دخل العراق منذ ليلة أمس الأثنين، أجواء جوية عاصفة جلبت معها الأمطار الغزيرة، حيث شهدت العديد من المناطق فيضانات جراء تلك الأمطار التي هطلت مخلّفة خسائر مادية كبيرة ووفاة عدد من الأشخاص.
حيث ضربت مدينة المثنى عاصفة رعدية محملة بكميات كبيرة من المتساقطات، فيما استجابت السلطات المحلية في المحافظة من خلال الإعلان عن تعطيل الدوام الرسمي ما عدا الفرق الإغاثية.
أما في محافظة دهوك، فقد أعلنت مديرية الدفاع المدني في محافظة دهوك، اليوم الثلاثاء، عن وفاة شخصين وتضرر أكثر من 30 منزلاً جراء السيول.
إذ قال مسؤول إعلام المديرية المقدم بيوار عبدالعزيز، إن “میاه السيول دخلت عدداً من المنازل المطلة على نهر هشكرو وسط مدينة دهوك”، لافتاً الى أن “السيول تسببت بوفاة الشخصين اللذين كانا مفقودين حيث تم العثور عليهما في نفق نزاركي الواقع علی شارع بارزان الرئيسي في مدينة دهوك، فضلاً عن تضرر أكثر من 30 منزلاً جراء السيول في مدينة دهوك كحصيلة أولية”.
ودعا “سائقي السيارات والمواطنين القادمين من أربيل الی دهوك بعدم المرور بشارع بارزان الرئيسي بسبب السيول واستخدام طريق (بدريك) بدلاً منه”.
وشهدت معظم محافظات العراق يوم أمس تساقط كميات كبيرة من الأمطار ما تسببت بحدوث سيول في عدد من المدن ومن بينها محافظتا دهوك وأربيل.
وحول ديالى، فقد اعلن قائممقام قضاء مندلي وكالة، مازن الخزاعي، اليوم الثلاثاء، بدء تدفق اولى موجات سيول الحدود شرق ديالى.
إذ قال الخزاعي، إن “اولى موجات السيول بدأت بالتدفق في اثنين من الوديان الحدودية شرقي مندلي قرب الشريط الحدودي بسبب غزارة الامطار”.
وأضاف أن “هناك اتصالات مكثفة لتقييم الموقف بالتواصل مع الاهالي وممثلي الدوائر للوقوف على معدل السيول، مشيرا الى انها “تشكل خطر على القرى او الطرق القريبة منها وعلى ضوئها سيتم اتخاذ الاجراءات من قبل خلية الازمة الحكومية”.
وأشار إلى أن “الوديان قادرة على استيعاب اي موجات سيول خاصة مع عمليات الكري والتطهير التي جرت قبل حلول موسم الشتاء وما بعده في ضوء الاجراءات الاستباقية المبكرة”.
وشهدت مناطق شرق ديالى القريبة من الشريط الحدودي غزارة في هطول الامطار في الساعات الماضية، حيث أكد مسؤول حكومي، التريث في إعلان حالة الاستنفار في 13 منطقة حدودية شرق ديالى.
أما ذي قار، أعلنت الحكومة المحلية في قضاء سوق الشيوخ، جنوبي محافظة ذي قار، اليوم الثلاثاء، استنفار تام لجميع مؤسساتها لمواجهة سوء الأحوال الجوية، المتمثلة بهطول الامطار الغزيرة.
إذ قال قائممقام قضاء سوق الشيوخ، نبيل الموسوي، إن “الجهد الخدمي في القضاء استنفر بشكل تام كافة امكانياته، لتصريف مياه الأمطار التي هطلت خلال الساعات الماضية”.
وأشار الموسوي، الى ان “قضاء سوق الشيوخ يعد ثاني أكبر مدينة في محافظة ذي قار، إلا أنها لم تلق اهتمام كبيرا من قبل الحكومات لتحسين واقعها الخدمي”.
إلى ذلك، شهدت العاصمة بغداد غرق عدد من شوارعها، بالتزامن مع موجة الامطار، حيث قررت حكومة بغداد المحلية، تعطيل الدوام الرسمي، بسبب شدة الأمطار.
أما البصرة، فشهدت ايضا غرق العديد من الشوارع في مختلف مناطق المحافظة بعد موجة الامطار الأخيرة، بالتزامن مع رفض حكومة البصرة اعلان تعطيل الدوام اليوم الثلاثاء اسوة بباقي المحافظات، الأمر الذي اثار موجة انتقادات واسعة.
من جهتها، أعلنت محافظة اربيل، اليوم الثلاثاء، انتهاء الدوام الرسمي في الدوائر والمؤسسات بسبب غزارة الامطار.
إذ قالت المحافظة في بيان تلقته “العالم الجديد”، إنه “لسلامة المواطنين تقرر إنهاء الدوام الرسمي اليوم في الدوائر والمؤسسات من الساعة 1:00 ظهرا”.
وأضاف البيان “كما نطلب من المواطنين عدم الخروج من منازلهم الا للضرورة ابتداء من الساعة 1:00 ولغاية الساعة 6:00 مساء”.
أما نينوى، فقد اعلنت شرطة المحافظة، اليوم الثلاثاء، عن وفاه مدني وغرق عدد من منازل المدنيين جراء الامطار الغزيرة والسيول التي اجتاحت مدينة الموصل (مركز المحافظة)، وادت الى زحامات شديدة وغرق العديد من الشوارع.
إذ قال النقيب سالم حمد، إن ” مدنياً لقي حتفه جراء الامطار والسيول التي اجتاحت 18 حياً سكنياً في جانبي الموصل الايمن والايسر”، مبينا أن “جثة المدني سلمت للطب العدلي بالموصل، فيما استنفرت فرق الدفاع المدني كافة مفارزها لاجلاء عدد من العوائل العالقة في منازلها الغارقة جراء السيول والأمطار الغزيرة “.
وكان مدير اعلام هيئة الأنواء الجوية والرصد الزلزالي عامر الجابري أكد في 5 آذار مارس الجاري، أن موسم الامطار في البلاد لم ينته بعد، حيث ان اشتداد المنظومة الضغطية كان لها تأثير واضح في سقوط الأمطار وستستمر حتى نهاية شهر اذار الحالي، وكما حصل مع تأثرنا بالمرتفع الجوي السيبيري.
وبرزت خلال السنوات الأخيرة، أزمة الجفاف بشكل جلي في العراق، فبعد أن تمّ تقليص المساحات الزراعية إلى 50 بالمئة في العام الماضي، تفاقمت الأزمة مؤخرا عبر فقدان أغلب المحافظات مساحاتها الزراعية، وأبرزها ديالى وبابل، حيث أعلن مسؤولون فيها عن انعدام الأراضي الزراعية بشكل شبه كامل، بسبب شح المياه.
وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية المستغلة في العراق 18 مليون دونم من أصل 32 مليون دونم، حسب تصريحات سابقة لوزير الزراعة محمد كريم الخفاجي.