رأى مراقبون للشأن الكردي، أن التوصل إلى توافق لاختيار رئيس للبرلمان الكردي وتشكيل كابينة حكومية جديدة، قد يستغرق بعض الوقت.
وفيما اشار محلل سياسي إلى أن الاتفاقات ستتم خارج اسوار البرلمان الكردي، لفت مراقب صحفي الى أن سيناريو تشكيل حكومة بغداد سيفرض نفسه في كردستان، معتقدا ان بارزاني فضل عدم الحضور الى الجلسة الأولى للبرلمان لكي لا يثار موضوع التمديد لولايته الذي تطعن بشرعيته احزاب معارضة فازت بالانتخابات مؤخرا.
وفي الوقت الذي بين فيه عضو في برلمان كردستان أن المعارضة تطالب بثلاثة مناصب رئاسية وفقا لاستحقاقها الانتخابي، أكد وجود عقبات تعيق التوصل إلى اتفاق يفضي إلى حكومة شراكة وطنية في الوقت الحالي.
وفي حديث مع \”العالم الجديد\” أمس الأربعاء، قال كمال رؤوف، المحلل في الشؤون السياسية الكردية، إن \”جلسة برلمان كردستان ستبقى معلقة إلى أن يتم الاتفاق على منصب رئيس البرلمان\”.
وأضاف رؤوف أن \”التوصل إلى اتفاق حول هذا الموضوع سيتم بين الكتل الكبيرة خارج البرلمان\”، لافتا إلى أن \”عدم تواجد نجيرفان بارزاني لإنشغاله بجول خارج الإقليم، أدى إلى تعطيل التوصل إلى اتفاق\”.
وأعرب عن توقعه إلى أن \”تؤول رئاسة البرلمان الكردستاني إلى حركة التغيير الكردية لامتلاكها اكبر عدد من المقاعد بعد الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتمسك برئاسة الحكومة\”.
واستدرك المحلل في الشؤون السياسية الكردية، قائلا إن \”حزب بارزاني يميل إلى حزب طالباني حليفه القديم، لأنهم يتفقون في كثير من الأمور، إلا أن الاستحقاق الانتخابي فرض كوران كمنافس قوي على رئاسة البرلمان\”.
وكانت الكتل البرلمانية في إقليم كردستان، اتفقت أمس الأربعاء، على تعليق قضية التصويت على رئاسة البرلمان، وإبقاء جلسة البرلمان مفتوحة لحين اتفاق الأطراف السياسية والتوافق على اختيار رئيس للبرلمان، بحسب ما أفادر به مصدر كردي مطلع.
وأخبر المصدر \”العالم الجديد\”، إن \”جميع الكتل البرلمانية وقعت على محضر يقضي بتأجيل التصويت على رئاسة البرلمان\”، مضيفا أن \”الاجتماع سيكون مفتوحا لحين اتفاق الاطراف السياسية والتوافق على تشكيل الحكومة وتوزيع المناصب\”.
ولفت رؤوف إلى أن \”المعلومات المتوفرة تبين أن هناك اتصالات على مستوى القيادات بين حركة التغيير والحزب الديمقراطي الكردستاني للتوصل إلى اتفاق حول تقاسم السلطة\”.
واستبعد أن \”يكون غياب الرئيس بارزاني ورئيس الوزراء نجيرفان، بالتزامن مع عقد الجلسة الأولى، سببا لعدم الاتفاق لأن الزيارة مقرة سابقا، وهناك من يمثل البارتي في المفاوضات\”.
بيد، أن هاستيار قادر، الصحفي والمراقب السياسي في إقليم كردستان، رأى أن \”غياب مسعود بارزاني في وقت انعقاد الجلسة الأولى، كان بسبب كونه رئيسا غير شرعي لإقليم كردستان\”.
وكان رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، قد دعا أعضاء الدورة الرابعة لبرلمان كردستان، إلى عقد الجلسة الأولى، وذلك بموجب الفقرة الثالثة من المادة العاشرة من قانون رئاسة إقليم كردستان رقم (ا) لسنة 2005 المعدل.
وأوضح قادر في حديث مع \”العالم الجديد\” أمس، أن \”بارزاني تم تمديد فترة رئاسته، وهناك قوى معارضة لا تعترف بهذا التمديد، وتعتبره رئيسا غير شرعي\”، معربا عن اعتقاده بأن \”بارزاني فضل عدم الحضور في جلسة البرلمان كي لا تتم اثارة هذا الموضوع من قبل كتل معارضة\”.
وبشأن غياب نجيرفان بارزاني عن مفاوضات الكتل الكردستانية، بين أن \”رئاسة نجيرفان لحكومة كردستان، أمر محسوم داخل الحزب الديمقراطي، وأن هناك لجان خاصة للتفاوض، نجيرفان ليس عضوا فيها\”، لافتا إلى أن \”جميع المؤشرات تبين أن نجيرفان هو الرئيس المقبل للحكومة\”.
وأشار قادر إلى أن \”أزمة تشكيل حكومة بغداد الاتحادية في العام 2010، ستتكرر في إقليم كردستان، وستطول أزمة تشكيل حكومة جديدة واختيار رئاسة البرلمان لمدة بسبب وجود إشكاليات كبيرة وعقبات تقف عائقا أمام حسم الأمور في وقت قريب\”.
ورأى إن \”إمكانية تشكيل حكومة شراكة وطنية، متوفرة، خاصة وإن مسعود بارزاني وبحسب المعلومات التي تشير إلى وجود رغبة لديه لتشكيل حكومة شراكة وطنية، تجمع كل الكتل التي فازت بمقاعد في برلمان كردستان\”.
بدوره، أيّد سوران عمر كمال، عضو برلمان كردستان عن الجماعة الإسلامية، ما ذهب إليه هاستيار قادر من أن هناك سعيا من الكتل الفائزة بتشكيل حكومة الشراكة.
وأضاف كمال في حديث مع \”العالم الجديد\” أمس، أن \”قوى المعارضة (حركة التغيير، الاتحاد الإسلامي الكردستاني، الجماعة الإسلامية) في أقليم كردستان، تمتلك الآن 40 مقعدا برلمانيا، وبهذا العدد من المقاعد تكون أكبر الكتل في البرلمان\”.
وأكد أن \”المفاوضات تشهد بعض العقبات التي تعيق تشكيل حكومة واختيار رئيس للبرلمان، إلا أن الأمور تسير بشكل جيد\”.
وحول ما تسعى إليه المعارضة للحصول على استحقاقات، أوضح أن \”المعارضة تطالب بمنصب رئيس البرلمان، ونائبا لرئيس إقليم كردستان، ونائبا لرئيس الحكومة، فضلا عن وزارات فعلية وليست شكلية\”.
ورجح عضو الجماعة الإسلامية أن \”يشهد الأسبوع المقبل تقدما كبيرا في المفاوضات الجارية لاختيار رئيس للبرلمان وتشكيل حكومة ستغلب عليها صفة الشراكة بين القوى الفائزة\”.