صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

مجزرة أخرى.. مبروك لقيادة التحالف الوطني!

في الوقت الذي نعيش تداعيات مجزرة القاعدة الجوية في صلاح الدين التي راح ضحيتها أكثر من ألف جندي عراقي، والجدل الدائر حول تحديد الجهات والشخصيات التي تسببت في حصول تلك الكارثة التي مزقت ما تبقى من وشائج النسيج الاجتماعي لهذا البلد المحطم؛ حتى أطلت علينا بشكل صادم وغير مفاجئ بذات الوقت، مجزرة أخرى لمئات الجنود من الجيش العراقي في الصقلاوية والمناطق المحيطة بها بمحافظة الأنبار.

 

ما حصل يمثل صدمة كبيرة لأن الدولة مستنفرة تماما، ولأنها تتحسب وتتوقع سيناريو كالذي حصل في الصقلاوية، فلذلك لا مبرر مقبولا لهذا التخاذل والتقصير المتعمد في تحمل المسؤولية تجاه تلك التشكيلات العسكرية، خصوصا وأن القوة الجوية وطيران الجيش لا يتعرض لضغط كبير كما هو الحال في مرحلة ما قبل فك الحصار عن آمرلي، وكذلك تأمين طريق القاعدة الجوية في تكريت.

 

من جهة أخرى فإن ما حصل ليس مفاجئا مع تلك القرارات العبثية التي استصدرها رئيس الوزراء حيدر العبادي التي حدت من حراك الحشود الشعبية، وكذلك تضييق الخناق على حركة الطيران والقصف الجوي وذلك على سبيل \”المصالحة الوطنية\”. كما أن الاهمال والتقصير وسقف اللامبالاة التي تعشش في أروقة مراكز القرار العراقي، فوضى عارمة ليس لها حدود ومعها يمكن أن يحصل الاسوأ. الجنود استغاثوا منذ خمسة أيام. قاتلوا فنفذت مؤنهم وذخيرتهم. حاصرتهم العشائر والدواعش فكانوا لقمة سائغة للإرهاب وقربانا لابتسامات السياسيين العريضة على طاولات التنازلات اللامفهومة!

 

مئات الاستغاثات من الجنود المحاصرين ومن أهاليهم إلى الجهات المعنية وإلى وسائل الإعلام. وقال معظم المحاصرين إن العشائر حاصرتهم وإنهم في طريق الهلاك. وزارة الدفاع تعرف ذلك تماما، ومع ذلك تركت الجنود لقدرهم الأسود، وتم تضليل الناس قبل يومين بأن الأزمة قد حلت وعلى لسان قائد عمليات الأنبار رشيد فليح، لكن النتيجة عكس ذلك تماما.

 

المجازر المتتالية لهذه الأفواج البشرية لا يتحمل مسؤوليتها الدواعش فحسب، بل أيضا جميع القوى السياسية التي تركتهم يواجهون مصيرا كالذي لاقوه. وأود هنا أن أحمل التحالف الوطني كل المسؤولية لأن تنازلاته اللامتناهية قلبت الطاولة علينا جميعا، وأربكت المشهد الميداني بشكل كبير.

 

القيادات العسكرية تتحمل المسؤولية بشكل مباشر، وخصوصا تلك التي تقع ضمن نطاق المسؤولية. لقد شاهدت بأم عينها مئات الضحايا ملقاة على قارعة الطريق، ومئات أخرى بين أسير وجريح، ورغم ذلك لم تحرك ساكنا بل كل ما فعتله هو إطلاق التصريحات المضللة لوسائل الإعلام!

 

هل ننتظر عشرين عاما مقبلة من أجل ظهور نتائج هذه الفضيحة التاريخية؟! هل تنتهي النتائج إلى فاعل مجهول الهوية رغم أن المقصرين والمرتكبين للجريمة كشفوا عن هويتهم أمام الجميع؟! وأخيرا إلى أهالي الضحايا افعلوا ما شئتم فإن لم تزلزلوا الأرض تحت أقدام هذه الطبقة السياسية المنتهية الصلاحية لن تصلوا إلى نتيجة بخصوص دماء الضحايا.

gamalksn@hotmail.com

إقرأ أيضا