بغداد – بهاء حداد
عزا محلل سياسي التكتم الذي أحاط زيارة نوري المالكي رئيس الوزراء الى موسكو أمس الاحد، على الرغم من مرافقته لوفد حكومي رفيع، الى حساسية الملفات التي سيتناولها مع المسؤولين الروس وفي مقدمتها ملفا التسليح وسورية.
وشدد على أهمية الزيارة، لا لأنها تعد الأولى من نوعها لرئيس وزراء عراقي بعد خروج البلاد من طائلة الفصل السابع فحسب، بل لأنها تهدف للخروج من الضغوط الدولية التي يتعرض لها العراق، ولاسيما من قبل الولايات المتحدة وتركيا وايران، التي تملك أجندات متصارعة على الأرض السورية.
ففي مقابلة مع \”العالم الجديد\” قال واثق الهاشمي، المحلل السياسي أمس الأحد، إن \”طابع زيارة رئيس الوزراء المالكي الى روسيا في ظاهره اقتصادي، من اجل المشاركة في مؤتمر الدول المصدرة للغاز، لكني اعتقد ان هناك ملفات اخرى، أكثر اهمية ستكون محورا للنقاش\”.
وأوضح الهاشمي أن \”زيارة المالكي جاءت بعد عودة البارزاني من موسكو، مضافا الى أنها جاءت بعد خروج العراق من الفصل السابع، حيث تكتسب أهميتها من كونها أول زيارة لرئيس وزراء عراقي بعد هكذا حدث\”، لافتا الى أن \”المالكي يحاول أيضا التخلص من ضغط أميركي كبير يمارس عليه بشأن سورية، ورفض تسليح الجيش العراقي، وهي رسالة من العراق بأنه بعد خروجه من الفصل السابع يمكنه ان يعقد اتفاقيات تسليح مع دول أخرى غير الولايات المتحدة\”.
وأشار الى أن \”هناك ملفات مهمة ستبحث بشكل جدي وهي أولا، ملف التسليح الذي يقوده فالح الفياض، بدلا من سعدون الدليمي الذي أبعد على إثر شبهات فساد، وقد بدت بوادر الاتفاق بعد إعلان موسكو اليوم (امس) تسليم العراق 10 طائرات هليكوبتر، والتي قد يستخدمها الجيش العراقي في تنقية الأجواء من المسلحين المتواجدين في المنطقة الغربية، خصوصا بعد التعاون الكبير الذي برز مؤخرا بين القاعدة ومسلحي سورية\”.
وأضاف الهاشمي \”إضافة الى الملف الاقتصادي الذي ستكون الغاية منه إعادة العلاقات السابقة بين البلدين على الصعيد النفطي والاستثماري ودعوة الشركات التجارية لوجود عبد الكريم لعيبي وزير النفط، وسامي الاعرجي رئيس هيئة الاستثمار، ضمن الوفد الحكومي\”.
وزاد في حديثه لـ\”العالم الجديد\” أمس، إن \”الوضع في سورية سيكون على جدول المباحثات أيضا، وهو أمر لا يقل أهمية عن الملفات السابقة، بسبب تداعياته وظلاله الخطيرة على العراق، فضلا عن الضغوطات الدولية التي تعاني منها بغداد بسبب هذا الملف، لاسيما من قبل أميركا وتركيا وايران\”، مشيرا الى أن \”كل هذا كان سببا للتكتم على الزيارة، لمحاولة إنجاحها كونها أول زيارة لرئيس وزراء عراقي بعد الخروج من الفصل السابع، وبالتالي لن يحدث هناك لغط مثلما حدث في السابق، كي لا تصاب الحكومة العراقية بخيبة أمل مرة أخرى\”.
وألغى العراق صفقة تسليح مع روسيا تفوق قيمتها 4.2 مليارات دولارات إثر شبهات بالفساد، وأعلنت روسيا خلال زيارة المالكي في التاسع من تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، أنها وقعت مع العراق عقود تسلح بقيمة تفوق 4.2 مليارات دولار لتصبح بذلك مجددا أحد أكبر مزودي العراق بالسلاح بعد الولايات المتحدة.
ومدد العراق في كانون الثاني (يناير) الماضي، عقد شركة \”لوك أويل\” الروسية النفطية من خمسة أعوام ليصبح 25 عاما مقابل تمديد فترة إنتاج الذروة إلى 19 عاما ونصف العام بدلا من 13 عاما.
وتعد هذه هي الزيارة الثانية للمالكي الى موسكو خلال أقل من عام، إذ كان قد زارها مع جمهورية التشيك في مطلع شهر تشرين الاول (اكتوبر) من العام الماضي، وأبرم صفقة شراء أسلحة روسية بأكثر من أربعة مليارات دولار.