كانون الاول في ساحة الاستقلال غداة تفريق تظاهرة بالقوة في المكان نفسه أسفر عن سقوط عشرات الجرحى بينهم العديد من الطلاب.
ومن مطالب المعارضة، تنظيم انتخابات مبكرة ومعاقبة المسؤولين في الشرطة عن أعمال العنف والإفراج عن موقوفين بسبب \”الاضطرابات\” تعتبرهم \”أبرياء\”.
وتصاعد التوتر فجأة في أوكرانيا بعد زيارة للرئيس الأوكراني إلى روسيا حيث بحث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في \”شراكة استراتيجية\”. حيث ترى المعارضة في هذا التقارب مع روسيا، الذي يدفع نحو انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الجمركي لجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة الذي تقوده موسكو، عواقب \”وخيمة\” على أوكرانيا، وهي لا تتهاون في اتهام الرئيس يانوكوفيتش \”ببيع أوكرانيا\”.
علما أن المعلومات عن \”الشراكة الاستراتيجية\” مع روسيا نشرها صحفي بريطاني في مجلة ايكونوميست على حسابه على تويتر. وقال ادوارد لوكاس، الذي يغطي منطقة روسيا والجمهوريات السوفياتية السابقة، على حسابه على تويتر أن اتفاقات مهمة أبرمت الجمعة خلال اللقاء بين يانوكوفيتش وبوتين. بحسب فرانس24
وكتب الصحفي \”سمعت ان يانوكوفيتش وقع في سوتشي اتفاقا استراتيجيا مع روسيا ينص على 5 مليارات دولار فورا وعلى سعر تفضيلي للغاز ب200 دولار وعلى اتفاق انضمام الى الاتحاد الجمركي\”.
من جهته قال ارسيني ياتسينيوك، حليف المعارضة المعتقلة يوليا تيموشينكو، إن \”اتفاق الشراكة الاستراتيجية (مع روسيا) وقع بالأحرف الأولى لكن يانوكوفيتش لم يجرؤ على توقيعه\”.
وأضاف ان هذه الوثيقة ستوقع خلال زيارة ليانوكوفيتش الى روسيا في 17 كانون الأول.
وتابع ياتسينيوك قائلا أن \”تظاهرة الأحد قد تنتهي بشكل مأساوي إذا باع (يانوكوفيتش) أوكرانيا\”. ثم أضاف \”إذا كان ذلك صحيحا فأنها كارثة سياسية واقتصادية لأوكرانيا\”.
ذلك فيما نفى رئيس الوزراء الأوكراني ميكولا ازاروف \”بشكل قاطع\”هذه المعلومات التي وصفها \”بالأكاذيب والأعمال الاستفزازية\”.
وفي موسكو، قال ديمتري بيسكوف، الناطق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن الحديث لم يتناول انضمام كييف إلى الاتحاد الجمركي. واوضح لوكالة انترفاكس أنه \”حصل تقارب في وجهات نظر الطرفين في مجال الطاقة لكن لم يتم التوقيع على أي اتفاق نهائي\”.
وأعلن موقع يانوكوفيتش الرسمي على الانترنت باختصار أن الرئيسين تناولا \”التعاون الاقتصادي وإعداد اتفاق شراكة استراتيجية\”.