صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

مستشفى هيت.. دمره داعش وعجزت الدولة عن إكمال إنشائه 

منذ إعلان تحرير قضاء هيت في الأنبار عام 2016، ما زال القضاء يعاني من تداعيات…

 منذ إعلان تحرير قضاء هيت في الأنبار عام 2016، ما يزال القضاء يعاني من تداعيات الدمار الذي خلفه تنظيم داعش، ولم تستطع الجهات المعنية معالجة تلك الآثار، وخاصة مستشفى هيت، الذي يعد أكبر مستشفى تم العمل به في القضاء، وتعرض لأضرار كبيرة خلال سيطرة تنظيم داعش عليه، إلا أن هذا الصرح الطبي ما زال مدمرا حتى اليوم، وعملية تأهيله لم تصل للنسب المطلوبة.

ووضعت وزارة الصحة حجر الأساس لهذا المستشفى الكبير عام 2012، وهو بسعة 200 سرير وبتكلفة 75 مليون دولار، على أن يكتمل إنجازه بعام ونصف، كما أعلن في حينها.

ويقول مدير إعلام مديرية الصحة في محافظة الأنبار أنس العاني، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “إعادة تأهيل مستشفى هيت (المستشفى الجديد)، وصل لمراحل متقدمة وبنسبة 65 بالمئة،؜ فبعد أحداث دخول داعش إلى المحافظة، تضررت المؤسسات الصحية كثيراً، والآن هي في مرحلة إعادة التأهيل، وأول ما باشرنا به هو دار الأطباء”.

ويضيف العاني، أن “مستشفى هيت يتضمن دار الأطباء وبناية الخدمات، والضرر شمل كافة مرافق المستشفى، لكن الضرر الأكبر كان في البناية الأساسية للمستشفى، وقد احتجنا إلى خدمات مؤسسة بغداد الهندسية من أجل عملية إعادة التأهيل”.

وفيما يتعلق بصرفِ التخصيصات المالية من قبل وزارة الصحة، يؤكد العاني، أن “من أبرز العراقيل التي أدت إلى تأخير المشروع حتى الآن هي التخصيصات المالية، لأن الدولة استنزفت أموالا طائلة لتحرير المحافظة”، مبيناً أن “هناك تعاونا بين صحة الأنبار ووزارة الصحة بالإضافة للتعاون مع المنظمات المهتمة بالملف الصحي داخل المحافظة”.

يشار إلى أن مدينة هيت تفتقر إلى المستشفيات الحديثة، حيث يعود بناء أول مستشفى فيها إلى عام 1969 وتعاني من ضيق المساحة وضعف الخدمات المقدمة فيه، كما تعاني الكثير من مستشفيات العراق نقصا في الأجهزة الطبية الحديثة ولا زالت تعمل بأجهزة متأخرة علميا وتكنولوجيا مما يؤثر سلبا على تشخيص بعض الأمراض.

يذكر أن تنظيم داعش، فرض سيطرته على المحافظة عام 2014، إلى جانب محافظات أخرى، وقد أقدم على تدمير أغلب المنشآت الحيوية فيها، فضلا عن بعض المشاريع قيد الإنجاز.

إلى ذلك، يبين مسؤول قسم الإعلام والاتصال الحكومي في قائممقامية قضاء هيت محمد البكر، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “مستشفى هيت وصلت نسبة إنجازها قبل دخول داعش إلى 30 بالمئة، وبعد دخول داعش تم قصفه بأكثر من صاروخ، ولم تحدث بعد التحرير اي إعادة إعمار”.

وعن المخلفات الحربية داخل المستشفى، يبين البكر “أزلنا المخلفات بالتعاون مع الشركة المختصة بمكافحة المتفجرات بعد التحرير، ومنذ ذلك الوقت إلى الآن لا توجد هناك أي إعادة إعمار، والمطالبات من قبل الحكومة المحلية ومن قبل المواطنين بإعادة إعمار مستشفى هيت مستمرة”، مبينا أن “المستشفى الموجود داخل مدينة هيت حالياً  فهو لا يسع للمرضى ولا يخدمهم بشكلِ المطلوب، لكونه قديم جدا”.

يذكر أن دائرة صحة الأنبار، أعلنت أواخر 2022 استحصال الموافقة على إعادة تأهيل مستشفى هيت سعة 200 سرير، إضافة إلى إعادة تأهيل مستشفى القائم سعة 200 سرير، بعد أن تعرضتا إلى الدمار نتيجة الأعمال التخريبية لداعش.

وكان مجلس قضاء هيت، أعلن في العام 2016، عن المباشرة بإعادة تأهيل مستشفى هيت العام بكلفة 500 مليون دينار.

من جانبه، يبين الناشط المدني أحمد الهيثم، وهو من أهالي هيت خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “المستشفى الجديدة إذا أكتملت سوف تنقذ المدينة، وذلك بسبب زيادة أعداد السكان وتوسع المدينة، وأيضاً ستخدم سكان الأحياء المجاورة، ومنها الحي العسكري والسكك لقربهم منها”.

ويتابع “تم وضع حجر الأساس لمستشفى هيت العام منذ أكثر من 10 سنوات، وأثناء دخول داعش تعرضت للقصف والتدمير ومن حينها المستشفى على حالها”، موضحا أن “المستشفى اصبحت ورقة ضغط بين الأحزاب السياسية في الأنبار، فكل جهة تلقي اللوم والتقصير على الجهة الأخرى التي تريد تسقيطها وسحب جمهورها منها”.

يذكر أن “العالم الجديد”، سلطت الضوء سابقا، على المشاريع التي تعرضت للتدمير من قبل داعش، وما زالت لغاية الآن غير منجزة، وأبرزها ملعب الرمادي، فضلا عن عدم إعادة تأهيل متحف الأنبار.

إقرأ أيضا