صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

معارك نشرات الأخبار

في الوقت الذي تشهد مناطق ومدنا كاملة في شمال غرب العراق، خصوصا المحاذية لسوريا كالقائم والطريق الدولي الواصل إلى الشام، عمليات ذبح وقتل طائفي على أساس \”انت سني لو شيعي\”، وفيما تمر محافظة نينوى بعمليات قتل وتهجير للمكون \”الشبكي والشيعي\” بمرأى ومسمع من المحافظ أثيل النجيفي، وفي حين كشفت معلومات رسمية صادرة من استخبارات الأمن التركي للجانب العراقي تبرئ فيها ساحة أنقرة من الاتهام بخطف مسؤولين عراقيين أحدهم كان رئيس هيئة الاستثمار بمحافظة صلاح الدين والآخر مستشار وزارة السياحة وإلقاء اللوم على مافيا وعصابة تابعة لطارق الهاشمي والتي من مهامها خطف مسؤولين عراقيين في تركيا وابتزاز عوائلهم وأحزابهم السياسية، وعندما أصبحت لجنة النزاهة في مجلس النواب متأكدة وبالأدلة من أن وزير الصناعة جمال الكربولي التابع للقائمة العراقية على علاقة وطيدة مع مشروع خبيث يهدف إلى استنزاف الاقتصاد العراقي من خلال استيراد مواد بينها \”أعمدة كهرباء\” من تركيا في حين أن شركات الوزارة تستطيع صناعة ما يستورده الوزير، وإذ تشتبك قوات الجيش وعمليات \”ثأر الشهداء\” في معارك دامية، تشبه تلك التي تُعرض على قناة mbc2، مع جماعات إرهابية من تنظيم القاعدة تدعي أنها من أهل السنة والجماعة، ومع أن شوارع بغداد وأزقتها تعاني حالات اختناق واحتقان طائفي بسبب الاستهداف الإرهابي المتكرر لمناطق ذات أغلبية معينة، وفي ظل انتظار ضحايا الإرهاب اليومي بيانات الشجب والاستنكار من مرجعيات دينية وأخرى سياسية لم يستهدفها الإرهاب بشكل مقصود في الآونة الأخيرة..

داخل هذا الإطار الواسع والمكتظ بالتطورات يخرج حيدر الملا من صمته وبطريقة قديمة لكنها رائعة وذات مهنية سياسية عالية ليغير مانشيتات الصحف وعناوين نشرات الأخبار بحركة واحدة، بعد أن طرح قضية صور \”الخامنئي والخميني\” الموضوعة في الشوارع، وهي قضية وإن كانت دستورية تخص الحريات الشخصية والعامة، لكنها تدل على خبث وقدرة على صناعة جو عام مغاير للمألوف والمعاش، وإلا ما علاقته بتعليق صور الخامنئي في ساحة من ساحات مدينة الصدر! وإذا كان حريصا على وطنية ووحدة العراق حقا فلماذا رأى صورة الخامنئي تلك التي كانت مصاحبة ليوم القدس العالمي ولم ير صور الفقراء والمحرومين في تلك المناطق؟!

إن تغيير مانشيتات الصحف وعناوين نشرات الأخبار في الفضائيات العراقية كان يحتاج في الأسبوع الماضي إلى حركة سياسية قوية تحت ضجة مزلزلة في البرلمان، كأن يصرخ الملا بإجرام الخميني مثلا ليسحب تدريجيا سياسيي الصدفة إلى مستنقع الصدام والابتعاد عن الواقع. وهذا ما جرى بالفعل.

* كاتب عراقي

إقرأ أيضا