أكدت مصادر من داخل التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، أن التنافس داخل مرشحي الانتخابات التمهيدية دفع ببعض القيادات التي أجبرت على خوض معركة الحصول على موقع في قوائم مرشحي كتلة الأحرار لمحافظة بغداد، إلى القيام بعمليات تزوير كبيرة.
وفيما بينت هذه المصادر، أن بعضا من تلك الأصوات تم اكتشافها واتخذ قرار باستبعادها مع الأصوات المشكوك في أمرها، لفت مصدر آخر إلى أن بعض المرشحين دفعوا بالأشخاص الذين لم تبلغ أعمارهم حق التصويت إلى الذهاب إلى مراكز التصويت التي افتتحها التيار الصدري في مواقع متعددة من العاصمة بغداد.
وأخبر مصدر مقرب من كتلة الأحرار الجناح السياسي للتيار الصدري، \”العالم الجديد\” أمس الأحد، أن \”النائب الحالي حاكم الزاملي أقدم على دفع بعض مساعديه إلى القيام بعمليات تزوير كبيرة في التصويت الخاص بالانتخابات التمهيدية\”.
وأعلنت اللجنة المركزية العليا المشرفة على الانتخابات التمهيدية لكتلة الأحرار، في 6 كانون الأول، عن انطلاق المرحلة الثانية للانتخابات التمهيدية في بغداد، لاختيار مرشحي التيار للانتخابات النيابية المقبلة، في حين يتنافس 533 مرشحا لمجلس النواب، من ضمنهم نواب الدورة البرلمانية الواحدة، فيما يستثنى النائب الذي شغل مقعدا برلمانيا لدورتين انتخابيتين من خوض الانتخابات التمهيدية.
وأضاف المصدر لـ\”العالم الجديد\”، مشترطا عدم ذكر اسمه، أن \”لجان العد والفرز الخاصة بالتيار الصدري استبعدت آلاف الأصوات التي تم الإدلاء بها بطريقة غير قانونية في الانتخابات التمهيدية لصالح حاكم الزاملي\”.
وحاكم الزاملي يشغل عضوية لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي في الدورة الانتخابية الحالية، التي تعتبر الدورة الأولى التي يدخل فيها الزاملي للبرلمان بعد أن كان معتقلا لدى القوات الأميركية بتهمة تقديم الدعم المادي واللوجستي لجيش المهدي.
وبين أن \”الكثير من قيادات التيار يشعرون بالحرج من هذا التصرف الذي قد يؤثر على مصداقية الانتخابات التمهيدية بشكل عام أو على من يصل من خلال هذا التصويت الشعبي على وجه الخصوص\”.
وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أمر بتجميد عضوية الزاملي من تيار الأحراء في 16 أيار 2013 بناءً على شكاوى قدمت ضده وتهم بالإثراء على حساب المال العام، بحسب بيان سابق للمكتب الاعلامي للصدر جاء فيه ان \”السيد مقتدى الصدر جمد عمل النائبين عن كتلة الاحرار حاكم الزاملي وحسن الجبوري لحين اكتمال التحقيقات بالشكاوى المرفوعة ضدهما\”، مشيرا الى انه \”تم تشكيل لجنة للتحقيق معهما يكون على رأسها النائب الاول لرئيس البرلمان قصي السهيل على ان يكون عمل اللجنة نزيها ويتوخى الدقة\”.
إلا أن الصدر عاد ورفع تجميد العضوية عنه في تموز الماضي.
وفي سياق متصل، أفاد أحد أعضاء مكتب الصدر في منطقة التاجي، بأن \”الانتخابات التمهيدية في التاجي شهدت الكثير من الخروقات، التي تؤثر على مصداقيتها\”.
وبين عضو مكتب الصدر، وهو رجل دين وأحد طلبة الحوزة العلمية في النجف الأشرف، أن \”ما حدث لا يمثل تيار الشهيد الصدر، ولا يمت لأخلاقياته، حين يعمد بعض المحسوبين على التيار بالزج بصبية صغار إلى مراكز التصويت لاحتساب أصواتهم لصالح أشخاص يتمتعون بنفوذ، أو مقربين من شخصيات داخل كتلة الاحرار، لأخذ أصوات غير مستحقة\”، واصفا ذلك بـ\”تزوير لإرادة القواعد الشعبية للتيار الصدري\”.
ولفت رجل الدين الذي طلب عدم ذكر اسمه، لـ\”العالم الجديد\” أمس، أن \”عمليات التزوير قد لا يتم اتخاذ أي قرار بشأنها من قبل الهيئة السياسية للتيار الصدري، بسبب نفوذ من يقف وراء هذه العمليات التي تصب لصالح بعض المتنفذين في التيار وكتلة الأحرار\”.