صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

(مسلحو الفلوجة) لـ(العالم الجديد): أبو كميل اللامي قائد العصائب في قبضتنا.. والجيش يستعد لتطهير البلدة من عدة محاور

يتصاعد غبار الحرب في سماء الفلوجة، فتزداد الأحداث سخونة، ويزداد معها الغموض الذي يكتنف المشهد، فعلى النقيض من الرواية الحكومية المدعومة بالصور وأشرطة الفديو، والتي تؤكد استهداف المتطرفين من تنظيم داعش، والقيام بعمليات واسعة لـ\”طرد العدو\” من المناطق المحاذية لحدود عمليات بغداد. يتحدث مسلحون عن قصف متواصل للأحياء السكنية بالبراميل المتفجرة، بما فيها مستشفى الفلوجة وأكثر من 20 جامعا، فضلاً عن الأسواق، وقتل المدنيين الأبرياء، في وقت أعلنوا فيه عن صد الهجمات العسكرية، معلنين عن أسرهم لقيادي كبير في عصائب الحق.
في غضون ذلك، يحاول الجيش وقوات سوات والشرطة الاتحادية والصحوات التقدم من عدة محاور لاقتحام المدينة، كالمحور الغربي في منطقة الفلاحات والمحور الجنوبي في النعيمية، والمحور الشمالي في منطقة السجر، إلا أنَّ المسلحين لازالوا يصدون زحفها.
وتمكنت \”العالم الجديد\” من الحديث مع أحد مسلحي ما يسمّى بـ\”ثوار العشائر\”، ليقول بان \”الجيش والقوات المرافقه له من ميليشيا العصائب وسوات والصحوات تعرضوا الى خسائر فادحة في الأرواح والمعدات والصدمة الأكبر كانت حين وقع قائد ميليشيات عصائب الحق ابو كميل اللامي في قبضة ثوار عشائر الفلوجة و10 من كبار قادته وعشرات الجنود من الجيش، فضلاً عن أكثر من 25 آلية تنوعت بين همرات ودبابات ومدرعات زيادة على الآليات التي تمكن المسلحون من تدميرها بالكامل على أطراف المدينة\”.
ويؤكد العنصر المسلح الذي رفض الكشف عن هويته، أن \”مسلحي العشائر تمكنوا من أسر قائد ميليشيا عصائب الحق في المعركة التي دارت رحاها عند الطرف الجنوبي الشرقي في جامعة الفلوجة الواقعة قرب الطريق الدولي السريع\”.
ويوضح في حديث لـ\”العالم الجديد\”، أن \”ميليشيات عصائب أهل الحق والصحوات تقاتل جنباً الى جنب مع الجيش ضد مسلحي العشائر في الفلوجة وأطرافها، فيما فشل الجيش والقوات المرافقه له في إحراز اي تقدم يذكر على الأرض\”، ويستدرك \”تحول مسلحو العشائر من موقع الدفاع الى موقع الهجوم بعد أن تضعضعت قوات الجيش وتراجعت نتيجة المقاومة الشرسة للمسلحين وقتل عشرات الجنود خلال المعارك التي دارت رحاها على أطراف الفلوجة وخاصةً في منطقة الفلاحات ومنطقة النعيمية\”.
في مقابل هذا، يؤكد شاهد عيان من داخل مدينة الفلوجة لـ\”العالم الجديد\”، أن \”الجيش والقوات المرافقه له لم تفلح في التقدم او مسك الأرض إطلاقاً في كل المحاور التي حاولت التقدم من خلالها، الأمر الذي دفع بالجيش الى التراجع\”.
ويشير إلى أن \”بعض الجنود تراجعوا الى المعسكرات القريبة كمعسكر طارق ومعسكر المزرعة\”.
ويضيف \”تتحدّث الفلوجة عن إسقاط طائرة نوع c130  على مشارف منطقة النعيمية جنوب الفلوجة، كانت تقصف المدينة بالبراميل المتفجرة، بالإضافة إلى إسقاط طائرة سمتية أخرى في ناحية الكرمة شمال شرق المدينة\”، ولم يستنّ لـ\”العالم الجديد\” التأكد من هذه المعلومة.
ونتيجة لاشتداد القتال فرت العشرات من عوائل الفلوجة الى خارج المدينة عبر معبر المفتول ما سبب موجة نزوح جديدة من المدينة فيما قامت قوات الجيش بإغلاق الطريق أمام العوائل النازحة الى المناطق الشمالية عند سدة سامراء، ما اضطر اكثر من 85 عائلة الى أن يبيتوا ليلتهم في الصحراء، بحسب مراسل \”العالم الجديد\”.
ومن جهته، يقول قائد القوات البرية الفريق اول ركن علي غيدان في حديث صحفي تابعته \”العالم الجديد\”، إنه \”تم احكام السيطرة على جميع المناطق المحيطة بعامرية الفلوجة، وايضا احكام السيطرة على مكان حيوي مشرف على القاطع الشرقي لمدينة الفلوجة في العمارات الكائنة امام جامعة الفلوجة او ما تسمى منطقة  (الهياكل)\”.
ويقول أحمد الشامي، المتحدث باسم مستشفى الفلوجة العام، إن \”مستشفى الفلوجة لم يسلم من القصف، حيث تعرضت شعبة الطوارئ في مستشفى الفلوجة الى قصف بالصواريخ ادى الى الحاق اضرار كبيرة في بناية المستشفى، فضلاً عن قصفها ببرميل متفجرة من قبل طائرات الجيش، لكنه سقط خلف بناية المستشفى\”.
ويوضح الشامي في حديث لـ\”العالم الجديد\” أن \”مستشفى الفلوجة استقبل 15 شهيدا و29 جريحا أغلبهم أطفال ونساء، بينهم عائلة كاملة مكونة من الأب والأم وأطفالهما نتيجة القصف بالبراميل المتفجرة على المدينة\”.
ويضيف أن \”العدد الكلي للضحايا من المدنيين في مدينة الفلوجة فقط ومنذ بداية الأزمة وحتى اليوم وصل الى 325 شهيدا و1345 جريحا يشكل النساء والأطفال وكبار السن الغالبية العظمى منهم\”.
ويصف الشيخ محمد البجاري، عضو المجلس المحلي المؤقت لمدينة الفلوجة، ما تتعرّض له الفلوجة بـ\”الإبادة الجماعية\”، ويقول في حديث لـ\”العالم الجديد\”، إن \”ما نعيشه مجازر لا مثيل لها في التاريخ\”، ويقول إن هذا الأمر يواجه بـ\”صمت مخزٍ من أعضاء مجلس المحافظة الذين هرب أغلبهم الى كردستان وتركيا ودول الجوار الأخرى تاركين أهالي الفلوجة يموتون ويذبحون\”.
إلى ذلك، أفتى المرجع الديني العلّامة الشيخ عبد الملك السعدي، والشيخ العلّامة رافع الرفاعي مفتي الديار العراقية، بـ\”النفير العام ضد الحكومة المركزية وقوات الجيش\”، حيث أصدرا فتوى أعلنا من خلالها \”النفير العام ضد حكومة نوري المالكي وقوات الجيش ومن ساندها من الصحوات وقوات سوات وميليشيا العصائب\”.
وأعلن الشيخان خلال فتواهما بـ\”مواجهة قوات المالكي بكل قوة لمساندة مدينة الفلوجة\”، مبينين أنَّ \”الدفاع عن الارواح والاعراض والمقدسات نتيجة ما تفعله قوات الجيش يعتبر من أعظم القربات الى الله\”.

إقرأ أيضا