صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

مالي شغل بـ(المول)

اقر بأني لست من هواة التسوق، ولست ممن رأى \”مول المنصور\” رأي العين، اللهم إلا من خلال تسجيلات عرضت على موقع اليوتيوب وهي تصوّر بعضا من العراقيين وهم يعيشون أجواء Full HD وبكل تأكيد ينتابني شعور بالفرح لسعادة الناس وهم ينعمون بمركز تجاري حديث كبقية خلق الله، والحياة حظوظ.

إلا أن حظوظ من قرر زيارة \”مول المنصور\” مساء السبت الماضي لم تكن كبقية حظوظ غيرهم من الناس، بل كُتب عليهم أن يعيشوا تجربة الخوف والقلق من تكرار تجربة \”مول جواهر\” في كركوك حين وقع تحت قبضة إرهابيين احتجزوا رواد السوق وجعلوهم رهائن لساعات طويلة، إلا أنه اتضح فيما بعد ان السوق اغلق ابوابه للحفاظ على أرواح من كانوا فيها وهذا أمر محمود.

وربما كان قلق من كان خارج السوق أكبر على قريب له أو صديق علم بتواجده لحظة انطلاق سيل من الاخبار حول عمليات إرهابية ضربت مناطق عديدة من العاصمة بغداد ومنها خبر يفيد بمحاولة لاستهداف المركز التجاري.

كانت اللحظة تمر ثقيلة على الجميع مع انقطاع لصوت رسمي يكشف ما يجري في بغداد، فاستسلم الناس لما فاضت به مواقع التواصل الاجتماعي من اخبار تزيد من القلق ولا توضح حقيقة ما يحدث، فيما كانت القناة شبة الحكومية منشغلة ببث برنامجها المعتاد دون أن تشير للحدث إلا بعد وقت انتشرت فيه الاخبار واختلط فيها ما حدث حقيقة بما يراد أن يروّج له، ويبدو أن الحكومة تخلت في نهجها عن اظهار الشفافية في ابلاغ المواطن بنوع الخطر الذي يحدق بها ليحذر أو يكون مساهما رئيسا في درء هذا الخطر ومجابهته، لا أن يكون ضحية مرتين، مرة للخطر الذي يتهدده وأخرى للقلق الذي سيعيشه ويعيشه آخرون من أفراد اسرته.

الهدف كان سجنا للأحداث يقع بالقرب من منطقة المنصور في جانب الكرخ ببغداد، هذا ما اتضح لاحقا، وهي عملية أصبحت روتينية للتنظيمات الإرهابية بعد أن نجحوا في اقتحام سجون أخرى واستطاعوا إفلات المئات من عتاة الإرهابيين الذي قد يشاركون الآن في المعارك التي تخوضها القاعدة في غرب العراق ضد القوات الحكومية، وربما كانت عملية \”سجن الطوبجي\” هي محاولة لنقل المعركة بالقرب من مراكز صنع القرار سياسيا وعسكريا، وترى هذا جليا حينما ظهر عدد من النواب عن ائتلاف معين وهم ينادون ويطالبون بفرض \”أحكام عرفية\”، وتأتي هذه التصريحات المتعجلة والمخيفة نتيجة لفقر معلومات النواب عما يجري أو أن هناك محاولة للترويج للأحكام العرفية لتطبيقها في المستقبل القريب.

وما الخبر الذي نشرته إحدى وكالات الانباء المحلية عن \”إعدام\” منفذي اقتحام سجن الأحداث في الطوبجي في موقع الحادث من قبل قوة أمنية، إلا دلالة أن الاحكام العرفية قد بدأت فعلا!

إقرأ أيضا