مع تصاعد الأحداث.. دعوات عراقية لإعادة النظر بالاتفاقيات الموقعة مع الأردن

لطالما كانت الاتفاقيات الموقعة بين العراق والأردن، محل جدل داخل الأوساط السياسية والشعبية، إذ تعود للواجهة مع كل حدث مهم في العراق والمنطقة.

ومع الأحداث المتصاعدة في المنطقة بين إيران وإسرائيل ومحاولة جر العراق إلى الحرب، وسط تحذيرات المختصين من أزمة اقتصادية وشيكة للبلاد في حال انخفاض أسعار النفط العالمية، طالب النائب حيدر علي شيخان، اليوم السبت، الحكومة بإعادة النظر في جميع الاتفاقيات مع الأردن.

ومنذ أكثر من 40 عاما والعراق يزود الأردن بالنفط الخام بـ”أسعار تفضيلية”، رغم الخسائر المستمرة التي يتكبدها جراء الاتفاقية المبرمة بين البلدين والمقدرة بأكثر من 57 مليون دولار سنويا.

وقال شيخان في تصريح تابعته “العالم الجديد”، إن “هناك تآمر على المنطقة عموما والعراق وسوريا ولبنان خصوصا”، مشيرا الى أن “العراق دعم الاردن وعزز اقتصادها من خلال ارسال النفط مدعوم لها، الا انها تقف حاليا مع الكيان الصهيوني”.

وأضاف، أن “الحكومة مطالبة بإعادة النظر في جميع الاتفاقيات المبرمة مع الاردن على خلفية وقوفها مع الكيان الصهيوني”.

واكد، ان “التآمر على العراق والدول التي تحارب الكيان الصهيوني ينطلق من عدة دول ومنها الاردن”، مشددا على ضرورة إيقاف “بيع النفط المدعوم إلى الأردن نتيجة هذا التآمر ضد دول محور المقاومة”.

وحذرت كتائب حزب الله في العراق، في 3 أكتوبر تشرين الأول الجاري، من خسارة العالم 12 مليون برميل من النفط يومياً، في حال بدأت “حرب الطاقة” في المنطقة.

وكانت طائرات سلاح الجو الملكي وأنظمة الدفاع الجوي الأردني اعترضت، في 1 أكتوبر تشرين الأول الجاري، العديد من الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية التي دخلت المجال الجوي الأردني متوجهة إلى إسرائيل، الأمر الذي أثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الإجتماعي، فيما طرح مغردون كثيرا من التساؤلات، منها لماذا تصر عمان على المشاركة في التصدي للصواريخ العابرة فوق أراضيها؟ ولماذا لا تتركها تصل إلى الأراضي المحتلة؟.

ليخرج وزير الاتصال الحكومي الأردني الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني، ليؤكد بأن “بلاده لن تكون ساحة للصراع لأي طرف”، مشددا على أن “حماية الأردن والأردنيين تعتبر مسؤولية الحكومة الأولى”.

وأعلن الحرس الثوري الإيراني، استهداف قواعد عسكرية إسرائيلية قرب تل أبيب، وذلك خلال هجوم صاروخي واسع أطلق من إيران، وأوضح أن الضربات استهدفت قاعدة نتساريم لطائرات F35 التي اغتالت الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، كما استهدف ثلاث قواعد عسكرية حول تل أبيب، ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس، إضافة إلى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.

ووصفت إسرائيل، الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران، بأنه “الأكبر على الإطلاق في تاريخ إسرائيل”، ونقلت شبكة “إيه بي سي” الأمريكية عن متحدث باسم السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، قوله: “نفذت إيران الليلة أكبر وأعنف هجوم صاروخي ضد دولة إسرائيل في تاريخها. نحن مستعدون وجاهزون دفاعيا وهجوميا”، ودعا دانون إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي.

يشار إلى أن الأردن، خاطبت في 14 تموز يوليو الماضي، الحكومة العراقية بشأن تمديد مذكرة التفاهم الخاصة باستيراد النفط بأسعار مخفضة، والتي من المفترض انتهائها في الرابع من شهر آب لكن بزيادة جديدة في كمية النفط المستورد.

ويستورد الأردن النفط الخام العراقي تنفيذا لمذكرة التفاهم لتجهيز النفط الخام الموقعة بين حكومة المملكة الأردنية الهاشمية وحكومة جمهورية العراق بتاريخ 4 أيار 2023، بحسب الخرابشة.

وبحسب، منصة الطاقة المتخصصة، فأن واردات الأردن من النفط العراقي خلال العام 2023 سجلت زيادة بأكثر من 55% مقارنة بالمستويات المسجلة في 2022، ما وفّر جزءاً كبيراً من احتياجات الأردن من الوقود.

وكانت شركة تسويق النفط العراقية “سومو”، كشفت في 4 فبراير شباط الماضي، عن بيع العراق نفطه للأردن بأقل من 13 دولاراً عن التسعيرة الرسمية المقررة.

وخلال الأشهر الماضية، رفع العراق الكميات التي يزود الأردن فيها بأسعار تفضيلية إلى 15 ألف برميل يوميا، والتي تسد نحو 15 في المئة من حاجة الأردن اليومية للنفط، وبسعر خصم يبلغ 16 دولار للبرميل.

وتبلغ قيمة هذا الخصم نحو 240 ألف دولار يوميا، أي حوالي 7.2 مليون دولار شهريا، أي ما يزيد عن 86 مليون دولار سنويا على افتراض عدم انقطاع حركة التصدير.

وتجددت خلال الأشهر الماضية، الدعوات لوقف تزويد الأردن بالنفط العراقي بـ”أسعار تفضيلية”، على أساس أن ذلك يمثل “هدرا لموارد البلاد، جاء ذلك على وقع مشاركة الأردن في التصدي لصواريخ ومسيرات إيرانية كانت متجهة إلى إسرائيل.

وكان الخبير النفطي حمزة الجواهري أكد في تقرير سابق لـ”العالم الجديد”، أن “خسائر كبيرة تترتب على هذه الاتفاقية، خصوصا مع ارتفاع أسعار النفط، حيث تقدر بنحو 5 ملايين دولار شهريا، وهذه سدى ويمكن للعراق أن يستثمرها في البناء أو غيره من المشاريع الأخرى المهمة”.

وفي مطلع يناير 2023، تقدم 9 محامين بدعوى ضد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوادني، لوقف تصدير النفط العراقي للأردن، باعتباره “هدرا لأموال البلاد”، وذلك بعد ضربات أميركية استهدفت فصائل مسلحة عراقية.

وأواخر 2023، منعت فصائل عراقية صهاريج محملة بالنفط من العبور للعودة إلى الأردن، وهددوا بحرق الصهاريج.

يشار إلى أن البرلمان العراقي قد دعا إلى إيقاف تصدير النفط إلى الأردن حيث كانت عضو لجنة النفط والغاز والثروات الطبيعية البرلمانية زينب الموسوي، قد أكدت في 8 تشرين الثاني نوفمبر 2023، بأن مواقف الأردن “دائمًا عدائية” تجاه العراق خصوصا مع هيئة الحشد الشعبي الرسمية.

إقرأ أيضا