استبعد محللون سياسيون نشوء \”صحوة سورية\” على غرار الصحوة العراقية، بعد مقتل القائد العسكري في الجيش السوري الحر كمال الحمامي، لأسباب تعود الى أن الظروف التي ساعدت في نشوء الصحوات في العراق غير موجودة في الحالة السورية، وأهمها التواجد العسكري الأميركي، واسهام الحكومة العراقية بصنع التشكيل الذي تمكن من طرد القاعدة وهد أوكارها في العراق، فضلا عن ضعف البنية السياسية والعسكرية العراقية انذاك، وهذا كله غير متوافر الان في سورية.
ففي اتصال مع \”العالم الجديد\” أمس الأحد، قال المحلل السياسي واثق الهاشمي، \”أستبعد ظهور صحوة مشابهة لما حدث في العراق، لأن الحكومة العراقية، هي من شكلت الصحوة وهذه نقطة الاختلاف الجوهرية، باعتبار أن فصائل المعارضة المسلحة السورية تمثل، وجهات نظر الدول التي تمولها، والحكومة السورية لا يمكنها أن تنسق مع قادة المعارضة لطرد أتباع القاعدة\”.
واعتبر الجيش السوري الحر مقتل أحد قياداته كمال الحمامي، على يد مقاتلين ممن يسمون بدولة العراق والشام الإسلامية، بمثابة إعلان حرب عليه.
وقال المنسق السياسي والإعلامي لؤي المقداد، في تصريح صحفي لإحدى وسائل الأعلام العربية، بأن \”ما يحدث الآن ليس توترا بين الجيش الحر وتنظيمات القاعدة، لأنه لم تكن هناك علاقة أصلا مع هذه التنظيمات وتنظيم جبهة النصرة، وهم يعتبروننا كفارا وأبلغوا مرافق أبو بصير (كمال الحمامي) بأن يقول لنا سنقتلكم جميعا\”.
وأضاف الهاشمي، أن \”قتل القيادي في الجيش الحر كمال الحمامي، فتح أبوابا لن تغلق، على اعتبار أنه سيتبعها تصفيات أخرى، وستبقى سورية رازحة تحت هذا الصراع، حتى يتم تدمير البنية التحتية السورية\”، مشيرا الى أن \”المعارضة السورية مختلفة منذ اليوم الأول، فمعارضة الداخل غير الخارج، فبعضها تعمل بأجندة قطرية، أو سعودية أو تركية، أو أميركية، وكل يعمل باتجاه الجهة التي تموله\”، مشيرا الى أن \”لقاء في احدى القنوات جمعني قبل شهرين مع عدد من قيادات المعارضة السورية، فأكدوا أن المتطرفين وهم أتباع جبهة النصرة السورية أصبحت تشكل خطرا على المعارضة السورية، وتوقعوا اشتباكا مسلحا بين الطرفين\”.
وتابع \”حتى الغرب اليوم من وجهة نظري سيتردد كثيرا في تزويد المعارضة بالسلاح، لانها لو انتصرت فانها ستشكل خطرا على مصالحه\”.
وبشأن تصريحات هوشيار زيباري وزير الخارجية حول عدم قدرة العراق على تفتيش جميع الطائرات العراقية، قال الهاشمي، \”أعتقد أن ما قاله زيباري هو عين الواقع، فالعراق واقع بين كماشتي نار، وبين قوتين ضاغطتين، اللاعب الأميركي واللاعب الايراني، فاميركا احتضنت المعارضة العراقية السابقة وساندتها وايران ايضا احتضنتها لسنوات طويلة\”، مبينا أن \”العراق في منطقة الوسط، واذا انسحب الى احدى المنطقتين فانه سيتأثر كثيرا لأنه متردٍ في وضعه المادي والاجتماعي، والولايات المتحدة هي من طلبت من العراق أن يقف في الحياد\”.
وزاد \”وهذا ما لمسناه من دخول ثلاثة عناصر من قادة القاعدة الى العراق منذ أيام لتنفيذ ما اسموه غزوة رمضان، وقد اتضح من خلال هذه التفجيرات التي حدثت في الاونة الاخيرة\”.
من جهته، وافق المحلل السياسي أحمد الشريفي، استبعاد الهاشمي لظهور صحوة سورية، على غرار العراق، لأن \”الوجود الأميركي وضعف النشاط العسكري والسياسي، أي عدم تماسك البنية السياسية في العراق، هما السمتان الطاغيتان على المشهد العراقي، أما في سورية فالأمر مختلف، إذ أن حقيقة ما يجري فيها هو صراع الاسلاميين والليبراليين على مستقبل سورية،فضلا عن كون المعارضة بشكل عام لا تمسك بالأرض، وهي في طور المعارضة\”.
وأضاف الشريفي إن \”مقتل الحمامي ربما يصب في صالح النظام السوري، لا على المستوى الداخلي، بل حتى الخارجي، لان الدول الغربية لم تصل بعد الى مرحلة الاطمئنان الى وجود فريق سياسي قادر على قيادة سورية في المرحلة المقبلة\”، مشيرا الى أن \”كل المعطيات تشير الى بقاء الرئيس السوري حتى نهاية ولايته على أقل تقدير\”.
وبخصوص تحول العراق الى معبر للسلاح الايراني الى سورية، قال الشريفي، إن \”الجيش السوري ليس بحاجة الى تسليح، لأنه جيش يمتلك ترسانة عسكرية كبيرة وليس بحاجة الى سلاح، لانه لم يظهر سوى 25 بالمائة من قدرته القتالية، كما ان النظام يمتلك مئات الطائرات القتالية ولم يستخدم الا القليل منها\”، مردفا \”كما أن في مثل هذه الحالات سوف لن تجازف سورية او ايران بارسال أسلحة عبر جسر جوي بهذه الطريقة التي يمكن أن تقع في فخ التفتيش في أي لحظة\”.
وعزا هذه الحملة الاعلامية الى \”إيجاد نوع من الضغط على الحكومة العراقية لتغيير موقفها من الأزمة السورية\”.