صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

مع حلول عيد الأضحى.. تصاعد التحذيرات الحكومية من تفشي الحمى النزفية

مع حلول عيد الأضحى المبارك، تتصاعد مخاوف وزارة الصحة من تفشي فايروس الحمى النزفية، في ظل قلة المجازر الحكومية، إلى جانب جهل المجتمع بالإجراءات الوقائية في ذبح الأضاحي.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة، سيف البدر، لوكالة الأنباء الرسمية “واع”، وتابعته “العالم الجديد”، إنه “مع اقتراب عيد الأضحى المبارك تؤكد وزارة الصحة على الالتزام بالإجراءات الوقائية للحد من الحمى النزفية، وأهمية التوعية المجتمعية والتعاون مع الجهات الصحية، وتدعو المواطنين إلى اتباع الإجراءات الوقائية للحد من خطر الإصابة بالحمى النزفية، خاصة مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك”.

وبين، أن “التوصيات الوقائية تشمل عدم ذبح الأضاحي خارج المجازر الرسمية، وارتداء القفازات والملابس الواقية عند التعامل مع اللحوم والذبائح، بالإضافة إلى التخلص الآمن من مخلفات الذبح، والتبليغ عن أي حالة مشتبه بها عن طريق أقرب مؤسسة صحية”.

وشدد البدر على أن “التقيد بالتعليمات الصحية يسهم في حماية المجتمع من الأمراض المشتركة، ويعزز السلامة العامة خلال موسم العيد”.

ووفقا لآخر إحصائية رسمية صادرة عن دائرة الصحة، فأنه تم تسجيل 107 إصابات مؤكدة بمرض الحمى النزفية في عموم البلاد، منذ بداية العام، بينها 16 حالة وفاة.

ويشهد سوق الأضاحي في عموم محافظات العراق، تراجعا ملحوظا في الإقبال على شراء الأضاحي، إثر المخاوف من انتشار الحمى النزفية، حيث شكا عدد من باعة الأضاحي عبر “العالم الجديد”، الثلاثاء، الماضي، ضعف الإقبال على الشراء وسط إرتفاع الأسعار، حيث تجاوز سعر الأضحية هذا العام في بعض المناطق مليون و700 ألف دينار، كما وصل في بعض الحالات إلى أكثر من خمسة ملايين دينار، وذلك بحسب نوع وحجم وسلالة الأضحية.

كما يتراوح سعر الخروف الواحد بين 300 إلى 600 ألف دينار، رغم أن وزنه لا يتجاوز 15 كيلوغراما، بحسب مواطنين.

يذكر أن حشرة القراد تقوم بنقل فيروس الحمى النزفية من الحيوان المصاب إلى حيوان آخر، أو إلى الإنسان، وقد تظهر أعراض المرض على الضحية بعد أسبوع من الإصابة.

والحمى النزفية الفيروسية تُعد من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، وينتقل الفيروس المسبب لها عن طريق القراد أو ملامسة دم الحيوانات المصابة، خاصة أثناء الذبح أو التعامل المباشر مع اللحوم دون إجراءات وقاية، ويُعد مربو المواشي، والقصابون، والعاملون في المسالخ، الأكثر عرضة للإصابة.

وشهد العراق في السنوات الأخيرة، عدة موجات من هذا المرض، سجلت خلالها إصابات ووفيات في مناطق مختلفة، أبرزها محافظات الجنوب والوسط. وعلى الرغم من التحذيرات المتكررة، إلا أن ضعف الرقابة على محال القصابة، وقلة الوعي الصحي، وتراجع إجراءات الوقاية البيطرية، ما تزال تشكّل تحديات كبيرة أمام السيطرة على المرض.

وتتراوح مدة حضانة الحمى النزفية من يوم إلى 10 أيام وأكثر، وهذا يعتمد على طريقة الانتقال، حيث أن الانتقال إذا كان مباشرا من الحيوان عبر حشرة القراد، فقد يكون ظهور الأعراض سريعا خلال يوم إلى 3 أيام، أما إذا كان عن طريق مشتقات الدم، فهذا قد يستغرق وقتا أطول من 5 إلى 10 أيام وأكثر، بحسب مختصين.

وأدى انتشار الحمى النزفية، خلال الأشهر الماضية، إلى حصول نوع من الفتور في الإقبال على شراء اللحوم، ما تسبب بخسائر مالية لبعض القصابين، حيث شكا عدد من أصحاب محال القصابة في بغداد، من تراجع الطلب على شراء اللحوم، مما أثر سلبا على أعمالهم، فيما دعوا الحكومة الى إيجاد حلول سريعة وناجعة للحد من انتشار المرض.

الجدير بالذكر أن العراق سجل العام الماضي 178 إصابة بالحمى النزفية، منها 26 حالة وفاة.

ويحذر الخبراء من أن الفيروس قد ينتقل أيضا من إنسان لآخر، خاصة عن طريق الاتصال الجنسي أو اللعاب ومختلف سوائل الجسم، وتشمل الأعراض المبكرة الحمى، والتعب، أو الضعف، أو الشعور العام بالتوعك، والدوار، وآلام العضلات، أو العظام والمفاصل، والغثيان، والقيء، والإسهال.

أما الأعراض التي قد تصبح مهددة للحياة، فتشمل نزيفا تحت الجلد، أو في الأعضاء الداخلية، أو من الفم، أو العينين، أو الأذنين، وخللا وظيفيا في الجهاز العصبي، مع الغيبوبة والهذيان، وأحيانا الفشل الكلوي والتنفسي والكبدي.

إقرأ أيضا