صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

مارغريت آتوود: كيف أكتب؟

الروائية الكندية الشهيرة مارغريت آتوود تتحدث الى نوح تشارني عن روتينها اليومي في الكتابة, وكيف أخترعت القلم الألكتروني, ودورها كحارس مرمى الهوكي.

– صفي لنا روتينك اليومي؟

سأكون محظوظة لو كان لدي روتين صباحي!… ولكن دعني أتظاهر… استيقظ صباحاً, أتناول فطوري, أشرب القهوة, ثم أصعد الى الغرفة حيث أكتب. أجلس هناك محاولة البدء في طباعة ماكتبت البارحة على الورق.

– هل هناك شيء مميز أو غير عادي حول الغرفة التي تكتبين فيها؟

غالباً, ليس لي مكان محدد للكتابة. لا أعتقد أن هناك أي شيء غير عادي حول ذلك, ماعدا أن المكان مليء بالكتب وفيه طاولتان, على إحداهما جهاز كمبيوتر غير متصل بالأنترنت, والثاني عليه جهاز كمبيوتر متصل بالأنترنت. يمكنك أن ترى وجهة نظر في ذلك!

– ما الذي تحتاجين اليه لكتابة الانتهاء من عملك, حتى تشعرين بأن يومك كان مثمراً؟ 

نعم, كتابة عدد محدد من الكلمات, بين 1000 الى 2000 كلمة.

– ما هي عادتك المميزة أو ميولك؟

لا اعلم إن كان ذلك عادة أو رغبة. عادة ما أكتب كتبي في البداية بيدي. أعتقد أن هذه عادة. أحب عادة الكتابة مع تلك الأداة التي تتدفق. بقلم جاف أو قلم حبر. هي الطريقة التي تتحرك بها خلال الصفحة, وهذا ما يهمني.

– إذا رغب قارئ في قراءة إحدى كتبك, ولم يقرأ لك من قبل, أي من كتبك الخمسين سوف تنصحينه بها ولماذا؟

دعنا نسأل أولاً أي نوع من القرّاء هو. إذا كان رجلاً شاباً, يجب أن يبدأ بقراءة \”أوريكس وكريك\”. إذا كانت امرأة شابة سأنصحها بقراءة \”قصة الخادمة\”. الرجل المسن سيكون مهتماً بالتاريخ لذا أقترح عليه \”لقب كريس\”، أو \”القاتل الضرير\” إذا كان يحب قراءة الأشياء القصيرة جداً, جداً, فسأنصحه بقراءة  أي كتاب من مجموعاتي القصصية, أو حتى أقصر, يمكنه شراء كتاب مثل \” Good Bones\”. أما إذا كان مهتماً بالشعر, فليقرأ \”قصائد مختارة\” أو \”الصباح في منزل محترق\” أو \”الباب\”.

– هل لديك كتاب مفضل من بين كتبك؟

لن أقول أبداً, أبداً. حتى لو كان لدي كتاب مفضل بالفعل.

– صفي لنا روتينك عندما تتصورين الكتاب والحبكة, قبل أن تبدأي بالكتابة. هل تخططين للكتاب, أم تتركين الأمر يجري بشكل تلقائي؟

لا أخطط أبداً. فقط أذهب إليه. أقفز فيه. مثل السباحة.

– عرفي لنا الأدب الكندي؟

الأدب الكندي متنوع [لإعطاء تعريف موجز], لكن دعني أقل وجهة نظري: (إذا كان الكاتب لا يتظاهر بأنه أميركي, وهذا ما يحدث في كثير من الأحيان) لا أحد يشعر بأن بلده قوة أمبريالية. في الحقيقة, كندا ليست قوة إمبريالية.

– ما الذي يجعلك تضحكين؟

لا توجد إجابة قصيرة لهذا السؤال. يمكنني القول, أي شيء سخيف.

– ماذا بشأن فيديو حارس مرمى الهوكي الشهير؟

نعم, برنامج ريك ميرسر, قصدك لماذا فعلت ذلك؟ الكنديون يسخرون من أنفسهم باستمرار. ريك ميرسر كندي مشهور يمكنه أن يتحدث في أي شيء تقريباً. أقنعني بفائدة ما نفعله, وقال لي: يجب أن تصوري الفيديو. قلت له: لا أعتقد ذلك. هل يمكنني القيام بشيء آخر؟ فقال لي: لا, يجب أن تكوني حارسة المرمى. قلت له: لماذا؟ فأجاب: سيكون الأمر مسلياً, ثقي بي.

– وهل كان الأمر مسلياً؟

لا أستطيع أن أرى لماذا! ولكني لم أكن حارسة مرمى مقنعة, أم ماذا؟

– هل لديك أي خرافة تؤمنين بها؟

لا أتحدث عن كتبي التي أكتبها.

مارغريت آتوود: كيف أكتب؟

– ما الذي يجعلك تبكين؟

أبكي في نهاية أي فيلم أو كتاب حزين, أنا بلهاء.

– إذا كان يمكنك أن تعيدي الحياة لشخص ما, من سيكون ولماذا؟

واحد فقط؟ لا يمكنني أن أختار. أعرف الكثير من الموتى الذين سأكون سعيدة لو أنهم عادوا الى الحياة مرة أخرى. ومرة أخرى, هناك القليل من الموتى الذين لن أكون سعيدة بعودتهم الى الحياة مرة أخرى. 

– إجابة جيدة. ما هي وجبتك الخفيفة المفضلة؟

أعرف ما المفترض أن يكون, لأني امرأة ذكية. شريحة من خبز الجاودار مع زبدة الفول السوداني وفوقه شرائح من الموز, وكوب من الحليب. حتى أحصل على البروتين, البوتاسيوم والطاقة.

– لكنك لا تفعلين هذا في الواقع…

عادة ما يكون كوب من القهوة.

– كيف شاركت في اختراع القلم الطويل (توقيع الوثيقة عن بعد) ولماذا؟

منذ فترة طويلة, في 2004, أصبح من الواضح أن جولات الكتاب بدأت تتقلص, وخاصة بالنسبة للكتّاب الشباب, وبعض المكتبات لا يقترب منها أحد. على أي حال فيديكس قام بتسليم طرود, ويجب أن يتم التوقيع عليها. ففكرت, ماذا لو أن التوقيع ذهب عبر الهواء وظهر في مكان آخر في الهواء, لكن اتضح أن الأمر غير ذلك. ففكرت, لماذا لا نوقع الكتب بهذه الطريقة؟ فاتضح أنه لا يوجد شيء من هذا القبيل (التوقيع عن بعد) لهذا لم نخترعه. كان هذا قبل الــ ebooks وقبل وجود هذه الأنواع من الأنترنت اليوم. ولقد أنجزناه بشكل ممتاز. جعلناه يبدو وكأنه التوقيع الأصلي بالضبط, موقع بالحبر, لأنه من الطبيعي أن الناس الذين يرغبون بتوقيع كتبهم لا يريدون صورة فظة من التوقيع, بل يريدون نسخة تبدو حقيقية. فعلنا ذلك. استغرق الأمر عدة محاولات. وبرهناها في جميع أنحاء العالم. كانت ذا قيمة خاصة للمناسبات في أماكن مثل نيوزيلندا, حيث لا تستطيع الذهاب الى هناك بنفسك, أو أماكن في أوروبا الغربية، حيث لا يمكن تحمل مسؤولية إيصال كاتب الى هناك. فعلنا كل هذا, ولكن المشكلة كانت مرهقة جداً حول تلك النقطة. وليس أكثر من ذلك. كل شيء أصبح مصغراً. ثم كان علينا إقناع أصحاب المكتبات الذين أدركوا بأنهم يفعلون شيئاً لجذب الناس اليهم, بدلاً من العملاء الذين ينفذون الطلبات عبر الأنترنت. رأيت ذلك, ولم يتخذوا إجراءً حول المشكلة. لهذا (القلم التكنولوجي الطويل) انتقل الى الأعمال والخدمات المصرفية. الآن يمكننا التوقيع على جهاز المحمول, اللوح الرقمي أو الهاتف الذكي, في حين عندما بدأنا كان الجهاز بكعب عال لا بأس به.

– فكرة رائعة.

الان يمكنني أن أجلس مع اللوح الرقمي في نيويورك, وأتلقى طلبا منك عن شخص في سلوفينيا. يمكنك الحصول على طلبك من خلال موزع بالجملة كتب قد وقعتها ومن ثم ترسل اليك, أو يمكنني أن أوقع لك كتابك الإلكتروني. أو يمكنني توقيع صورتي, كل ما تريده. هذه هي استخدامات الكتاب والتسلية, لكن في الوقت نفسه, تم إعتمادها من قبل رجال الأعمال. 

– حاورت مؤخراً غاري شتيغارت, الذي اشتهر بالدعاية لأي شيء أو أي شخص يمر من أمامه ــ هناك مدونة عن دعاياته. قررت عدم الدعاية لأي شيء بعد الآن, أو تحمل خطر وجود كثير من الكتب نقلت أسلوبك. ما هي فكرتك حول الدعاية؟ ولمن الدعاية؟ للنقاد ام للقرّاء؟

للقرّاء. المشكلة ببساطة إذا قمت بالدعاية لكتاب, يجب أن تفعل هذا لكل الكتب, أو سيصبح الجميع مجانين بسببك. من الصعب قول لا لأناس قال لهم أحدهم نعم حول شخص ما.

– ماذا ستكتبين على قبرك؟

هذا السؤال يقودنا الى سؤال آخر, هل سيكون لي قبر.

– حقاً؟

ربما سأكون شجرة.

– أي نوع من الأشجار؟

لم أقرر بعد, لكن هناك \”الدفن الطبيعي\” حركة بحيث, ستزرع نفسك وستكون الشجرة فوقك بدلًا من القبر.. أفترض أنه سيكون لدي مساحة قليلة لكتابة اسمي على الشجرة…

المصدر: The Daily Beast

إقرأ أيضا