حواضن تنظيم القاعدة التي تأسست في العراق، وخاصة في محافظات العراق السنية، بدأت تفرّخ \”مجاهدين\” في سوريا، فـ\”الدولة الإسلامية في العراق والشام\” والتي تختصر بـ\”داعش\”، أصبح لها مقاتلون عراقيون على الأرض السورية، ولاسيما أن الذي يقود \”داعش\” هو أبو بكر البغدادي، العراقي الذي ولد في قضاء سامراء التابع لمحافظة صلاح.
ويبدو أبو بكر حريصاً على سحب المقاتلين الذي قاتلوا إلى جنبه في العراق، إلى سوريا.
وبحسب ما يؤكد مصدر رفيع في الجيش الحر، في اتصال مع \”العالم الجديد\” عبر \”سكايب\” فإن \”المقاتلين العراقيين تستهويهم الفصائل المتطرفة السنية والشيعية\”.
ويقول المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، وهو من ريف حلب، إن \”العراقيين الذين يقاتلون في سوريا يبحثون عن التنظيمات الأكثر سرية في التعامل مثل \”داعش\” أو لواء أبي الفضل العباس\”.
وفي شهري حزيران وتموز، نشرت \”العالم الجديد\” قصتين صحفيتين منفصلتين عن ذهاب وقتال المقاتلين العراقيين الشيعة في دمشق.
ويشير المصدر إلى أن \”لا وجود لعراقيين يقاتلون إلى جانب الجيش الحر\”، ويوضح \”هناك من يقدّس الأسد من العراقيين المقاتلين إلى جانب حزب الله، وهناك من يكرهه بشدّة ويحاول تخريب كل شيء من أجل الإطاحة به مثل المقاتلين في داعش\”.
وتعاني الفصائل المسلحة في سوريا خلافات في ما بينها، وقد تحوّل الخلاف في بعض المناطق بين المعارضتين المعتدلة والمتشددة إلى قتال عنيف، فضلاً عن الخلافات الموجودة في جناح القاعدة نفسه بعد أن رفضت جبهة النصرة الانضمام إلى \”داعش\”.
ويؤكد المصدر أن \”هناك بعض العراقيين يقاتلون إلى جانب جبهة النصرة\”، لكنه يستدرك \”لا نعرف حجم هؤلاء بالتأكيد بسبب السرية التي تحيط تنظيماتهم\”.
وفي شباط من العام الماضي، نقل تقرير أعدته وكالة رويترز للأنباء عن مصدر أمني تأكيده وجود حالات انتقال لمقاتلين وسلاح من الموصل إلى سوريا للقتال إلى جانب جبهة النصرة.
وبالرغم من أن المصدر في الجيش الحر ينفي رغبة هؤلاء بالقتال إلى جانب التنظيمات المتشددة بسبب \”مجاهدات النكاح\” فان وكالة \”شفق نيوز\” نقلت، مطلع الشهر، عن مصدر أمني قوله \”خلال الفترة القريبة الماضية تم رصد عدد من النشطاء العراقيين في بعض القرى العربية المجاورة للحدود السورية ضمن مناطق قضاء سنجار والمناطق المجاورة له، في سبيل كسب مقاتلين جدد وإرسالهم لسوريا\”.
وبحسب المصدر فان الوعود التي يحصل عليها المتطوعون الجدد هي ممارسة ما يسمى جهاد النكاح مع متطوعات عربيات، ويرجح أن \”بعض الشباب العراقي من أبناء تلك القرى العربية عبر الحدود فعلا خلال الفترة الماضية\”.
ويشير المصدر في الجيش الحر إلى أن \”جهاد النكاح أمر مبالغ فيه وأن الإعلام ضخّمه كثيرا\”، ويضيف \”التنظيمات السلفية يهمها المال كثيراً وهي تأخذ الأتاوات من المناطق التي تحتلها مثلما فعلت في العراق\”.
ويلفت المصدر إلى أن \”الحكومة العراقية كان موقفها سلبياً تجاه الثورة على الأسد وزاد المقاتلون الشيعة من هذه السلبية، وأكملت التنظميات المتشددة هذه السلبية بشكل كبير\”.