في ساعة متأخرة من ليل أمس الثلاثاء، فرضت قوة أمنية مشتركة تحصينات مشددة على شارع العرصات وسط بغداد والذي يضم مقار حزبية ودوائر حكومية وشركات ومؤسسات الاعلامية، وقامت بغلق الشوارع الفرعية المؤدية اليه بأسلاك شائكة، في ظل تجدد الصدام بين محتجين والقوات الامنية في مدينة الشعلة شمال غرب العاصمة.
ولا يعرف ما اذا كان للأمر صلة بمعلومات حول إمكانية نقل التظاهرات الى وسط بغداد أم لا، الا أن منتسبا في قوة حماية المنشآت، كان قد شارك في اجراءات تحصين شارع العرصات، أبلغ “العالم الجديد”، بـ”تلقي توجيهات من السلطات الامنية العليا في المشاركة بالانتشار بسبب أزمة التظاهرات”، رافضا إكمال الحديث.
وفِي ظل تراجع حدة التظاهرات بمناطق جنوب العراق ونمو حماسها في بغداد، كشف ناشط مدني ينتمي الى تنسيقية تظاهرات ساحة التحرير عن اختفاء أحد المشاركين بتظاهرات يوم الأحد الماضي، إذ لم يعد بعدها لمنزله.
ويقول الناشط الذي رفض الإفصاح عن هويته في حديث لـ”العالم الجديد” ان “الناشط ث.ض.ن (وتتحفظ الصحيفة على اسمه الكامل لأسباب أمنية) شارك بتظاهرات ساحة التحرير يوم الاحد الماضي وكان متواجدا فيها حتى الساعة ٨.٣٠ ليلاً، لكن بعد ورود معلومات عن تنفيذ قوة امنية حملة اعتقالات بتمام الساعة العاشرة ليلاً فان عائلته اتصلت به حتى الساعة ١١ ليلا، الا انها لم تتلق ردا رغم رنين جهازه المحمول، ولغاية الان لا يعرف عنه شيء”.
ويلفت الى ان “عائلته اتصلت بالجهات الامنية التي قد يكون معتقلا لديها، إلا أن الجميع نفى ذلك”، موضحا ان “المختفي كان يستقل سيارة نوع (دوج- كرفان) بيضاء اللون، لم يتم العثور عليها ايضا”.
في هذه الأثناء، أخبرت ناشطة ومتظاهرة، الصحيفة ان “قوة امنية أقدمت على اعتقال متظاهرين اثتين واقتادتهم الى مقرها في حي الكرادة وسط بغداد، للتحقيق معهما، ومن ثم إجبارهما على التعهد بعدم تقديم شكوى ضدها مقابل الافراج عنهم”، لافتة الى ان “المتظاهرين امتنعا عن المشاركة في أي تظاهرة لاحقة، خوفا من تعرضهما مرة اخرى للملاحقة”.
على صعيد متصل، يتحدث أحد منسقي التظاهرات في محافظة الديوانية رفض الكشف عن هويته، ان “العديد من المتظاهرين المعتقلين موقوفون بمراكز المدينة وأن ٢٢ اخرين موقوفون بسجن تسفيرات المحافظة”، لافتا الى أن “القضاء كان يستعد مساء أمس (الثلاثاء) لإطلاق سراحهم بكفالة، إلا أن توجيهات وردت بحدود الساعة ٣ والنصف بعد الظهر بايقاف إطلاق السراح”.
ويؤكد المتحدث لـ”العالم الجديد”، ان “مدير الشرطة المحافظة مصرّ على توقيفهم، وان هناك قائمة صادرة من الجهات الامنية باعتقال ٥٦ شخصا اخر من الناشطين في تظاهرات الديوانية”.
وبشأن ما يجري في محافظة ذي قار، يكشف مصدر مطلع في حديثه لـ”العالم الجديد” عن “استمرار المداهمات التي تقوم بها القوات الامنية لمنازل الناشطين في المحافظة وفي قضاءي سوق الشيوخ والشطرة”.
فقد أسفرت بحسب المصدر عن “اعتقال كل من حسن عبد سجاد وحمدالله وليث ابراهيم غالي وعلي ابراهيم غالي ومؤيد محسن هليل وسلام جعفر مطوي ورائد مشتاق طالب وعمر حسنين جبارة”.
وتشهد محافظات الوسط والجنوب تظاهرات يومية مستمرة منذ أكثر من اسبوع للمطالبة بالخدمات، فيما رافقها صدامات مع الاجهزة الامنية وحرق مقرات للاحزاب ومؤسسات حكومية في بعض المحافظات.