تستعد قوات عراقية مشتركة لفك حصار تنظيم \”الدولة الاسلامية\” (داعش) عن ناحية آمرلي، بعد مضي أكثر من شهرين على صمودها المدهش.
ورشحت أنباء مؤكدة أن وحدات من الجيش وفصائل المقاومة (الشيعية) ومتطوعين من الحشد الشعبي يتجهزون في سامراء وبلد للتوجه نحو الناحية المحاصرة.
ومنذ 12 حزيران الماضي، حين سيطر تنظيم (داعش) على ناحية سليمان بيك المجاورة، يطبق المسلحون حصاراً خانقاً على آمرلي، محاولين اقتحامها دون جدوى، بسبب المقاومة العنيفة التي يبديها الأهالي والجيش العراقي والمتطوعون فيها، ما يجعلها رمز الصمود بوجه (داعش)، فهي تخوض أطول وأشرس حصار عرفه العراق ما بعد 2003.
ويحتضن آمرلي وادي (كوردره) الذي يقسمها الى نصفين، فيما تحيط بها على مسافة ما بين 3 و5 كلم، 34 قرية مختلطة (سنية – شيعية). يبلغ عدد سكان آمرلي 50 ألفا، ومركزها 15 ألفا، وهم من الشيعة التركمان، وفق ما يفيد به عادلي البياتي مدير الناحية.
وتنسق قيادات الفصائل التي تقاتل الى جنب الجيش العراقي فيما بينها على نحو سريع وعاجل، لفك الحصار عن آمرلي. وأفاد شهود بأن حشوداً عسكرية باتت تصل مناطق قريبة من البلدة استعداداً لمعركة حاسمة.
وبحسب مصدر مطلع في منظمة بدر، فإن هادي العامري، رئيس المنظمة، وهو القائد الأعلى لسرايا بدر، وصل، أمس الأول الجمعة، على رأس 2000 مقاتل، قضاء طوز خورماتو (20 كم عن آمرلي) استعداداً لمعركة فك الحصار.
وتؤكد مصادر \”العالم الجديد\” في سرايا بدر، أن \”قوة محترفة من السرايا وصلت آمرلي جواً (بطائرات مروحية) بقيادة ابو منتظر المحمداوي الخميس الماضي\”، مبينة أن \”العامري وصل الطوز الجمعة (أمس الاول)\”، لتنسيق الجهود من الداخل والخارج في آن واحد.
ولفتت المصادر إلى أن \”قوة بدر ستكون داعمة للمقاومين في الداخل\”.
وعبرت المرجعية الدينية العليا في النجف، عن قلقها البالغ من استمرار حصار آمرلي، داعية إلى منع تنظيم (داعش) من ارتكاب مجزرة وسط أهالي الناحية.
وأعلن الشيخ عبد المهدي الكربلائي، ممثل السيد السيستاني في كربلاء، الجمعة، انه \”بات من الضروري فك الحصار\”.
ونجح أهالي آمرلي، حتى الآن، بصد هجمات (داعش) بمعونة من الحكومة المركزية في بغداد، فيما يُخشى سقوط الناحية في حال توقفت التعزيزات المستمرة التي تصل عبر الجو.
والغالبية العظمى من رجال آمرلي حملوا السلاح للدفاع عن الناحية. لكن حوالى 400 منهم فقط مدربون. وحتى بمرور هذه الفترة وهم يتعرضون لقذائف الهاون ورصاص القنص ليصدوا هجمات (داعش)، لم يعد هناك ما يكفي من طعام للمقاتلين.
وتعرضت آمرلي الى اقسى هجوم ارهابي، في 7 تموز 2007، حين فجّر انتحاري شاحنة مفخخة كان يقودها وسط الناحية، ما ادى الى استشهاد 127 مواطناً من اطفال ونساء وشباب وشيوخ, واصابة اكثر من 400 شخص, فضلا عن تهديم عشرات المحلات والدور.
وقبلها، خاض اهالي آمرلي معركة تعرف باسم \”دمير قاپى\” في 3 آذار عام 2007، مع مجموعات من قطّاع الطرق.
وكشفت المصادر أنه \”كانت هناك نية لشن هجوم عسكري كبير يومي الجمعة او السبت من اجل فتح ممر بري آمن الى آمرلي، لكن القرار اجل والخطط عدلت بسبب مستجدات ميدانية قام بها تنظيم داعش\”.
وبات باستطاعة القوات العراقية المشتركة التقدم لتطهير مناطق جديدة، بعد تحرير مناطق عديدة في ديالى وخصوصا قضاء العظيم.
وحذر نيكولاي ملادينوف، الممثل الخاص للأمين العالم للأمم المتحدة في العراق، أمس السبت، مما وصفه بـ\”المجزرة المحتملة\” في منطقة آمرلي.
وشدد ملادينوف \”هناك أوضاع يائسة يواجهها أهالي آمرلي وهي بحاجة إلى القيام بخطوات فورية للحيلولة دون وقوع مجزرة محتملة لأبناء هذه المنطقة\”.
وتأتي تصريحات ممثل الأمم المتحدة بالعراق بعد التقارير التي تشير إلى قيام (داعش) بقطع المياه والإمدادات الغذائية عن هذه المنطقة.
وفي السياق، أعلن السيد مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، أمس السبت، أن (سرايا السلام) وهو فصيل مسلح تابع له، ستنسق مع الجهات الأمنية لإنهاء حصار آمرلي، داعيا أهالي الناحية إلى الصبر.