صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

مستشفيات الأنبار تخلو من العلاج وأسواقها بلا خضار.. والأهالي يلجؤون لتنور الطين بسبب نقص الوقود

ليس الرصاص وحده من يحاصر الانباريين، فالأزمة بدأت تتفاقم أمام أنظار الجميع. الوقود بات سلعة نادرة بعد انحدار الأوضاع الأمنية، ودخول الجيش إلى المحافظة، والخضار باتت تختفي من السوق بسبب عدم قدرة التجار على الاتيان بها من بغداد، والتنوّر الطيني بات هو الحل الوحيد بعد أن نفدت جرار الغاز من المنازل.

يسمع حميد ربيع، وهو مدرس من الفلوجة، أزيز الرصاص القادم من بعيد بوجه ممتلئ بالرعب، ويجزم أن هذه الحرب بلا نهاية، وأن الأمور تتفاقم.

لم يخرج حميد من منزله منذ أيام بسبب الخوف على حياته من الرصاص الطائش، وباتت الخضار التي خزنها على وشك أن تنفد من المنزل، إلا أنه يؤكد أنه سيعتمد على الخبز الذي تعده زوجته بتنوّر الطين.

وفي الفلوجة، لم تدخل القوات الأمنية، ولا تنظيم \”القاعدة\” ولا \”الثوار\” إلى قلب المدينة، إلا أن أصوات الرصاص تبدو صاخبة جدّاً، ولا يخرج الأهالي من منازلهم إلا للضرورات القصوى.

ولا يستطيع عمر، وهو صحفي، الخروج من منزله خشية من اغتياله على يد \”الثوّار\” أو \”القاعدة\”، فقد قام بخزن ما يمكن تخزينه من الطعام والمعلبات، ويتواصل مع الوكالة التي يعمل معها في بغداد عبر الهاتف، لكن انقطاع الانترنيت والكهرباء يضطرانه الى التقصير في عمله، والرصيد المالي في هاتفه المحمول لا يكاد يكفيه، فهو على وشك النفاد دائما.

وعن طريق الخطأ، أطلقت مروحية قتالية صاروخا استهدف منزل الصحفي خالد القره غولي في شارع 60 وسط الرمادي، الأمر الذي اسفر عن اصابته بجروح بليغة والحاق اضرار مادية بمنزله المستهدف.

وأصيب تسعة مدنيين بجروح بسقوط قذائف هاون اطلقت من قبل قوات الجيش وسوات المتمركزة خارج محيط الرمادي.

وبحسب مصدر في شرطة الانبار، فان \”قوات الجيش وسوات اطلقت عدد من قذائف الهاون من خارج محيط الرمادي وسقطت مستهدفة حي الضباط والمعلمين ومنطقة تموز الأمر الذي اسفر عن اصابة تسعة مدنيين كحصيلة اولية.

ويقول المصدر، في حديث لـ\”العالم الجديد\” ان \”القصف الحق اضرارا مادية كبيرة بالمنازل المستهدفة مع تدمير بناية حكومية\”.

وقد ارتفع سعر الخضار بعد أن أصبح شحيحاً، وبات سعر كيلو الطماطم والبطاطا يتجاوزان 1500 دينار، أما الخضار الأخرى فهي من الترفيات ولا يشتريها أحد، أما الغاز والنفط فهو مثل الذهب، ليس لهما وجود مطلقاً.

ويقول ناصر الدليمي، وهو عضو مجلس محافظة الانبار ان \”مدن الانبار تشهد نقصا حادا في المواد الغذائية والانسانية\”، مشيرا في حديث مع \”العالم الجديد\”، إلى أن \”جميع المواد الغذائية والانسانية والطبية والعلاجية شحت جراء انقطاع الطرق البرية بين الانبار والمحافظات الاخرى من قبل قوات الجيش التي تمنع خروج ودخول الشاحنات والمركبات\”.

ويضيف الدليمي ان \”الانبار بحاجة الى وقود بمختلف انواعه ومواد غذائية وطبية مع حاجة الاهالي الى الخضراوات والمواد الاساسية التي تحتاجها المحال التجارية ايضا\”.

ويقول المصدر في شرطة الانبار إن \”المسلحين استولوا على الطريق الدولي شرقي الفلوجة\”.

ويوضح ان \”المسلحين استولوا أيضاً خلال اشتباكهم على الطريق مع الجيش على ثلاث عجلات محملة بالمؤن والاسلحة\”، ويستدرك \”تم اطلاق سراح الضباط والجنود بعد تسليم اسلحتهم\”.

إقرأ أيضا