نشر معهد واشنطن للدراسات مقالة حول مستقبل اقليم كردستان العراق بعد محاولة الانفصال، واصفا اياه بالمستقبل القاتم الذي يواجه الدولة المقبلة.
ويعتبر المقال أن “مستقبل دولة كردستان ليس مضمونًا، وقد تواجه خطر الفشل، وتعجز عن تأدية مسؤولياتها الأساسية على غرار ضمان التعليم والأمن”، مبينا أن “النظام السياسي في كردستان سيكون امتدادًا للنظام القائم، الذي يبدو نظريًا ديمقراطيا إنما من الناحية العملية يزداد استبدادا”.
ويشير المقال الذي كتبه الباحث الكردي اكو حما كريم، إلى أن “بارزاني وحزبه يعتبران أنفسهما مالكي كردستان العراق، فهما لا يقبلان بالديمقراطية إلا ضمن الحدود التي تخدم مصالحهما”، لافتا الى أن “قوات البيشمركة ستعاني لإبقاء كردستان مستقلة، بمنأى عن التهديدات الخارجية، لا سيما من الدول المجاورة”.
وينبه كاتب المقال الى أن “الاكتشافات الحديثة تشير إلى أن إقليم كردستان العراق لا يملك احتياطيات نفطية كبيرة كما زعم سابقًا”، منوها بالقول “نظرا لأن اقتصاد إقليم كردستان يعتمد اعتمادا كبيرا على النفط، فمن غير المحتمل أن يبقى صامدا على المدى الطويل“.
ويوضح أن “أربيل عجزت في الفترة الماضية عن بناء اقتصاد محلي قوي قادر على تأمين أساس متين لبناء دولة مستقلة. وفي الواقع، عملت على تدمير الاقتصاد التقليدي لصالح النفط”.
أما جغرافيًا، فان من شأن دولة كردستان مستقلة ألا تملك منفذًا بحريًا وأن تكون محاطة بالكامل من دول مجاورة معادية لها أو لا تدعمها بالكامل، بحسب المقال الذي نشره الموقع الرسمي لمعهد واشنطن، مبينا أن “الموقع الجغرافي وانعدام الاكتفاء الذاتي قد يجعلان كردستان تخسر سيادتها الوطنية أو يؤديان إلى رضوخها لإحدى الدول المجاورة تركيا أو إيران”.
ويحذر أيضا من أن “دولة كردستان ستعاني من تدخلات متكررة قد تزعزع استقرارها. وبالفعل، قد تصبح مسرحًا شائعًا للصراعات الإقليمية”، مختتما مقاله بالنتيجة التي يراها طبيعية في ظل الظروف الجيوسياسية، وهي “الفشل الحتمي لمشروع الدولة المستقلة، وأنها عوضا عن توفير السعادة والراحة إلى الشعب الكردي، الا أن الاستقلال سيعزز القلق والانقسامات الداخلية”.