أخبر ناشطون إيزيديون “العالم الجديد” بوجود المئات من الأطفال المحتجزين مع عوائل تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) في سجن تلكيف شمال مدينة الموصل، داعين الجهات الأمنية المسؤولة الى عدم تسفير عوائل التنظيم الأجانب الى بلدانهم دون إجراء فحوصات الـ(DNA) للاطفال لمعرفة هوياتهم.
وتقول الناشطة الايزيدية نبراس إبراهيم في اتصال هاتفي مع الصحيفة إن “معتقل تلكيف يضم نحو 1700 من أسر تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)، بينهم من أهالي تلعفر، الا أن السلطات الأمنية تزعم أن جميعهم أجانب ينحدرون من اذربيجان او تركيا او تركمانستان، وتسعى لتسفيرهم لبلدانهم”.
وتشير إبراهيم الى أن “لدى بعض النساء 8 الى 15 طفلا، وتتراوح اعمار هذه النسوة بين 35 الى 40 عاما”، متسائلة بالقول “كيف يمكن ان يكون لهن هذا العدد من الاطفال فيما أعمارهن متقاربة جدا؟”.
وتتابع “نحو 80 الى 85 بالمائة من الأطفال في المعتقل هم من الايزيديين”، داعية الى “منع نقل هؤلاء العوائل الى بغداد، إلا بعد إجراء فحوصات (DNA) لهم جميعا بسبب ورود تسريبات بنقل هؤلاء جميعا الى بلدانهم المزعومة عن طريق العاصمة بغداد، بمعنى أن عشرات وربما مئات من الأطفال الايزيديين سيضيعون للأبد”.
وتناشد الناشطة الإيزيدية بقية الناشطين والمنظمات المدنية “بالخروج في تظاهرات امام بوابة المعتقل بـ(تلكيف)، للمطالبة بكشف سرّاق الاطفال وتقديمهم للعدالة”، مقترحة على ذوي المختطفين أن “يطالبوا إدارة المعتقل باجراء فحوصات (DNA) للاطفال المشتبه بانهم أولادهم”.
وتمكنت “العالم الجديد” من التوصل الى سوزان شاوي الطفلة الايزيدية البالغة من العمر 13 عاما من اهالي سنجار والتي تم العثور عليها في سجن تلكيف مع عوائل التنظيم.
حيث تروي تفاصيل تعرضها للتهديد بالقتل خنقاً من قبل أسرة أحد عناصر تنظيم داعش في حال كشفت لادارة السجن عن هويتها، قائلة إن “أم منصور وبناتها اللاتي كن يقدمن الخدمة لعناصر التنظيم في كافة المجالات ومنها العسكرية، كن يهددنني بين فترة وأخرى بالقتل خنقاً حال أبلغت العناصر الامنية بالحقيقة”، منوهة الى أن “الكل في المعتقل يعتقد انني بنت أبو منصور الصغيرة، إلا انني لستُ ابنته، وانما (بنت شاوي) ووالدتي (علياء) واخواتي ثلاثة (سارة ونجوى وابتسام) أكبر مني وجميعهن مختطفات لدى التنظيم منذ دخولهم الى سنجار”.
في سن العاشرة اختطفت سوزان من قبل عناصر التنظيم بمعية أمها وشقيقاتها الثلاثة في آب أغسطس 2014 ونقلت من سنجار الى تلعفر وسكنت بمفردها في بيت أبو منصور أحد عناصر التنظيم الذي قتل إثر المعارك الاخيرة بحسب ما افادت الصبية المتخطفة.
وشرحت الطفلة تفاصيل اغتصابها عندما بلغت سن الـ12 عاما من قبل المدعو (علي الشافلي) ابن عم أبو منصور البالغ 45 عاماً، حيث أكدت تعرضها “لأذى جسدي ونفسي عميقين”، مشيرة الى ان “الشافلي كان يعتدي علي بالضرب المبرح حال رفضي تلبية رغباته”.
وخلال فترة اختطافها كانت تعمل خادمة في منزل (أبو منصور) وتتعرض لمعاملة سيئة وقاسية جدا من قبل زوجته وبنانته.
وقبل شهرين تقريباً ألقت القوات الامنية القبض على اسرة ابو منصور لانتمائها الى التنظيم المتشدد، وأودعت في سجن تلكيف، حيث بينت سوزان ان “أم منصور وبناتها قمن بتهديدي بالقتل خنقاً حال أبلغت الشرطة بهويتي الحقيقية”.
وتبدي استغرابها من “تغير معاملة ام منصور وبناتها لها في السجن لمحاولة إرضائها وكسب ودها، وقد بقيت معهن لمدة شهرين تقريباً في المعتقل، حتى قبل ثلاثة ايام حين دخلت الى غرفتنا ف السجن محققة استفسرت مني عن كل شيء حتى كشفت لها الحقيقة، ثم انها اخبرت الشرطة بذلك، حيث نقلوني بعدها الى مكان اخر، وقاموا بالتحقيق معي حتى جاء أبي الذي لم اعرفه في البداية”.
وتستطرد بسرد قصتها المؤثرة “احتضنت أبي بقوة، حيث أخبرني بوفاة والدتي بضربة جوية في الموصل قبل عام تقريباً، ولم يعرف عن اخواتي أية تفاصيل”.
الى هنا تتدخل عمة سوزان التي كانت تقف الى جانبها وتمنع من إكمال الحديث معها، إشفاقا على حالتها النفسية المتصدعة.