في لقاء جمعني مع السفير السعودي في أوسلو قبل سنوات سألته لماذا لم ترسل السعودية سفيرا إلى بغداد؟
ﻻ أحد يرغب بالذهاب إلى بغداد وذلك مثلما تعرف لخطورة الوضع.. أجاب السفير السعودي وعلى وجهه ابتسامة خبيثة.
إلى هذه الدرجة أنتم ديمقراطيون سعادة السخيف. قلتها له وأدرت وجهي إلى طبق الزﻻبية العراقية وفي حلقي مرارة. في النهاية هو مسكين ذلك السفير المسلوب الإرادة والإنسانية. (وقتها كتبت عن اللقاء بتفصيل ولم يلتفت أحد من حكومتنا وﻻ وزير خارجيتنا).
المهم.. ﻻ اعتقد أن الموقف السعودي تجاه العراق سوف يتغير ما لم يحدث تغيير إستراتيجي في تحالفات المنطقة. من غير المقبول أبدا وجود حكومة شيعية في العراق. وهذا في رأيي السبب الوحيد والرئيس لما يتعرض له الشعب العراقي من ذبح وقتل ودمار وهدر للطاقات والثروات.
المسألة بالنسبة لآل سعود مسألة حياة أو موت. العائلة الحاكمة السعودية تستمد شرعيتها ووجودها من عاملين اثنين: الأول الفكر الوهابي، والثاني النفط. النفط بدوره وفر لهم حماية قل نظيرها من قبل أقوى بلد في الكون. إذا كانت إسرائيل ابن أميركا المدلل، فان السعودية هي بنت أميركا المدللة جدا.
* علي إبراهيم صافي: كاتب عراقي