48 ساعة فقط، فصلت بين توقيع وثيقة الشرف في مؤتمر السلم الاجتماعي بدعوة من خضير الخزاعي القائم مقام الرئيس الغائب، والحفل الذي حضره المالكي في قضاء الرفاعي بمحافظة ذي قار الغني بالنفط، ليحذر من هناك في خطاب حماسي \”أصحاب الفتاوى الضالة\” والمطالب غير الشرعية بان \”بيننا وبين هؤلاء بحر من الدم\”.
وقال المالكي في كلمة له خلال احتفالية بمناسبة افتتاح التصدير في حقل الغراف النفطي في مدينة الناصرية، إن \”المطالب التي يروج لها أصحاب الفتاوى الضالة هي مطالب غير شرعية وتسعى إلى إحباط العملية السياسية\”.
وتساءل المالكي \”هل من المشروعية ارتقاء المنابر وشتيمة أكبر مكون عراقي\”، مؤكدا أن \”بيننا وبين هؤلاء بحر من الدم، لأنهم يريدون إعادة العراق كما كان أسيرا بيد قوة ضالة\”.
هذا البحر الذي افترضه المالكي، تحول بعد ساعات من كلمته، إلى واقع في مدينة الصدر شرقي بغداد.
النجيفي الذي اصر على حضور مؤتمر توقيع وثيقة الشرف وقبلها وافق أن يكون حامل رسائل من قبل المالكي إلى أردوغان وروحاني، اغضبته تصريحات رئيس الوزراء إلى الحد الذي أعلن فيه وفاة ميثاق الشرف بعد ولادته بيومين.
بيد أن السياسي المستقل أحمد الأبيض يرى في النجيفي \”يتكتك مع المالكي لكي يكون الزعيم السني المدافع عن الطائفة، وهو من خلال زياته لتركيا وإيران سعى لتسويق نفسه كرئيس للعراق في مقابل ان يبقى المالكي على رأس الحكومة، ومعصوم للبرلمان، لكنه حشر مسألة سورية في واجهة الزيارة لغرض اكسابها اهمية\”.
وحول تنصل النجيفي من وثيقة الشرف يعلق الابيض، أن \”النجيفي حليف مفترض للمالكي حسب تنظير الجعفري الذي يسعى لجمع القوى الاسلامية من الطائفتين في اطار العمل السياسي\”.
وفيما إذا كانت وثيقة الشرف جزءا من اللعبة السياسية المتفق عليها، بين أن \”وجود شخصيات من حزب الدعوة بشقيه، والمجلس الاعلى المتذبذب، والحزب الاسلامي اضافة للحزبين الكرديين، تكشف أن المالكي في طريقه للسلطة عبر تحالف بديل عن العراقية، هش من ناحية التمثيل بشخصيات ضعيفة يسهل قيادتها، وبالتالي يشكل الكتلة الاكبر\”.
وحول ما يحدث من تفجيرات متعاقبة تضرب الشيعة والسنة، اشار إلى أن \”الوضع في العراق يفسر بأن هناك سلطة ابتلعت دولة وهزمت مشروع، وهذا كله للوصول الى تركيع الشيعة والسنة، واستمرار التوتر يحتم على الناس أن تكون في الاطار الطائفي، ولا تفكر بأي شئ آخر سوى البقاء على قيد الحياة\”.
وأخبر مصدر أمني \”العالم الجديد\” أمس، ان \”عدد ضحايا الانفجار بمجلس العزاء ارتفع الى 12 قتيلا واصابة 30 آخرين\”.
ويأتي هذا التفجير بعد يوم واحد من تفجير مماثل استهدف مجلسي عزاء بمدينة الصدر أمس الاول السبت، اسفر عن مقتل واصابة 280 شخصا.
وبين السياسي المستقل أحمد الأبيض، أن \”العراق يمضي الى الاضمحلال السياسي والمجتمعي، اي ان الاختزال الذي مورس من الطائفة الى التحالف الى الحزب الى الجماعة الى الفرد، سبب مشكلة عضال اصابت المشروع بعطب يصعب اصلاحه إلا بهزة لا نلاحظ لها أي اشارة\”.
وشدد على أن \”التغيير يجب ان تقوده النخبة، إلا أنها متفرقة واحيانا غائبة أو مغيبة ولا وجود لنضج سياسي، فضلا عن وجود لهيمنة وتدخلات خارجية وصلت الى حد تدخل شركات ومافيات عالمية في الشأن العراقي\”.
واوضح ان \”العراق هو الأرض الرخوة والمليئة بالثروات وفيه سلطات هلامية وجودها أكثر ضررا من رحيلها\”.
إلا أن حامد المطلك النائب عن القائمة العراقية، أكد إن \”جميع الساسة أدوات في مخطط كبير لا يشمل العراق فقط، وإنما يشمل المنطقة بأكملها\”.
وأوضح المطلك في اتصال مع \”العالم الجديد\” أمس الأحد، أن \”السياسيين هم أدوات طائفية في مشروع يهدف لتأجيج الطائفية في العراق والمنطقة، من خلال تصريحاتهم التي تؤجج الوضع في الشارع العراقي\”، لافتا إلى أن \”نفس الأيدي التي تتحرك في العراق هي نفسها التي تتحرك في سورية ومصر واليمن\”.
وأكد أن \”الوضع لا يمكن أن يستقر بتوقيع وثائق شرف وتبويس لحى، ولكنه يستقر بنوايا حقيقية وقرار عراقي خالص، بعيدا عن الأجندات الخارجية سواء كانت إيرانية أو سعودية أو قطرية\”.
واشار النائب إلى أن \”تصريحات السياسيين تأخذ منحى طائفيا لارتكانها إلى أطراف خارجية، دون التفكير في المصلحة العامة للشعب العراقي\”.
ودعا النائب عن القائمة العراقية جميع السياسيين إلى \”ترك مصالحهم الشخصية والتفاهم حول اتفاق ينقذ البلاد من المخطط الطائفي دون اللجوء إلى المشاريع الخارجية والعمل على تنفيذها\”.
محلل: اعلان النجيفي انهيار وثيقة الشرف يكشف رغبته بزعامة السنة.. وحامد المطلك: جميع السياسيين أدوات طائفية
2013-09-22 - تقاريرنا