صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

محللون سوريون لـ(العالم الجديد): واشنطن قد تعترف بنتائج الانتخابات نزولا عند رغبة روسيا وتفاديا للتصعيد

تعوّل دمشق ان تكون نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى اليوم الثلاثاء، في عدد من المدن والبلدات التي تخضع لسيطرة الجيش السوري، ومؤمنة بشكل جيد، مرتفعة، بغض النظر عن النتيجة التي سيسفر عنها التصويت للمرشحين الثلاثة، لان ذلك سيدعم كثيرا جهود الحكومة بوقف اعمال العنف، ومنحها تفويضاً باستمرار العمليات العسكرية ضمن المجموعات المسلحة.

ويخوض غمار الانتخابات الرئاسية، التي تجرى في اطار \”تعددي\” للمرة الاولى منذ عقود، ويتنافس فيها الرئيس الحالي بشار الاسد، مع عضو مجلس الشعب ماهر الحجار، والعضو السابق حسّان النوري.

محللون سوريون لـ(العالم الجديد): واشنطن قد تعترف بنتائج الانتخابات نزولا عند رغبة روسيا وتفاديا للتصعيد

عبد الله سلوم

ويحق لنحو 15 مليون سوري التصويت، بينما تقول مصادر مراقبة للشأن السوري، بأن عدد المسجلين رسميا هم 200 الف ناخب فقط، لكن في ظل الازمة الحالية، فان السلطات لن تطبق شروطاً مشددة في التصويت. وهو ما حصل بانتخابات الخارج، حيث تدفق نحو 80 الف سوري بلبنان لسفارة بلادهم، ما \”أدهش\” اوساط المعارضة والدول المناوئة لحكم الاسد، الاسبوع الماضي، واثار تساؤلات عن حجم التأييد للسلطة الحالية.

ويرى الكاتب السوري، ابراهيم الصوالح، في حديث لـ\”العالم الجديد\”، ان \”الانتخابات هي استحقاق دستوري محدد لجهة التوقيت، ومتمايز لجهة النوع\”.

واستدرك الصوالح بالقول ان \”سورية ستشهد ولأول مرة منذ عقود عدة انتخاباً لرئيس الجمهورية، بعد أن كان الأمر يتم وفق منظومة الاستفتاء، وهذه النقلة بحد ذاتها تمثل إنجازاً متقدماً في سياق الإصلاح السياسي\”.

وتعترض القوى الغربية على اجراء الانتخابات، وعدتها \”مهزلة\”، فيما تستعد قوى المعارضة اليوم، لاطلاق حملة مناهضة للانتخابات تحت عنوان \”انتخابات الدم\”، بينما طالب قوى معارضة داخلية بتأجيلها.

ويشدد الصوالح على ان \”من يسعون إلى تأجيل الانتخابات إنما يريدون إدخال سورية في فراغ سياسي تتعقد معه مداخل الحلول جميعها\”، مبيناً ان \”تأجيل الانتخابات سيتيح لقوى طفيلية بالنمو والنشوء\”,

ولا يراقب هذه الانتخابات \”التعددية\” اية وكالة دولية معترف بها كالامم المتحدة او الاتحاد الاوروبي، بينما اعلنت طهران ان وفوداً من 9 بلدان حليفة لدمشق، ستشرف على الانتخابات، وهي اوغندا وزيمبابوي وبوليفيا والفيليبين وفنزويلا وطاجيكستان، فضلا عن وفد من نواب إيرانيين، وروسيين ولبنانيين، في خطوة اتخذت عقب انعقاد مؤتمر اصدقاء سورية في طهران بمشاركة 30 دولة قبل نحو يومين. ومن المحتمل ان يصل دمشق وفد مراقبين من كوريا الشمالية والبرازيل.

ويجد الباحث في العلوم السياسية، عبد الله سلوم، ان \”مشاركة روسيا بشكل خاص في مراقبة الانتخابات، وما لذلك من دلائل سياسية يعزز وجهة النظر، بأن هذه المشاركة ستفضي وبلا شك إلى اعتراف روسي رسمي وقطعي بشرعية هذه الانتخابات ونتائجها\”.

محللون سوريون لـ(العالم الجديد): واشنطن قد تعترف بنتائج الانتخابات نزولا عند رغبة روسيا وتفاديا للتصعيد

ابراهيم الصوالح

ويطرح سلّوم في حديثه لـ\”العالم الجديد\” سيناريوهين لتعامل القوى الغربية مع نتائج الانتخابات الرئاسية السورية، ويبيّن ان الاحتمال الاول هو أن \”تعترف الولايات المتحدة وحلفاؤها بنتائج الانتخابات وشرعيتها تماشياً مع الموقف الروسي\”.

ويبرر ذلك بأن \”واشنطن ستفعل ذلك، تجنباً لمزيد من التأزم في العلاقات بينهما بعد الفيتو الروسي الصيني الأخير ضد مشروع القرار الفرنسي، وقبله مجموعة العقوبات التي أعلنت عنها الولايا المتحدة ضد روسيا\”.

فيما يكون السيناريو الثاني، بحسب سلّوم، بأن \”يتم التغاضي عن مسألة الشرعية أو الاعتراف بنتائج الانتخابات، والإكتفاء ببعض التصريحات من مسؤولي البيت الأبيض ووزارة الخارجية من الدرجة الثانية أو الثالثة (…) لضمان استمرار المعارضة بالقتال وبالتالي الحفاظ على الموقف التفاوضي للولايات المتحدة\”.

وتشكل عملية حماية مراكز الاقتراع عبئاً اضافياً على القوات النظامية. وبحسب السلطات السورية، فان المراكز الانتخابية المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية بلغت 9601 مركز انتخابي تضم 11776 صندوقا موزعا على كل المحافظات السورية.

ويتوقع سلّوم ان \”لا تظهر نتائج مباشرة وسريعة تنعكس على الوضع الأمني العام في البلاد\”، مرجحاً أن \”تتصاعد وتيرة الأعمال العسكرية لانهاء العمليات الرئيسة، وبشكل خاص في ريف العاصمة وحلب ودرعا مع المضي قدماً في مسار المصالحات\”.

محللون سوريون لـ(العالم الجديد): واشنطن قد تعترف بنتائج الانتخابات نزولا عند رغبة روسيا وتفاديا للتصعيد

خيام الزعبي

ويلفت في حديثه لـ\”العالم الجديد\” الى ان \”الأشهر الست المقبلة، ستكون حاسمة فيما يخص الأعمال العسكرية لمصلحة الدولة السورية\”.

وتسعى المعارضة السورية المدعومة من الخارج، والولايات المتحدة، والاتحاد الاوروبي، والسعودية، وتركيا، وقطر، الى انهاء حكم الاسد، عبر ضمان استمرار الاعمال العسكرية، واسقاط النظام بما يشبه السيناريو الليبي.

لذا يرى الدكتور خيام محمد الزعبي، الكاتب والمحلل السياسي، انه \”مخطئ كل من يرى أن نهاية الأزمة ستكون برحيل الأسد عن السلطة، أو أن حلها سيكون فقط بإعادة انتخابه مرة جديدة\”، منوها الى ان \”الاستحقاق الرئاسي، هو تفصيل في المشهد، لأن الحرب في سورية لن تتوقف إلا عندما يصبح استمرارها يشكل خطراً على إسرائيل\”.

وينوه الزعبي في حديث لـ\”العالم الجديد\”، ان \”هذه القوى سعت إلى إسقاط الدولة السورية، واذ تعتبره إسقاط عمق أساسي للمقاومة وقطع الطريق بين طهران ودمشق ولبنان وتقسيم سورية إلى دويلات لإنتاج مزارع طائفية ومذهبية تخوض حروبا فيما بينها، ولإشغال قوى المقاومة في التحضير للمواجهة الداخلية، بدلاً من مواجهة إسرائيل\”.

ويقترح، كحل ناجع يحافظ على الدولة السورية \”القيام بالمبادرات الوطنية من أجل الوطن\”، مشيراً الى ان \”ذلك لا يأتي الا عبر حوار سياسي عاقل تشارك به كل الأطراف المختلفة لتحقيق المصالحة الوطنية\”.

إقرأ أيضا