خلال الساعات الـ24 الماضية، كان الحدث الأبرز في ذي قار والعراق عموما، هو اقتحام مدرسة اعدادية في المحافظة من قبل قوة امنية بهدف اعتقال متظاهرين لجؤوا اليها هربا من الاعتقال، هذا الحدث أثار الكثير من اللغط، بوصفه “تعديا” على “حرمة المدرسة” من دون أي إذن رسمي.
مدير الاعدادية المركزية، التي تعرضت للحادثة، ستار جبار، سرد لـ”العالم الجديد” في اتصال هاتفي، طبيعة الاتصال الذي جرى بينه وبين رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، قائلا إن “الاتصال كان للاعتذار، وقد كرره أكثر من مرة خلال الاتصال“.
واضاف جبار “لم يجر اي حديث خلف الكواليس”، مبينا أن “الاتصال بدأ بالمدير العام لتربية ذي قار، رياض العمري، ثم تكلمنا سوية مع رئيس الوزراء، وكان الاتصال بحضور القادة الامنيين في المحافظة، وهم كل من قائد عمليات سومر، وقائد شرطة ذي قار“.
وبين أن “القادة الامنيين في المحافظة قدموا اعتذارا رسميا عما حصل يوم أمس، وابلغونا انهم قاموا بتشكيل لجنة رفيعة لتقصي الحقيقة، وتقديم المقصرين للعدالة“.
وانتشر يوم امس، فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر اقتحام قوات أمنية لمدرسة وهي تقوم بسحب شاب والاعتداء عليه داخلها، بعد أن لجأ الى المدرسة هربا من الاعتقال، فضلا عن كونها موقعا لا يمكن اقتحامه.
نقابة المعلمين في ذي قار، اصدرت من جانبها بيانا اعتبرت فيه التصرف “سابقة خطيرة” و”انتهاكا لقدسية الصروح التربوية“.
وأكدت في بيانها الذي تلقت “العالم الجديد” نسخة منه “إننا فوجئنا باقتحام مجموعة من منتسبي الشرطة بناية الإعدادية المركزية ودخولهم إليها عنوة لمطاردة بعض الشباب”، مبينة أنه “في الوقت الذي نستنكر فيه اقتحام مدارسنا دون مسوغ قانوني أو أمر قضائي أو إبلاغ المديرية العامة للتربية، فإننا نعتبر هذا التصرف منحى خطير وسابقة يجب أن لا تتكرر في انتهاك قدسية الصروح التربوية“.
وكان مكتب رئيس الحكومة، اعلن اليوم الاربعاء عن اجراء الكاظمي اتصالا هاتفيا مع مدير الاعدادية المركزية بخصوص دخول بعض العناصر الأمنية الى مبنى المدرسة.
وتأتي هذه التطورات بعد مواجهات بين القوات الامنية والمتظاهرين في الناصرية، مركز محافظة ذي قار، نتيجة محاولة المتظاهرين استعادة السيطرة على ساحة الحبوبي، ما دفع القوات الامنية الى شن حملة اعتقالات، وبحسب مصدر فان عدد المعتقلين بلغ اكثر من 300 متظاهر.
وكان رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، شكل في 20 تشرين الثاني نوفمبر 2020، خلية أزمة لإدارة محافظة ذي قار برئاسة مستشار الأمن القومي قاسم الاعرجي، وذلك عقب الهجوم على ساحة الحبوبي من قبل مسلحين وفتح النار تجاه المتظاهرين ما ادى الى إصابة 70 متظاهرا وحرق العشرات من خيام الاعتصام.
وفي 15 كانون الاول ديسمبر الماضي، وبعد مفاوضات بين خلية الأزمة والمتظاهرين، تقرر فتح ساحة الحبوبي ورفع خيام المتظاهرين، فيما قرر المتظاهرون الخروج بتظاهرات كل يوم جمعة للتأكيد على مطالبهم.
وتعد ساحة الحبوبي في الناصرية، أهم ساحة اعتصام بعد ساحة التحرير في العاصمة بغداد، وشهدت أحداثا كثيرة منذ انطلاق التظاهرات في الاول من تشرين الاول اكتوبر 2019، وكان للمتظاهرين فيها الدور الأبرز بالتصعيد ردا على اعمال العنف التي موست ضدهم من قبل القوات الامنية، كما عاشت ليال دامية، اسفرت عن عشرات القتلى والجرحى في محاولة لفض الاعتصام وإنهاء التظاهرات، وأبرزها ما عرف بـ”مجزرة جسر الزيتون” التي عاشتها المحافظة ليلتي 28 – 30 من تشرين الثاني نوفمبر 2019.