مع تطور الأحداث بشكل غير مسبوق في مدينة حلب السورية خلال الـ72 ساعة الماضية، تصاعدت المخاوف داخل العراق من وجود مخطط لعودة الإرهاب في البلاد، الأمر الذي دفع وزارة الدفاع إلى تأمين الحدود في إجراء احترازي لما يحصل.
وقال الفريق أول الركن، قيس المحمداوي، نائب قائد العمليات المشتركة العراقية، في تصريح تابعته “العالم الجديد”، إن “حدود البلاد مع سوريا مؤمنة عبر الانتشار العسكري والكتل الإسمنتية والكاميرات الحرارية وتحليق الطيران المسير”.
وكشف المحمداوي عن “التحصينات الأمنية الأخرى المتخذة لتأمين الحدود “من خلال الأسلاك الشائكة وانتشار قطعات مختلفة من الجيش والحشد الشعبي بحدود سبعة إلى عشرة كيلومترات خلف الحدود بحدود سبعة”.
وتابع المحمداوي أن “العراق احترز جيدا من تجربة داعش المريرة عام 2014 وعمل تحصينات قوية مستمرة منذ أكثر من سنتين”.
وطمأن نائب قائد العمليات المشتركة، العراقيين من أن “الوضع آمن والحدود محصنة بالكامل ولا يوجد أي تسلل ولن يكون هناك أي تسلل”.
يأتي ذلك، بعد أن باتت نصف مدينة حلب في شمال سوريا تحت سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وهذه أول مرة تدخل فصائل مسلحة إلى حلب منذ استعاد نظام الرئيس بشار الأسد السيطرة الكاملة على المدينة عام 2016.
وبدأ الهجوم خلال مرحلة حرجة يمر بها الشرق الأوسط مع سريان وقف إطلاق نار هش في لبنان بين إسرائيل وحزب الله اللبناني الذي يقاتل منذ سنوات إلى جانب قوات النظام في سوريا.
وبحلول أمس الجمعة، كانت الفصائل سيطرت على أكثر من خمسين بلدة وقرية في الشمال، وفق المرصد السوري، في أكبر تقدم منذ سنوات تحرزه المجموعات المسلحة المعارضة للنظام.
إلى ذلك، حذر عضو تحالف الفتح علي الفتلاوي، اليوم السبت، من وجود مخطط يهدف الى إعادة الإرهاب في العراق والمنطقة تقف خلفه الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال الفتلاوي في حديث تابعته “العالم الجديد”، إن “ما يجري في سوريا حاليا هو ضمن مخطط الولايات المتحدة الأمريكية لإعادة الإرهاب في المنطقة وتحديدا في العراق وسوريا وهذا بهدف إيجاد حجة ومبرر لبقاء القوات الأمريكية لفترة أطول من البلاد، بعد وصول نتائج حوارات الانسحاب لمراحل متقدمة جدا”.
وأضاف، أن” العراق لا يحتاج إلى أي قوة اجنبية في حفظ امنه حتى وان كان هناك إرهاب وخطر على حدوده ، فالعراق الان لديه قوات امنية وعسكرية جاهزة ومستعدة للدفاع عن امن العراق كذلك قوات الحشد الشعبي ولهذا لا يمكن تكرار سيناريو 2014 من جديد “.
وهددت “حركة النجباء” المعارضة السورية، بالرد على ما وصفته بـ”تهديد الأبرياء والمقدسات”، من جهته، قالت كتائب سيد الشهداء، إن هذا التحرك يهدف إلى استنزاف ما يسمى “بمحور المقاومة”.
وبعد نحو 48 ساعة على إطلاقها معركة “ردع العدوان”، باتت فصائل المعارضة السورية المسلحة على تخوم مدينة حلب عاصمة الشمال السوري، في تطور ميداني سريع وغير مسبوق ضمن مسار الصراع العسكري بين النظام والمعارضة مما يفتح باب التكهنات على مصراعيه.
وبحسب المواقف الإقليمية، هناك مؤشرات على دعم تركيا لعملية المعارضة في ريف حلب، وفق ما صرح به مصدر أمني تركي لـ”وكالة رويترز”، بأن العملية تقع ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب “التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في 2019″.