علاوي – الجلبي – بارزاني، تقارب جديد في ظل أزمة سياسية تتعقد بعد أن بات الخلاف عراقياً مجرد اجترار يومي مع تحول الصراع الى اقليمي بفضل الازمة السورية، غير انه مؤشر جديد على تفكك التحالف الوطني، بـ\”خروج\” رئيس ما يعرف بـ\”البيت الشيعي\” رئيس المؤتمر الوطني العراقي عن التحالف رغم تقاربه الشديد مع الاجندة الايرانية فيما يخص بناء \”دولة الاغلبية\” في العراق، وتركيز العداء ضد دول الخليج الكارهة للفكرة، عوضا عن موقفه من الازمة السورية ودعوته الى تشكيل وحدة \”كونفدرالية\” بين دمشق وبغداد، غير أن اللحظة، الجلبي جعل من نفسه خصماً \”وديعاً\” لرئيس الوزراء نوري المالكي.
البارحة دخل الجلبي الى اربيل، لا يحمل في جعبته سوى خلق المزيد من المتاعب السياسية للمالكي، بمعونة رئيس الوزراء الاسبق أياد علاوي، الطامح الى تغيير جذري في المنطقة على اساس نظرية \”سقوط دمشق.. تسقط المالكي في بغداد\”، وجهتا نظر الحلف الهش الجلبي – علاوي، لا تعدو كونها محاولة استفزاز يشتهيها رئيس اقليم كردستان مسعود بازراني لابقاء باب المناورة مفتوحا مع بغداد.
مساء أمس الثلاثاء، عادت اربيل لتتحول الى \”قبلة سياسية\” مجددا، بزيارة لرئيس المؤتمر الوطني العراقي احمد الجلبي وزعيم القائمة العراقية أياد علاوي، لتعيد التذكير باجتماعات اربيل 1و2 ضمت طيفا واسعا لسحب الثقة من المالكي، غير ان الجهود الحثيثة فشلت، واضحت اربيل \”قبلة سياسية فاشلة\”، لاسيما وان ائتلاف دولة القانون يبدو غير آبه بالحركة الجديدة، لجهة التقارب المثير الذي بين الرئيسين المالكي وبارزاني، والاتفاق المحوري على احياء فكرة \”الاجتماع الوطني\” مجددا.
ويقلل النائب علي الشلاه، اشد المدافعين عن سياسة رئيس الوزراء نوري المالكي من خارج منظومة حزب الدعوة، من قدرة اللقاء على تحقيق أي تقارب، في تصريح صحفي اطلعت عليه لـ\”العالم الجديد\” ان \”علاوي بات لا يشكل مصدر قلق، فهو في عزلة سياسية في ظل تحكم رئيس مجلس النواب النجيفي بقرارات القائمة العراقية\”، مشددا على ان \”اللقاء لن يحيي مشروع سحب الثقة مجددا\”.
ويرى مراقب كردي من اربيل في تعليق على الزيارة لـ\”العالم الجديد\”، ان \”اللقاء لا يعدو كونه سفرة استجمام، واستئناس سياسي، الرجلان (علاوي – الجلبي) لا يحملان أي مشروع او ورقة عمل، هما فقط في اربيل لحوار ودي لتداول الوضع في البلاد، وما يحدث في البلاد المجاورة سورية\”.
وبحسب بيان لرئاسة اقليم كردستان تلقت \”العالم الجديد\”، ان علاوي والجلبي وصفا \”استقرار كردستان والعملية الديمقراطية في الاقليم بالنموذجية ومصدر آمال مهمة للعراق في ظل قيادة الرئيس بارزاني\”.
بارزاني، بحسب بيان الرئاسة شدد على ان \”العملية السياسية في العراق بحاجة الى حسن النية والالتزام بالاتفاقات الموقعة بين الأطراف السياسية، وأن تكون للقوى السياسية ارادة وطنية حرة تعمل من أجل استقرار البلاد وأمان مواطنيها\”.
علاوي استبق اللقاء المشترك، بتغريدة على تويتر تابعتها \”العالم الجديد\”، لاضفاء نوع من الاثارة وتسليط الضوء على اللقاء، ان \”الاوضاع في العراق وصلت الى مراحل خطيرة والمشهد العراقي لا يسر أحدا، بسبب الممارسات التي تتعمد التهميش والاقصاء\”.
مراقب: علاوي والجلبي في أربيل للاستجمام السياسي.. وائتلاف المالكي: لا عودة لسحب الثقة
2013-09-10 - تقاريرنا