كشف محلل سياسي عن أن الهدف من زيارة نجيرفان بارزاني رئيس حكومة اقليم كردستان الى أنقرة، هو تقريب وجهات النظر بين الحكومة التركية وأحزاب كردية سورية أعلنت مؤخرا إدارة مناطقها على الحدود مع تركيا، بالاضافة الى التنسيق مع الحكومة التركية من أجل إنجاح المؤتمر القومي الكردي الذي سيحضره أكراد من تركيا وايران وسورية، بالاضافة الى العراق.
يأتي ذلك، بعد أيام من زيارة صالح مسلم رئيس حزب \”الاتحاد الديمقراطي\” الكردي السوري الى تركيا، والتي حظيت بترحيب الحزب الكردي الرئيسي في تركيا، معتبرا أن من شأنها أن تزيد الضغوط على الرئيس السوري بشار الأسد، وأن تساعد في تغيير مسار الحرب الأهلية.
ففي اتصال مع \”العالم الجديد\” قال كمال رؤوف المحلل السياسي، ورئيس تحرير صحيفة شار الكردية، إنه \”بحسب المعلومات المتوافرة لدينا فان زيارة رئيسها نجيرفان بارزاني، الى تركيا، ترمي لتحقيق عدة نقاط، أولها أن الزيارة تهدف الى تقريب وجهات النظر بين الحكومة التركية، وأكراد سورية، لاسيما بعد توجه أحد قياديي الأحزاب الكردية السورية الى تركيا مؤخرا\”.
ووصل نجيرفان بارزاني رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان أمس الثلاثاء، الى تركيا في ثاني زيارة له بعد تشكيلة الحكومة في نيسان الماضي.
وأضاف رؤوف، \”ثانيا تأتي الزيارة من أجل التنسيق مع أنقرة بخصوص المؤتمر القومي الكردي المزمع عقده في أربيل، وثالثا ستضم الزيارة شقا اقتصاديا أيضا\”، منتقدا في الوقت ذاته \”حكومة الاقليم، لعدم شفافيتها في زياراتها وتفاهماتها مع الآخرين\”.
وأفادت وكالة الأناضول التركية للأنباء أمس، أن \”بارزاني وصل صباح اليوم (أمس) الى العاصمة أنقرة في إطار زيارة رسمية يقوم بها الى تركيا\”، مضيفة أن \”بارزاني التقى بوزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، وأجرى مشاورات معه حول العلاقات الثنائية بين الاقليم وأنقرة\”.
وكان بارزاني قد التقى أمس الاول في مكتبه بأربيل محمد عاكف إنعام القنصل التركي الجديد في كردستان، وبحث معه سبل رفع العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع الراهنة في إقليم كردستان والعراق والمنطقة.
وهذه ثاني زيارة يقوم بها نجيرفان بارزاني لتركيا هذا العام فقد زار تركيا في 25 اذار الماضي واجتمع بكبار المسؤولين بينهم رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان.
وقام ضباط أتراك في اسطنبول الأسبوع الماضي بالاجتماع مع صالح مسلم رئيس حزب \”الاتحاد الديموقراطي\” الكردي السوري، الذي يقاتل من أجل السيطرة على أجزاء في شمال سورية بالقرب من الحدود التركية.
وجاء الاجتماع بعد إعلان مسلم، أن الجماعات الكردية ستشكل مجلساً مستقلا لإدارة المناطق الكردية في سورية إلى حين انتهاء الحرب.
وكان استيلاء حزب الاتحاد على رأس العين على الحدود التركية هذا الشهر، أذكى مخاوف أنقرة من أن مكاسب الأكراد في سورية، قد تقوي شوكة حزب العمال الكردستاني التركي، الذي يجري محادثات حاليًّا مع أنقرة، لإنهاء كفاحه المسلح مقابل الحصول على حقوق أكبر لأكراد تركيا.
من جهته، قال صلاح الدين دميرطاش، رئيس المجموعة البرلمانية لـ \”حزب السلام والديموقراطية\”، وهو الحزب الكردي الرئيس في تركيا، إن \”زيارة صالح مسلم، اسطنبول مؤشر واضح على أن تركيا تتحرك نحو تغيير سياسة تفترض أن الأكراد يمثلون تهديدا\”.
وأضاف لرويترز أمس، \”لن يؤثر ذلك في العلاقات التركية- الكردية فقط، بل وفي مسار الأحداث في سورية من خلال ممارسة ضغوط على النظام\”.
وتابع دميرطاش \”يمكن أن يكون الأكراد فاعلين في سورية ونحتاج إلى زيادة الدعم لهم، ويجب على الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة أن تقيم علاقات ملائمة مع أكراد سورية\”.
ودميرطاش لاعب رئيسي في جهود تركيا لإنهاء صراع على أراضيها مع المسلحين الأكراد، قتل فيه أكثر من 40 ألف شخص منذ عام 1984. وقام بزيارات عدة إلى السجن المحتجز فيه عبد الله أوجلان رئيس \”حزب العمال الكردستاني\” المحظور منذ إدانته بتهمة الخيانة عام 1999، وسلم رسائل منه إلى أنصاره المسلحين في شمال العراق.
وقال دميرطاش الذي اجتمع مع أوجلان للمرة الأولى في سجنه في جزيرة إيمرالي هذا العام، إنه \”أشبه بلاعب شطرنج بارع، يتخذ خطوته بعد أن يتوقع الخطوات الثماني أو العشر التالية مقدما\”. ووصف أوجلان بأنه خبير في سياسة الشرق الأوسط، وذواق للأدب والفلسفة والفن والتاريخ.