مطلقو حملة \”لا لحكم الاحزاب الإسلامية\”: لا نخشى إثارتها لأنها متعالية على مطالب المواطنين

في فضاء الفيس بوك، حيث سقف الحريات العالي، تنطلق حملات مختلفة التوجهات، وقد لا يبدو غريبا أن تنطلق حملات عدة في وقت متقارب، فبينما كنا نتابع حملة \”لا لتقاعد النواب\”، حمل \”التايم لاين\” في موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك عبارة مفادها \”لا لحكم الاحزاب الإسلامية\”، تناقلها عراقيون عبر \”هاش تاك\” ازداد عدد مشاركوه في وقت قياسي.

حملة \”لا لحكم الاحزاب الإسلامية\”، الجريئة في ظهورها، حيث أن اغلب الأحزاب الإسلامية متنفذة في مجلس النواب من حيث عدد المقاعد، فضلا عن أن غالبية الحكومة شُكلت من احزاب اسلامية من الطائفتين الكبيرتين في العراق، تدعو لإبعاد الاحزاب الإسلامية عن حكم هم يتولون إدارته منذ 10 أعوام.

وفي لقاء مع \”العالم الجديد\” أمس الثلاثاء، يقول مؤسس الحملة الذي كان الوصول إليه ليس يسيرا، إن \”فكرة الحملة تتلخص بجمع اصوات كل الرافضين لحكم الاحزاب الدينية وبالأخص الاسلامية منها، بعد ان حكموا أو سيطروا على سدة الحكم في العراق طيلة عشر سنوات مضت\”.

مؤسس الحملة الذي رفض نشر اسمه، لأنه يعتبر نفسه \”واحدا من اعضاء الحملة والقضية ليست قضية مجد شخصي، بل هي أكبر من ذلك وتتلخص في بناء دولة مدنية\”.

ويضيف أن \”الأحزاب الدينية ساهمت بشكل أو بآخر بكل حالات الفساد والقتل والتشريد والتجويع، وأن قادة هذه الاحزاب كانوا راضين عن هذه الحالات، غير آبهين بإنهاك العراق وشعبه\”.

ويلفت إلى أن \”هذه الاحزاب وراء كل الفتن التي حدثت وتحدث بعدما رسخوا في عقول السذج من ابناء العراق افكاراً طائفيةً حالت دون نهوض هذا الشعب بواقعه المتردي، وجعلت من الشعب طوائف تتهم بعضها البعض\”.

من جانبه، يرى رضا الشمري، أحد مؤسسي حملة \”لا لحكم الاحزاب الإسلامية\”، أن \”للحملة الكثير من الاهداف وفي نفس الوقت ليس لها هدف محدد\”.

ويوضح الشمري في حديث مع \”العالم الجديد\” أمس الثلاثاء، أن \”هناك رغبة بتوجيه حالة التذمر من الفشل الحكومي بكل مستوياته الى الوجهة المنطقية، وهي فشل الاحزاب المتنفذة داخل العملية السياسية والتي هي كلها احزاب دينية وطائفية، فضلا عن خلق شعور بالانتماء بين الرافضين لتسييس الدين وتكوين مجموعة اقرب الى ان تكون موحدة بالتصرفات والحراك بعد ان كانت موحدة بمشاعر الرفض\”.

مطلقو حملة "لا لحكم الاحزاب الإسلامية": لا نخشى إثارتها لأنها متعالية على مطالب المواطنين

وحول ما اذا كانت الحملة ستثير الاحزاب الاسلامية وتستفزهم، يبين أن \”هذه الاحزاب تعلمت التعالي على مطالب المواطنين وهتافاتهم، وهي تنظر بما يشبه الاحتقار الى جميع اشكال الحراك غير المرتبط بالطائفة ولاتتفاعل معه\”، معربا عن أمله بأن \”تستفز الحملة جميع الاحزاب الاسلامية، لأن كل ظهور وتصريح لسياسيين الاحزاب الدينية هو إدانة جديدة في سجلهم\”.

إلا أن يوسف التميمي، أحد الناشطين في الحملة، بالرغم من اعتقاده بأن \”الحملات في العراق قصيرة النفس\”، إلا أنه يعتبر أن \”الأمر لا يزال إيجابياً، فعلى أقل تقدير هي تخاطب الرأي العام, فتكسب المؤيدين, وتخطر المعارضين، وتعلن عن وجود رفض نسبي قد يزداد على الأمد القصير للأحزاب الأسلامية التي أثبتت فشلها في إدارة البلاد\”.

مطلقو حملة "لا لحكم الاحزاب الإسلامية": لا نخشى إثارتها لأنها متعالية على مطالب المواطنين

وعن سير الحملة في أجواء مشحونة بالطائفية، يوضح التميمي في حديثه مع \”العالم الجديد\” أمس، أن \”الأمر يحتاج لما هو أكثر من توعية شعبية ضد الطائفية، وإن كنا لا نبخس تأثيرها، فنحن نحتاج لبرنامج يكافح الطائفية ولحزمة قوانين في الوقت الراهن\”.

بدوره، يشير علي الجاف الناشط المدني، أن \”الاسلام السياسي في العراق، شأنه شأن مثيله في بقية الدول العربية، فشل فشلاً ذريعاً في إدارة شؤون البلاد\”.

مطلقو حملة "لا لحكم الاحزاب الإسلامية": لا نخشى إثارتها لأنها متعالية على مطالب المواطنين

وينبه الجاف في حديث مع \”العالم الجديد\” أمس، إلى أن \”الاحزاب الاسلامية العراقية عمقت بخطابها الطائفي هوة الفرقة بين ابناء الشعب، وزادت من حالة الاستقطاب في الشارع\”.

ويشدد الناشط المدني، على \”الوقوف بحزم إزاء اعادة انتاج الأحزاب الدينية للخطاب وسرقتها الخطاب المدني، بعضها يتحدث بالمواطنة، وأجزم انها لن تستطيع تطبيق ما تقول، والدليل انها طوال السنوات العشر الماضية لم تستثمر مواقعها في السلطة من أجل دولة ديمقراطية مدنية، بل لم تستطع ايقاف العمليات الارهابية، لأن الأزمات الامنية والخدمية كفيلة بإبقائها على رأس هرم السلطة\”.

بيد أن حسن الفرطوسي، رئيس قسم الشؤون الدولية في جريدة الكويتية، يرى أن \”أقل ما يمكن تحصيله من حملة مثل \”لا لحكم الأحزاب الإسلامية\” هو كسر القدسية الزائفة لتلك الأحزاب واقتحام التابو الذي تحصنت به عن كل نقد واستنكار لفسادها المالي والإداري واهمالها لمصالح الناس\”.

مطلقو حملة "لا لحكم الاحزاب الإسلامية": لا نخشى إثارتها لأنها متعالية على مطالب المواطنين

ويلفت الفرطوسي في حديثه مع \”العالم الجديد\” أمس، إلى أن \”الرهان على الشريحة الشابة الواعية الحالمة بالحرية والأمان، لابد لها وان تنتزع حقها بحياة سوية بعيدة عن الخرافات والدجل والعتمة\”، متمنيا أن \”يكون عنوان الحملة \”لا لحكم الأحزاب الدينية، وليس الإسلامية فقط، هكذا تكون أكثر شمولية\”.

إقرأ أيضا