بات تأثير الأوضاع الأمنية في سورية، وما يرافقها من اقتتال بين القوات المعارضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، فضلاً عن تمدد نشاط \”دولة العراق والشام الإسلامية\” في المناطق المحاذية لحدود العراق، كل هذا، بات يؤثر بشكل كبير على العراق.
ويتضح ذلك مع ازدياد العمليات الإرهابية التي تتبناها \”داعش\” في المناطق الغربية من العراق، ولاسيما في مدينة الفلوجة، التي عانت على مدى الأيام الأربعة الماضية من عمليات نوعية، استهدفت مراكز أمنية، ومؤسسات حكومية.
ويؤكد نوري المالكي، رئيس مجلس الوزراء، أمس الأربعاء، في خطابه المتلفز الذي تابعته \”العالم الجديد\” على \”عودة نشاطات تنظيم القاعدة لما كانت عليه في السنوات السابقة في البلاد\”.
وبحسب المالكي فإن \”العراق يتعرض الى حرب إبادة تستهدف جميع مكوناته على حد سواء وأن القاعدة عادت \”على ممارسة دورها في عام 2005 من قتل وتفجير وتهجير وهدم المنازل، وكذلك عاد المتحالفون معها\”.
ودفع خوف القائد العام للقوات المسلحة، من اتساع هجمات \”داعش\” في الأراضي المحاذية لسورية إلى دعوته جميع عشائر الانبار ونينوى الى مواجهة \”الارهاب\”، وتشكيل جبهة داخلية في جميع انحاء البلاد للتصدي لتنظيم القاعدة، مذكرا ببطولات العشائر، والشيخ عبد الستار ابو ريشة (الذي اغتالته القاعدة)، في محاربة التنظيم إبان عامي 2006 و 2007.
ويبدو أن \”داعش\” تحاول السيطرة على المحافظات العراقية المحاذية للحدود السورية، من أجل فرض نفوذها بغية تشكيل \”دولتها\” التي تحلم بها.
ويقول مصدر في الجيش السوري الحر، المعارض لنظام الأسد، إن \”(داعش) باتت تسعى إلى المزيد من الأرض والمقاتلين، وأن هدفها الآن ينصب على ضمّ جزء من الأراضي العراقية لما فيها من أموال إلى منطقة نفوذها\”.
ويؤكد المصدر الذي رفض الكشف عن هويته في اتصال مع \”العالم الجديد\”، إن \”(داعش) تموّل أعمالها في العراق من خلال الأموال التي تجنيها من الاتاوات التي تفرضها على المناطق التي تحتلها في سورية، فضلاً عن سيطرتها على آبار النفط هناك، وما يزرعه المجاهدون الأجانب في صفوفها من حشيش يتم تصديره إلى تركيا\”.
وأمس الأربعاء، اعتقلت القوات الأمنية في الانبار أربعة أشخاص أحدهم يحمل الجنسية التونسية في منطقة البوعيثة.
ونقلت وكالة \”شفق نيوز\” عن مصدر أمني قوله، إن \”العملية تمت بناء على معلومات استخبارية\”.
ويشير المصدر إلى أن \”الجيش الحر يسجل عبور مقاتلين من سورية إلى العراق بين الفينة والأخرى\”، ويضيف \”أننا على قلق من أن تعود (القاعدة) تسيطر على الانبار والموصل، لأن ذلك سيضر بسورية كثيراً، وسيقوي تمويل القاعدة أكثر\”.
ويؤكد حسن جهاد، عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، في حديث لـ\”العالم الجديد\”، أن \”القاعدة تسيطر ليلاً على مناطق في محافظة الانبار، لكنها تتركها صباحاً\”.
ويلفت المصدر في الجيش الحر إلى أن \”هذا السيناريو تكرر في سورية إلى أن سيطرت (داعش) على المناطق التي كانت تتركها في النهار\”.
وقتلت قوات الشرطة الخاصة في مدينة الفلوجة أمس الأول الثلاثاء، ستة انتحاريين يرتدون احزمة ناسفة بعد اقتحام مبنى دائرة الكهرباء وتحرير محتجزين، بينما تعرضت مدينة راوة خلال الايام الماضية الى هجمات منسقة يقودها انتحاريون باحزمة ناسفة وسيارات مفخخة خلفت عشرات القتلى والجرحى.
ويصف مظهر الجنابي، عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، ما حصل من أحداث أمنية بأنه \”فشل امني\”، ويؤكد أنه \”بدعم من قوى خارجية لا تريد الاستقرار لمحافظة الانبار وباقي المحافظات\”.
ويؤكد، في تصريح صحفي اطلعت عليه \”العالم الجديد\”، أن \”سبب الفشل الامني في الانبار يعود في الدرجة الاولى الى التمسك بالقيادات الامنية من الجيش والشرطة وعدم اجراء تغييرات في مواقع المسؤوليات\”.