يتوقع مراقبون ونقاد ان تتراجع هذا العام نسبة مشاهدة المسلسلات التلفزيونية الرمضانية المتنافسة على شاشات الفضائيات المصرية والعربية بسبب الاحداث التي تشهدها مصر، رغم انتاج اكثر من 45 مسلسلا تتنوع في مواضيعها وابطالها.
وترتكز هذه التوقعات على انشداد المشاهدين المصريين الى الاحداث الجارية في بلادهم والى البرامج السياسية والحوارية التي تشهد اقبالا متزايدا، على حساب البرامج الفنية والترفيهية.
ويقول الناقد طارق الشناوي لوكالة فرانس برس \”على الرغم من التنوع الكبير في المسلسلات المقدمة هذا العام، الا ان تفاقم الاحداث سيؤدي الى تراجع الاقبال عليها، لان انشداد المواطن المصري العادي هو للاحداث التي تؤثر على حياته اكثر من متابعته للمسلسلات\”.
وتقول الناقدة علا الشافعي ان نسبة التراجع في المشاهدة \”ممكنة، لكن علينا انتظار بدء عرض المسلسلات وعندها سيظهر حجم المتابعة\”، مضيفة \”بالتاكيد اذا حصلت مستجدات في الاحداث ستترك اثرها على حجم المتابعة\”.
رغم ذلك، يقدم قطاع السينما والتلفزيون في مصر هذا العام أكثر من 45 مسلسلا تتنوع مواضيعها بين الفكاهية والتراجيدية، الى الموضوعات ذات البعد السياسي والاقتصادي والاجتماعي، منها ما يتناول مثلا قضايا تعدد الزوجات والزواج من قاصرات.
ويشارك في هذه الاعمال الرمضانية نجوم مصر الكبار، من عادل امام في مسلسل \”العراف\”، ونور الشريف في مسلسل \”خلف الله\”، وليلى علوي في \”افراح ليلى\”، ويسرا في \”نكذب لو قلنا ما بنحبش\”، وغادة عبد الرزاق في \”حكاية حياة\”، والهام شاهين في \”نظرية الجوافة\”، الى خالد الصاوي في مسلسل \”على كف عفريت\”، وخالد صالح في مسلسل \”فرعون\” وهاني سلامة في مسلسل \”الداعية\” وغيرهم.
وللمرة الاولى منذ سنوات طويلة، يغيب الفنان يحيى الفخراني عن الجمهور الوسع من متابعيه على الشاشة الرمضانية، وان كان حضر في تقديم صوته وصورته في مسلسل ديني بتقنية الصور المتحركة.
وقد تكون المنافسة الاكبر في هذا الموسم بين عادل امام الذي يعود الى انتاج مسلسل ثان هذا العام \”العراف\” بعد مسلسله \”فرقة ناجي عطا الله\” العام الماضي الذي تعرض للكثر من الانتقادات، ونور الشريف الذي يقدم للعام الثاني على التوالي شخصية الصعيدي في مسلسل \”خلف الله\”، ولم تلق هذه الشخصية صدى كبيرا في رمضان الماضي.
ويتوقع ان يثار جدل واسع بين النقاد والجمهور حول المسلسلات التي يقدمها النجوم الشباب، خصوصا البطولة الجماعية لمسلسل \”الركين\”، ومن بين ابطاله محمود عبد المغني واحمد وفيق، وكذلك مسلسل \”فرعون\” لخالد صالح، ومسلسل \”كف عفريب\” لخالد الصاوي، وكذلك مسلسل \”ذات\” الماخوذ عن رواية بنفس الاسم للروائي المصري الشهير صنع الله ابراهيم.
في حين يتوقع ان يقدم مصطفى شعبان تنويعة جديدة تتشابه مع المسلسل الذي قدمه العام الماضي مسلسل \”الزوجة الرابعة\”.
فيما شكّل غياب المسلسلات الدينية أبرز ظواهر رمضان 2013، لا لأنّ هذه المسلسلات بدأت في التراجع منذ سنوات، علماً أنه لم يتوقع أحد غيابها نهائياً، بل لأنّ رمضان 2013 كان أول موسم يأتي بعد وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم في مصر.
ولم يهتم هؤلاء بإنتاج مسلسلات تؤكد حرصهم على نشر الثقافة الدينيّة عبر إنتاج مسلسلات تقدم الصورة الصحيحة للجماعة التي شوهتها ــ من وجهة نظرهم ــ أعمال سينمائية ودراميّة كثيرة في مقدمتها «الجماعة» (رمضان 2010).
ويعلق رئيس قطاع الإنتاج التلفزيوني المصري عادل ثابت أنّ الجهة التي تتصدى دوماً لهذه الأعمال بسبب عزوف منتجي القطاع الخاص عن تقديمها، هي وزارة الإعلام التي لم تلب طلبات القطاع لتوفير تمويل مادي لأي مسلسل ديني أو تاريخي، وهو ما انسحب على باقي إنتاجات القطاع في كل المجالات الدراميّة.
وكان رمضان الماضي قد شهد عرض مسلسل ديني وحيد هو «الإمام الغزالي» لمحمد رياض فقط على شاشات التلفزيون الحكومي.
والمفارقة تمثّلت في أنّ المسلسل الذي حاول رصد سيرة قياديّة إخوانية هي زينب الغزالي في مسلسل «أم الصابرين»، لم يستكمل تصويره حتى الآن بعدما عرضت منه حلقات عدة في الأيام الأولى من الموسم الماضي.