صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

ماذا يجري في السفارة؟!

بدأت القصة عندما حاولت الجريدة مراقبة المكالمات الهاتفية للأمير وليامز، وكان ذلك في العام 2005, بعدها تطور اأمر ليشمل العائلة المالكة وبعض وجوه المجتمع المعروفة، ليتدرج الأمر حتى تصل المراقبة الناس العاديين. الغرض دائما هو الحصول على سبق صحفي من تلك الصحيفة الشعبية الشهيرة \”ذه نيوز اوف ذه ورلد\” التي يملكها إمبراطور اﻻعلام روبرت مردوخ. هذه القصة تدور فصولها الآن في محاكم لندن، وبعد أن انكشف أمر الصحيفة وشعر المالك الأصلي، مردوخ، بهزيمته وضعف موقفه أمام القضاء أقدم على إغلاقها وتفرغ لمتابعة ما تسفر عنه جوﻻت المحاكمة وكشف الأوراق.

في نفس الوقت، وليس بعيدا عن لندن، تتصاعد بحدة تداعيات قضية مراقبة وتجسس الوﻻيات المتحدة الأميركية على بعض دول العالم ورموزها السياسية مثل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. القصة بدأت تتسرب للإعلام بعد أن هرب الموظف في جهاز الاستخبارات الأميركية السيد ادوارد سنودن إلى موسكو طالبا اللجوء السياسي الذي حصل عليه الآن بشكل مؤقت من السلطات الروسية. السيد سنودن هرب وبحوزته 33 ألف وثيقة سرية تثبت تجسس الوﻻيات المتحدة وسرقة المكالمات الهاتفية لرموز وشخصيات سياسية وفي أغلب بلدان العالم منها أيضا روسيا بالإضافة إلى ألمانيا وأغلب دول أوروبا طبعا.

قد لا يعنينا كثيرا أمر فضيحة الصحف الانكليزية وطرقها غير القانونية، إذا لم نقل غير الأخلاقية في الحصول على الخبر، بل ولا يعنينا بالتأكيد مستقبل السيد روبرت مردوخ إمبراطور الإعلام واحد أهم صانعي الرأي العام في العالم ومن أشهر مزيفيه أيضا.

ولا يهمنا كثيرا أمر السيدة ميركل والتجسس على مكالماتها الهاتفية ومعرفة أسرارها العاطفية، وربما نوع وماركة أحمر الشفاه الذي لا أعتقد أنها مشغولة كثيرا به قياسا ببعض \”السياسيات\” المؤمنات صاحبات الرواتب الشحيحة وغير الكافية حتى لمنتصف الشهر. وليس هناك أية صلة بالتأكيد بين هذه \”الحرب الجاسوسية\” ونظريات السيدة مها الدوري في التجسس والنفوذ والتغلغل \”الصهيوني\” إلى مراكز القوى وتغيير ثقافة ودين شعب من خلال الرسم على الطابوق والحجر.. الذي يعنينا أمر آخر تماما.

ومما كشف عنه السيد ادوارد سنودن أيضا أن حدة التجسس والمراقبة كانت قد تصاعدت حتى وصلت ما وصلت إليه من الولايات المتحدة الأميركية وذلك نتيجة الهجوم الإرهابي في الحادي عشر من سبتمبر 2001 على مركز التجارة في نيويورك. وما تلاها من قرارات اتخذتها الإدارة الأميركية ومنها التدخل العسكري في أفغانستان والتدخل العسكري في العراق.

ما الذي يهمنا إذن من كل هذه القصص التي تشغل العالم اليوم بل تنذر بنوع جديد قديم من الحروب والجاسوسية وسرقة أسرار الآخر؟!

في الحقيقة لا يهمنا شأن الآن، كبلد، غير الأمن والاستقرار وضمان خروج أطفالنا سالمين من وإلى مدارسهم. الذي يجري في العراق الآن هو بسبب \”التحرير\” الذي قادته أميركا وذلك لاعتقادها بان صدام حسين له علاقة بالقاعدة او ربما حتى تجعل من العراق الساحة المفتوحة لكل \”المجاهدين\” وبذلك تبعد عن مدنها الشر. هناك نظريات كثيرة عن سبب \”تحرير\” العراق لسنا بصددها الآن، لكن الجميع يعرف ان في بغداد توجد واحدة من اكبر السفارات الأميركية في العالم, وهي مجهزة بأحدث الأجهزة، وكذلك بنيت هذه السفارة في زمن الفوضى العراقية وعدم وجود أي نوع من أنواع النظام، ناهيك عن وجوه سياسية ذات ثقل. سؤالنا هو:

هل تتجسس السفارة الأميركية في بغداد على أبطال مسرح العبث واللامعقول في العراق من سياسيين و\”سياسيات\”؟

على \”طاري\” التجسس.. هل هناك دور للسيد قاسم سليماني في ملفات التجسس المقبلة؟ ليس الآن, أقصد بعد 20 سنة؟!

* كاتب عراقي

إقرأ أيضا