أكثر من 30 ألف مصاب بالسرطان يتلقون العلاج حالياً في العراق، يعانون من نقص كبير في الأجهزة الخاصة بمعالجتهم، في ظل التلوث البيئي بثنائي أكسيد الكربون، وانبعاث غاز الميثان المصاحب للاحتراق الجزئي للغاز عند استخراج النفط، فضلاً عن ارتفاع نسب التلوّث والسموم في داخل المياه، وتلوّث التربة.
ورغم تجاوز الإشعاعات الـ 300 ألف ضعف عن الحد المسموح بها، بسبب الحروب السابقة، إلا أن مجلس السرطان في وزارة الصحة أكد، اليوم الثلاثاء، وجود تقدم كبير في الفرص العلاجية داخل العراق.
وترتفع كلفة العلاج داخل المستشفيات الحكومية على قلتها، حيث يلجأ الكثير من المصابين إلى السفر للعلاج في الهند وتركيا والأردن وإيران، بسبب توفر مراكز حديثة لعلاج المرض ورخص الأسعار نسبياً مقارنة مع العراق.
إذ قال أمين عام المجلس تحسين الربيعي، إن “مجلس السرطان في العراق يعمل وفق قانون شُرع العام 1986، ويهدف إلى بذل الجهود لحماية المريض العراقي عبر توفير حياة صحية معتدلة، فضلاً عن تقديم أفضل الخدمات الطبية للمريض المصاب بالسرطان”.
وأوضح الربيعي: “في عام 2022، تم تسجيل إصابة 39 ألف مواطن في عموم العراق بمرض السرطان، وتم استقبال جميع الحالات في المراكز العلاجية وتقديم الخدمات لهم”، مبيناً أن “شعب السيطرة على السرطان متواجدة في المحافظات، وتكون مرتبطة بمكاتب المديرين العامين في المحافظات ومسؤولة عن إبلاغ مجلس السرطان بالإصابات المسجلة والعلاجات”.
وتابع أن “المجلس يتسلم تقريراً سنوياً من المحافظات كافة بهذا الشأن”، منوهاً بأن “مسألة سفر مريض السرطان خارج العراق تعتبر حرية شخصية ومحاولة منه للحصول على أفضل فرصة علاجية”.
وأشار إلى “التقدم الكبير في الفرص العلاجية داخل العراق، بالإضافة إلى إقرار وزارة الصحة أدوية حديثة لمرضى السرطان، ما أدى إلى تخفيف الأعباء المالية على المواطنين”.
وكان وزير الصحة صالح مهدي الحسناوي اعلن، في 2 آذار مارس الجاري، أن وزارة الصحة ستستقدم فرقاً اجنبية لتقديم الخدمات الصحية لمرضى السرطان.
يجدر بالذكر أن جلسة العلاج بالإشعاع في المستشفيات العراقية خلال الدوام الصباحي مجانية في حين تكلف الجلسة الواحدة 40 ألف دينار (نحو 28 دولاراً) في الدوام المسائي، وعدد الجلسات يقدرها الأطباء بحسب كل حالة مرضية.
وفي تشرين الأول أكتوبر 2023، قالت وزارة الصحة إن الحالات السرطانية بالعراق في تزايد يتماشى مع الزيادة السكانية، مبينة أن معدلات الإصابة بالسرطان هي ضمن المعدل العالمي، لافتة إلى أن نسب الإصابة به في العراق دون الـ80 حالة لكل 100 ألف شخص في العام الواحد.
يشار إلى أن القوات الأمريكية استخدمت في حرب 2003 للإطاحة بالنظام العراقي السابق، أسلحة محرمة دولية وأخرى مشعة وبكميات ضخمة جداً، وعزت وزارة الصحة ومنظمات دولية ارتفاع نسب الإصابات السرطانية في العراق إلى مخلفات تلك الأسلحة.