رأى مراقب سياسي كردي أن استقالة القيادية البارزة في الإتحاد الوطني الكردستاني وزوجة الرئيس العراقي جلال الطالباني، هيرو إبراهيم أحمد، من منصبها كمسؤولة لتنظيمات السليمانية المعقل الرئيس للحزب، ما هو إلا تبادل أدوار وبداية لتغيرات أخرى في المستقبل القريب.
وفي اتصال مع \”العالم الجديد\” أمس الاثنين، قال هاستيار قادر المراقب والصحفي في جريدة هاولاتي الكردية، إن \”هذه الاستقالة لا تعني تخلي السيدة طالباني عن مسؤولياتها الأخرى، فهي لا تزال عضوا في المكتب السياسي لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني\”.
وبين قادر أن \”هذه الخطوة تأتي في إطار استعادة الثقة مع جماهير الحزب، وللدلالة على الجدية في عملية التغيير وإجراء الاصلاحات داخل البيت السياسي للاتحاد الوطني\”.
وحول احتمالية أن تعقب هذه الاستقالة استقالات أخرى، أوضح أن \”الأمر لا يعدو كونه تبادلا للأدوار، وقد تتغير أماكن بعض القيادات، إلا أنها لن تخرج من الحزب\”.
وأعلنت القيادية البارزة في الإتحاد الوطني الكردستاني وزوجة الرئيس العراقي جلال الطالباني، هيرو إبراهيم أحمد، أمس، استقالتها من منصب مسؤول مركز تنظيمات السليمانية لحزبها معتذرة من عدم تمنكها تقديم الخدمات اللازمة.
وهيرو ابراهيم احمد (65 عاما)، هي سيدة العراق الأولى حاليا وابنة القيادي السياسي والكاتب والشاعر الكردي المعروف إبراهيم احمد. وقد ولدت في مدينة السليمانية بكردستان العراق عام 1948 وأكملت الدراسة الابتدائية بين كركوك وبغداد ثم عادت إلى السليمانية لإكمال الدراسة الإعدادية ودرست سنتين في طهران، وتخرجت من قسم علم النفس من كلية التربية في جامعة المستنصرية في بغداد، أما اسمها \”هيرو\”، فيعني باللغة الكردية: وردة الختمية.
وقد تتلمذت منذ نعومة أظفارها على يد والدها إبراهيم أحمد، مبادئ الفكر القومي الكردي، قبل اقترانها في السبعينيات بجلال طالباني فخاضت معارك الحصول على حقوق الشعب الكردي في العراق.
وقالت هيرو في رسالة وجهتها إلى مؤيدي حزبها وأهالي محافظة السليمانية، وتسلمت \”العالم الجديد\” نسخة منها، أنه \”خلال الأعوام الأربعة الماضية من تسلم مسؤوليتي لمركز تنظيمات السليمانية حاولت معالجة مشاكل المواطنين والمنطقة، وتصحيح الأوضاع، فضلا عن ممارسة دور الوساطة بين المواطنين والحكومة لتنفيذ مطالبيهم، مؤكدة في الوقت نفسه أن الكثير من تلك الحالات لم تعالج وبقيت مجرد وعود.
وأعربت هيرو خان عن أسفها لـ\”عدم تمكنها من إرضاء أغلبية المواطنين وأعضاء الحزب لذلك قررت العمل في المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني وتسليم مسؤولية مركز السليمانية لأشخاص آخرين\”، معتذرة من \”عدم تمكنها من تقديم الخدمات اللازمة\”.
و يأتي قرار إستقالة عضو المكتب السياسي للإتحاد الوطني الكردستاني عقب إنتخابات برلمان إقليم كردستان التي أحرز فيها الإتحاد الوطني المرتبة الثالثة.
وكان برهم أحمد صالح نائب الأمين العام للإتحاد الوطني الكردستاني، أكد أن النتائج الاولية للانتخابات البرلمانية هي مبعث قلق للاتحاد الوطني الكردستاني، ولكن نجاح عملية الانتخابات هو نجاح كبير لشعب كردستان وللاتحاد الوطني الكردستاني، مشيراً الى أن الاتحاد الوطني الكردستاني تعرض خلال تأريخه الى انتكاسات عدة، لكنه تمكن بفضل ارادته الصلبة من النهوض مجددا، وبداية النهوض عقب هذه الانتخابات تتمثل في احترام ارادة الجماهير والتمعن في رسالة العتب والنقد التي بعثها ومراجعة سياساتنا وقيادتنا واسلوب عملنا على امل الحصول على دعم وثقة الشعب مجددا، فتجاهل الواقع والتسلط والترهيب سيجلب الفشل الذريع.
وبين صالح في تصريح سابق له، أن \”الخسارة مرة، ولكن التهرب من قرار الشعب مخجل، لذا فأن اي شخص او اية جهة وتحت اية ذريعة كانت، اذا ما سعت للتلاعب في قرار الشعب، فأنها تخالف قرار المكتب السياسي وقيادة الاتحاد الوطني الكردستاني فضلا عن انها تخالف ارادة اعضاء الاتحاد الوطني الكردستاني، وان اي مسعى بهذا الخصوص يعد امرا مخجلا وغير قابل للقبول\”.
ويعتبرالإتحاد الوطني الكردستاني أحد الأحزاب السياسية الكردية الرئيسية في العراق تأسست 1 حزيران 1975 منتصف ورفعت شعار حق تقرير المصير والديمقراطية وحقوق الأنسان للشعب الكردي في العراق ويتزعمه الرئيس العراقي جلال الطالباني ، وأحزر في أول إنتخاب لبرلمان إقليم كردستان في العام 1992 على نصف مقاعد البرلمان.
وبحسب النتائج شبه النهائية، التي أعلنتها المفوضية العراقية العليا للانتخابات السبت الماضي، بعد فرز 95 بالملئة من اوراق الاقتراع، فقد نال الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني على 719 الف صوت بينما نالت حركة \”غوران\” اكثر من 446 الف صوت في حين حل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني ثالثا وحصل على 323 الف صوت وهي المرة الاولى التي يجد فيها الحزب نفسه في هذا المركز خلف حركة التغيير\”غوران\” التي كان ينتمي اعضائها إلى حزب طالباني ثم انشقوا عنه قبل سنوات.
مراقب كردي: استقالة هيرو من مسؤولية تنظيمات الاتحاد الوطني تبادل أدوار فقط
2013-10-01 - تقاريرنا