أفادت مصادر ميدانية خاصة من قضاء الضلوعية لـ\”العالم الجديد\” بأن عناصر تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) تمكنوا من جمع حشد هو الاكبر من نوعه حول القضاء تمهيدا لاقتحامه، مستغلين تركيز طيران الجيش والقوة الجوية على فك الحصار عن الصقلاوية التي تشهد أحداثا دامية منذ يوم أمس الأحد، ولم تعرف نتائجها بعد.
يأتي ذلك في ظل تنامي الاستياء لدى اهالي الضلوعية من عدم الالتفات الى نداءاتهم واستغاثاتهم المتكررة عبر \”العالم الجديد\” ووسائل اعلام أخرى، مؤكدين أن \”الطلعات الجوية أوقفت عملية اقتحام القضاء على ايدي التنظيم المتشدد يوم الجمعة الماضي، الأمر الذي ادى الى مقتل ما يسمى بأمير الضلوعية و50 داعشيا آخر\”.
وحول ضرب القضاء بغاز الكلور أكدت المصادر ذلك، الا أنها نفت أي تأثير لها على المواطنين، باستثناء المصابين بالربو، بسبب خفة الغاز المستخدم.
وقال مقاتل من أبناء عشائر الضلوعية في حديث عبر الهاتف مع \”العالم الجديد\” ان \”الوضع متوتر جدا، وان حشود الدواعش اليوم هي الأكبر فهم أحسوا على ما يبدو بأن هناك عمليه يتم التحضير لها ضدهم ونعتقد بأنهم يريدون أن تكون مبادرة الهجوم بيدهم\”.
واضاف \”مررنا مئات الأهداف والمعلومات الاستخبارية عن تحضيرات داعش وتجمعاتهم والتعزيزات التي تأتيهم، ولكن يبدو بأن القوه الجوية وطيران الجيش مشغولون بفك الحصار عن الجنود المحاصرين في الصقلاوية\”، متمنيا \”النجاح لعملية الصقلاوية، وفك الحصار عن اخواننا المقاتلين هناك سريعا، لكي تتفرغ طائره أو أثنتان، وهي قوة كافية لردع الدواعش\”.
ورأى أن \”تواجدهم الكثيف في محيط الضلوعية يقدم فرصة كبيرة لقتل أكبر عدد منهم، لكن الطائرات تقاتل في جبهة أخرى ونأمل أن تتفرغ لنا سريعا\”.
عدم الالتفات للنداءات المتكررة، خلق استياءً كبيرا بين اهالي الضلوعية بسبب تلكؤ الجهود الرسمية في حسم المعركة، وحسم الموقف على الارض مبكرا، حيث ابدى الاهالي امتعاضهم الشديد من تأخر حسم ملف الضلوعية، والتلكؤ غير المبرر فيه.
بعض المواطنين تحدثوا لـ\”العالم الجديد\” عن اوضاعهم الاستثنائية التي فرضت عليهم مرابطة دائمة وتقديم تضحيات كبيرة. واذ ثمنوا المواقف التي ساندتهم من القوة الجوية العراقية، وبعض قوات الحشد الشعبي، وعدد من وسائل الاعلام الا أنهم بذات الوقت القوا وابل غضبهم على الجهات الرسمية \”التي لم تتحرك بما يكفي، لمعالجة جرح الضلوعية النازف منذ ثلاثة اشهر\”.
ويقول أحد شهود العيان الذي شدد على عدم الكشف عن هويته ان \”من الملاحظ ان القوات المرابطة هناك من الجيش العراقي لا تتعدى السريتين، وكلاهما لا تمتلك اسلحة ثقيلة، ولا دروعا، بينما يمتلك تنظيم \”داعش\” تسليحا نوعيا، وأعدادا ليست قليلة من المقاتلين\”.
من جهة اخرى، فان مصدرا ميدانيا من الضلوعية، لم يكشف عن هويته، أكد لـ\”العالم الجديد\”، ان \”دعم القوة الجوية وضرباتها الموجعة ضد تحشيدات داعش في محيط الضلوعية اجهضت هجوما كبيرا على المدينة، يفترض ان ينفذ فجر الجمعة الماضية من اجل السيطرة عليها بالكامل\”.
واضاف المصدر أن \”تلك الضربات بعثرت تحركات الدواعش واجبرتهم على تأجيل الهجوم\”.
على ذات الصعيد، طالب قائد ميداني من الضلوعية بـ\”ضرورة اكمال الجسر الجديد الذي تقرر تشييده من الانابيب في غرب الضلوعية، والذي بوشر ببنائه قبل مدة، لكن العمل به متوقف الان\”، موضحا ان \”اكماله يسهل عبور الدروع والمعدات الثقيلة للمدينة\”.
وبين \”يجب اكمال الجسر الجديد الواقع في غرب الضلوعية، والذي توقف العمل به بسبب غياب الدعم من الضفة الاخرى في غرب الضلوعية\”، مطالبا الحشود الشعبية من جهة بلد \”بتأمين المنطقة للجهد الذي يعمل لكي يتسنى اكمال الجسر وعبور الدروع\”.
وقال ان \”بعضهم ارجع سبب التلكؤ في اكمال الجسر الجديد الى رفض العصائب والكتائب المرابطة في بلد من ان يشكل ذلك الجسر تهديدا للمدينة من قبل الدواعش\”.
يذكر ان الضلوعية مدينة محاطة بنهر دجلة من جهة الشرق، الجنوب، والغرب، ويربطها من جهة الشمال فقط اليابسة باتجاه شرق سامراء. ويربط المدينة من جهة الغرب بقضاء بلد، الجسر الكونكريتي الرئيسي الذي تم تفجيره في تموز الماضي من اجل عزل المدينة لكي تسهل السيطرة عليها، اما الجسر الخشبي والذي يربط جنوب المدينة بالمدن الاخرى فقد استغله الاهالي بعد ان كان مهملا، وحرصوا على ابقائه بعيدا عن استهدافات داعش، وبعد محاولات عديدة فاشلة استهدفته بقوارب مفخخة يتم تفجيرها قبل ان تصل للهدف، تم استهدافه فجر الرابع عشر من ايلول بثلاثة قوارب مفخخة، تم استهداف قاربين ولكن نجح القارب الثالث في تفجير الجسر، وبعد اسبوع تم اعادة بناء الجسر الخشبي العائم من قبل الجهد الهندسي للجيش العراقي.
مصدر خاص اخر من الضلوعية أكد لـ\”العالم الجديد\”، \”مقتل امير الضلوعية المدعو ابو علي الشمري، حيث جرح في احدى المعارك التي جرت قبل 3 ايام في محيط المدينة، ووضع بإسعاف ونقل الى الموصف مات متأثرا بجراحه\”.
واضاف المصدر \”كما قتل ايضا في اليومين الماضيين قرابة الخمسين داعشيا، بينهم عرب الجنسية، ودمرت عشر عجلات بعضها يحمل احاديات\”.
اما فيما يتعلق بغاز الكلور فقد تحرت \”العالم الجديد\” من مصادرها الميدانية في مدينة الضلوعية حقيقة ما جرى هناك، وقد اكدت تلك المصادر بان \”المدينة تعرضت لضربة بغاز الكلور لكن الكميات كانت خفيفة جدا، ولم يتأثر بها سوى مرضى الربو، ومع ذلك اتخذت كافة الاجراءات الاحترازية اللازمة تلافيا لحصول اي ضربة من هذا القبيل\”.