قلل مراقبون من شأن محاولة خضير الخزاعي نائب رئيس الجمهورية، إحياء الدعوة لعقد المؤتمر الوطني التي أطلقها جلال طالباني رئيس الجمهورية العام الماضي، وعزوا ذلك الى أمرين، أولهما أن الأجواء حاليا غير مهيأة لعقد أي اجتماع، مع قرب انطلاق الحملات الانتخابية التي ستشهد نشر الملفات وظهور تحالفات جديدة وصراعات أكبر من السابق.
وثانيهما أن الخزاعي غير مؤهل لمثل هذه الدعوة، لأنه لا يتمتع بالكارزما وقوة الشخصية التي يتمتع بها طالباني، كون الأخير يمتلك علاقات متينة ومتوازنة مع كل الأطراف السياسة.
ففي اتصال مع \”العالم الجديد\” أمس، قال المراقب والمحلل السياسي واثق الهاشمي، إن \”الأجواء غير مهيأة لعقد الاجتماع الوطني، ولا توجد شخصية عراقية تستطيع أن تجمع كل الأطراف والفرقاء السياسيين على طاولة واحدة\”، لافتا الى أن \”الخزاعي لا يملك وسائل ضاغطة ومؤثرة على الآخرين\”.
وطالب خضير الخزاعي نائب رئيس الجمهورية العراق، قبل أربعة أيام، الكتل السياسية لعقد المؤتمر الوطني الذي دعا إليه جلال طالباني رئيس البلاد قبل عامين، مؤكداً اعتماد الدستور والابتعاد عن الحملات الإعلامية المتبادلة، والخطابات المتشنجة، لكنه لم يعقد لتفاقم الخلافات بين الأطراف، كما لم يتم الاتفاق على مكان وزمان انعقاد المؤتمر حتى الآن.
وأضاف الهاشمي، \”رغم وجود بوادر طيبة في لقاء رئيس الوزراء نوري المالكي برئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني، ولقاء المالكي برئيس البرلمان أسامة النجيفي، إلا أني أعتقد أنها لا تعدو أن تكون لقاءات بروتوكولية، وسنعود مرة أخرى الى بدء صراع كبير جدا تشهده الحملة الانتخابية القادمة من خلال نشر الملفات، وما سيحدث من تفككات، وصراعات، وبدء تحالفات جديدة\”.
وأضاف \”لا توجد رغبة واقعية في عقد اجتماع وطني أو في عقد مصالحة وطنية، أو تجاوز أزمة للعراق، بل سنشهد حملات أكثر شراسة وضراوة مما كانت عليه في انتخابات مجالس المحافظات\”.
بدوره، علق هاستيار قادر، المراقب والصحفي في جريدة هاولاتي اليومية، على دعوة الخزاعي بالقول، \”أولا إن المشاكل السياسية في العراق لا يمكن حلها عن طريق المؤتمرات والاجتماعات، وحتى لقاء المالكي ببارزاني، والمالكي بالنجيفي، لم يتمكن من حل تلك المشاكل فكيف بالمؤتمر الوطني، إذ أن المشاكل صارت أكبر من عقد المؤتمرات والاجتماعات، وأن للعراق بعد 2003 تجربة سيئة مع مثل هكذا مؤتمرات\”.
ونبه الى أن \”شخصية طالباني تختلف عن خضير الخزاعي، فالأول يتمتع بشخصية كارزمية مؤثرة أكثر من الثاني، إضافة الى أنه يتمتع بعلاقات متينة ومتوازنة مع كل الأطراف بخلاف الخزاعي الذي ليس بهذا المستوى من العلاقات، ولا يتمتع بالقوة التي كان يتمتع بها طالباني لحل مشاكل العراق\”، مشيرا الى أن \”هناك شخصيات شيعية عديدة أكثر نفوذا وأهلية من الخزاعي يمكنها أن تقوم بلعب هذا الدور\”.
وختم حديثه لـ\”العالم الجديد\”، بالقول \”من هذا المنطلق فاني لست متفائلا بعقد أي اجتماع وطني في الفترة المقبلة\”.
وكان محمد العكيلي عضو ائتلاف دولة القانون، قد قال لوكالة أنباء موسكو، إن \”نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي أحيا دعوة رئيس الجمهورية طالباني، لعقد مؤتمر وطني يجمع الأطراف السياسية على طاولة حوار لحسم الخلافات القائمة، والتعجيل في إقرار القوانين والقرارات العالقة تحت قبة البرلمان\”، مؤكداً انعقاده في الأيام القليلة المقبلة\”.
وأضاف أن \”نائب رئيس الجمهورية طالب قبل أربعة أيام الكتل السياسية بعقد المؤتمر\”، مشيراً إلى أن \”المالكي تطرق خلال لقائه مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان أمس الأول، إلى عقد المؤتمر لاسيما وأن الأجواء مناسبة لعقده\”.
وذكر أن الطرفين تعهدا بإقناع الأطراف الأخرى أبرزها القائمة العراقية، لعقد اللقاء الوطني.
يشار الى أن رئيس الجمهورية العراقي الذي يرقد في ألمانيا للعلاج منذ أشهر، اتفق مع أسامة النجيفي رئيس مجلس النواب نهاية عام 2012، على عقد مؤتمر وطني عام لجميع القوى السياسية، بغية معالجة القضايا المتعلقة بإدارة الحكم و الدولة.