كشف مصدر مسؤول في شرطة قضاء بلد، عن أن تفجير مقهى الأطلال في منطقة المحيط وسط القضاء نفذه انتحاري كان مسجونا لدى شرطة البلدة في العام 2006، وكان حتى وقت قريب في سجن تسفيرات تكريت.
فيما ذكر مصدر طبي أن حصيلة الانفجار ارتفعت الى 57 شخصا بين قتيل وجريح، على الرغم من تحذيرات سابقة للشرطة من وجود انتحاري يخطط لاستهداف مقهى من مقاهي القضاء الليلة قبل الفائتة.
وكشف مصدر أمني مسؤول في شرطة قضاء بلد، في حديث مع \”العالم الجديد\” أمس، عن أن \”الانتحاري عراقي الجنسية من أطراف بلد، يُعتقد بأنه كان سجينا لدى شرطة القضاء في العام 2006 على ذمة قضايا إرهابية، سُلِم بعدها الى شرطة قضاء الدجيل لنفس التهم، ومنها رُحِل الى سجن تسفيرات تكريت\”.
وشدد المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، على أن \”الارهابي الذي فجّر نفسه في المقهى الشعبي يبدو أنه أطلق سراحه من سجن التسفيرات، أو أنه تم تهريبه قبل مدة، فالتحق بإحدى المجموعات الإرهابية وعاد لينفذ هجومه\”، لافتا الى أن \”الشرطة استدلت على الانتحاري بمطابقة صورته المحفوظة بملفه لديها\”.
وبلد منطقة سياحة دينية، لوقوع مرقد \”السيد محمد\” فيها، وهو من نسل النبي محمد، وتبعد 85 كلم شمال بغداد، وتقع بين قضاء سامراء شمالاً، وقضاء الدجيل جنوباً، وتمتد حدودها بمحاذاة محافظة ديالى المتاخمة، عند ناحية الحاتمية التابعة للقضاء، وحتى الحدود الشمالية لناحية الاسحاقي وتمتد باتجاه الغرب فتحدها الجزيرة، ومن جهة الشمال الشرقي تحدها أجزاء أخرى من ديالى ونهر العظيم.
ونوه ناشط مدني من قضاء بلد في اتصال هاتفي مع \”العالم الجديد\” أمس، بأن \”شرطة القضاء أبلغت جميع الشباب المتجمعين في مقاهي المدينة ليلة أمس (الأول) الأحد، عند الساعة 9:45 دقيقة بضرورة مغادرتها، وأغلقت المقاهي بسبب وجود تهديد باستهدافها بهجمات انتحارية\”.
ولفت الناشط الذي طلب عدم الاشارة الى اسمه، الى أن \”قضاء بلد مستهدف بشكل دائم، وغالبا ما يتعرض لتهديدات حقيقية بشن هجمات، كان آخرها تهديد من تنظيم القاعدة بشن هجوم كيمياوي عليه، إلا أن أغلب تلك التهديدات تبوء بالفشل\”.
وعزا الناشط فشل القاعدة باختراق القضاء، لجهة أن \”جميع العناصر الأمنيين هم من الأهالي، ويحرصون على أمن القضاء بشكل جدي، ويتحرّون عن كل شخص غريب ويشتبه به، لذا من الصعب إدخال سيارات مفخخة أو أحزمة ناسفة أو زرع عبوات ناسفة\”.
وبيّن أن \”الانتحاري دخل لكونه يقطن مناطق الأطراف التابعة للقضاء، وبينهم عدد كبير ممن يحسبون على أزلام النظام السابق\”، مضيفا أن \”أسواق بلد باتت شبه مهجورة عقب التفجير\”.
وأبلغ مصدر طبي في مستشفى بلد العام، \”العالم الجديد\”، في اتصال هاتفي أن \”الحصيلة النهائية للتفجير الانتحاري في المقهى بلغت 17 قتيلا، و40 جريحا\”.
وتتبع بلد إداريا محافظة صلاح الدين منذ منتصف السبيعينيات بعد أن كان ضمن نطاق العاصمة بغداد، ويقطنها أكثر من 200 ألف نسمة غالبيتهم من \”الشيعة\”.
وتزامن التفجير المروّع الذي ضرب البلدة، مع انفجارين ضربا ملعبا لكرة القدم في قضاء المقدادية ما خلّف 4 قتلى، فيما أسفر الانفجار الثاني الذي نفذ بعبوة ناسفة أيضا في سوق شعبي ببعقوبة عن مقتل 4 أشخاص.
وكان جورجي بوستن، نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، استنكر في بيان تلقت \”العالم الجديد\” نسخة منه، هجمات السبت الماضي، وحذر من أن \”تجر الهجمات البلاد الى دائرة الصراع الطائفي\”، مشددا \”لا بد لكل العراقيين الصادقين أن يتحدوا لوضع حد لهذا العنف الدموي الإجرامي\”.
وضربت السبت الماضي، بغداد وعدة محافظات أخرى سلسلة هجمات دامية، خلّفت أكثر من 70 قتيلا، فيما تبنى تنظيم \”الدولة الاسلامية في العراق والشام\”، فرع القاعدة الرسمي في العراق، الهجمة الجديدة.
ونفّذ مسلّحون هجمات عدّة استهدفت مقاه في الأسابيع الماضية، وخصوصاً خلال شهر رمضان المنصرم الذي كان الأكثر دموية منذ العام 2008، وقُتل فيه أكثر من 800 شخص.