يقترب العراق من التحول إلى مجرد ممر إقليمي لنقل بضائع دول الجوار، دون أي استفادة مادية من موقعه، ما يهدد ميناء الفاو، لاسيما بعد طرح أكثر من مشروع لربط البصرة مع إيران تجاريا.
إذ أعلن رئيس لجنة النفط والغاز النيابية عدنان الجابري، في بيان، اليوم السبت، عن مشروع منفذ حدودي جديد مع إيران، لتعزيز الحركة التجارية والسياحية مما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد وفرص العمل، حسب قوله.
وأضاف الجابري، أن “مقترح مشروع منفذ الثغر الحدودي شمال محافظة البصرة مع إيران، يلقى اهتماماً خاصاً من قبل رئيس مجلس الوزراء بعد توقف وتعطل دام عدة سنوات بسبب احتمالية التقاطع مع اتفاقية رامسار للأراضي الرطبة”، مبينا أن “رئيس مجلس الوزراء وجه وزارة الموارد المائية بتشكيل لجنة كشف موقعي وإشراك قائممقام قضاء القرنة ومدير ناحية الثغر وبحضور نواب من محافظة البصرة لغرض الكشف على الموقع المقترح في ناحية الثغر”.
وأوضح الجابري، أن “هذا المنفذ يُعد منفذاً مهماً واستراتيجياً لمحافظة البصرة والمحافظات الجنوبية وأيضا يمثل انعطافة نوعية لمناطق شمال البصرة لأنه سيعزز الحركة التجارية والسياحية مما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد و فرص العمل”.
وتابع بالقول “مع استمرارنا بالسعي لإكمال ربط مناطق شمال البصرة مع الطريق السريع لأنه يمثل أهم ركيزة من ركائز مشروع الطريق المتكامل لشمال البصرة وأحد أهم مقومات نجاح المنفَذ المقترح”.
وكان وزير النقل السابق والنائب الحالي في مجلس النواب عامر عبدالجبار أكد في ايلول سبتمبر الماضي من خلال مقطع فيديو نشره على موقع X أن: الربط السككي مع إيران بنقل المسافرين والادعاء كاذب لعدم ورود أي حصرية بذلك، مبينا انه كان الاجدر تحديد مواصفات السكة بحمولة محورية 15 طناً، وغير ذلك فهو خداع للشعب العراقي، حيث ان وضع حجر الاساس أثناء انشغال المواطنين في الزيارة الاربعينية مقصود وهو بمثابة رصاصة الرحمة على ميناء الفاو.
يشار إلى أن رئيس الوزراء محمد السوداني، سبق وأن أبدى رفضه للربط السككي مع إيران، وأكد قبل توليه منصبه: “لا أجد حاليا أي مصلحة للعراق في أي ربط سككي مع دول الجوار قبل أن ننشئ ميناء الفاو الكبير”، الا انه ناقض نفسه بوضعه حجر الأساس لمشروع الربط السككي في منفذ الشلامجة الحدودي بمحافظة البصرة.
وبدأ مشروع الربط السككي بين البصرة وإيران، يأخذ صداه في العام 2014، خلال تولي حيدر العبادي رئاسة الحكومة العراقية، حيث طرحت طهران مشروع ربط سككي بين البصرة وميناء الإمام الخميني جنوبي إيران على الخليج العربي، وصولا إلى ميناء اللاذقية في سوريا، بطول 32.5 كليومترا، لنقل المسافرين والبضائع.
وكشفت “العالم الجديد”، في تقرير سابق، أن الاتفاقية التي وقعها العراق عام 2021 مع إيران، بشأن الربط السككي، نصت على أن الـAxel Load وهي الحمولة المحورية للسكك، تكون بقيمة 25 طنا، وتستخدم لغرض نقل البضائع، في حين تبلغ قيمة مثيلتها المستخدمة لنقل المسافرين 14 طنا.
يذكر أن مساعي الربط السككي لم تقتصر على إيران فقط، بل طرحت الكويت مرارا مشروعا مشابها لربط البصرة بميناء مبارك الكويتي عبر خط سكك حديد، تستخدم لنقل البضائع، مستخدمة كل السبل لتنفيذه، ما أثار ردود أفعال شعبية ورسمية رافضة.
وتسعى إيران إلى إحياء مشروع الربط السككي بين ميناء الإمام الخميني (ماهشهر) والبصرة، بهدف نقل البضائع للعراق عن طريق البر، بدلا من أن يستقبل العراق البواخر ويكون هو الجهة الرئيسة لاستقبالها، الأمر الذي قد يمنع ميناء الفاو الكبير من تحقيق أية نقلة نوعية في الاقتصاد العراقي المعتمد على النفط فقط بشكل رئيس.