صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

“مناطق مدمرة ومليارات مفقودة”.. حديث عن تحديات الفساد في نينوى

قال عضو مجلس النواب خالد العبيدي، إن أكثر من 4 مليارات دولار، صُرفت على محافظة…

قال عضو مجلس النواب خالد العبيدي، إن أكثر من 4 مليارات دولار، صُرفت على محافظة نينوى، وما تزال حتى اللحظة، بعض مناطقها تشهد دماراً وضعفاً وغياباً شبه كامل في البنية التحتية، عازياً السبب إلى وجود فساد إداري وسياسي.

ويضيف العبيدي في بيان أصدره اليوم الجمعة، (16 حزيران يونيو 2023)، أن “نينوى هي أكبر محافظة عراقية تعرضت للدمار والتخريب على يد عصابات داعش الاجرامية، وبدلا من ان تكون مسؤولية الادارة فيها بحجم معاناتها نجد انها تعاني من الفوضى وسوء التخطيط في تنفيذ اولويات أهالي المحافظة”.

ويتابع أن “ما عرضته وثائق حكومية عن المبالغ المصروفة لمشاريع نينوى تشير الى انه تم صرف أكثر من 6 تريليونات و128 مليار دينار عراقي اي ما يعادل نحو 4.5 مليارات دولار، عدا عن اموال كبيرة اخرى خصصتها دول ومنظمات اممية لإعمار المحافظة، ومع ذلك لا يزال الجانب الأيمن من مدينة الموصل ومعه أقضية ونواحي نينوى يعاني من مستويات مروعة من الدمار وبعضها من ضعف أو غياب شبه كامل في البنية التحتية”.

كما يشير العبيدي إلى أن “أية مقارنة منصفة للمبالغ المصروفة والوارد ذكرها في الوثائق الحكومية مع واقع المشاريع في نينوى يشير الى وجود هدر كبير في صرف الأموال، لأسباب قد تتعلق بالفساد المالي والإداري وحتى السياسي، أو سوء في التخطيط وفوضى في تحديد الأولويات، أو عدم الشفافية في الإجراءات المالية نتيجة غياب الرقابة الكافية، أو بسبب بعض أو كل ما ذُكر أعلاه”.

ويدعو البرلماني “جميع الجهات التنفيذية والرقابية الى تحمل مسؤولياتها تجاه أهل نينوى للحفاظ على اموال الشعب العراقي وحمايتها من الاستغلال، من خلال المطالبة بتوضيح الإجراءات المتبعة في صرف الأموال ومنح العقود وتقدير تكلفتها الحقيقية، وآليات تحديد أهمية المشاريع لضمان أنها تتم وفقًا لحاجة اولويات المواطنين الاساسية وتنفذ على أساس القوانين ومبادئ المنافسة العادلة والشفافية”.

وبعد مرور أكثر من 6 أعوام على تحرير مدينة الموصل ومحافظة الأنبار من سيطرة تنظيم “داعش”، لا يزال ملف إعادة إعمار المناطق المحررة مركونًا على رفوف الحكومات المتعاقبة منذ العام 2017، رغم التخصيصات المالية التي أعلن عنها بعد أشهر من تحرير المناطق.

أقيم مؤتمر الكويت قبل 6 أعوام لإعادة إعمار المناطق المحررة بعد شهرين من التحرير، مع تعهدات بمنح 30 مليار دولار

في 10 تموز/يوليو 2017، أعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي رسميًا استعادة مدينة الموصل من تنظيم “داعش”، بعد سيطرته عليها قبل ثلاث سنوات، في خطاب أعلن فيه تحرير كامل للأراضي من سيطرة الإرهاب الذي اجتاح العديد من المناطق في العراق.

وشهدت المدن المحررة في الأنبار وصلاح الدين وبعض مناطق كركوك وخصوصًا مدينة الموصل في نينوى دمارًا في البنى التحتية جراء العمليات العسكرية، على خلفية اتخاذ تنظيم داعش للمنازل والمحال درعًا لهم، ما دعا الحكومة والقوى السياسية والشعبية على إطلاق نداء استغاثة للدول للمشاركة والمساهمة في إعادة إعمار المناطق المحررة.

وأسفرت هذه الدعوات عن إقامة مؤتمر الكويت الدولي عام 2017، لإعادة إعمار العراق بعد شهرين من انتهاء الحرب على داعش، في حين وصلت تعهدات الدول المانحة (المشاركة في المؤتمر)، إلى نحو 30 مليار دولار، على شكل قروض وتسهيلات ائتمانية واستثمارات تقدم للعراق من أجل إعادة بناء البنى التحتية.

وبعد مرور كل تلك السنوات لا يزال الوضع كما هو عليه في أغلب المدن التي تحررت من سيطرة تنظيم داعش، إذ قال عضو مجلس محافظة نينوى السابق محمد البياتي، إن “الموصل لم تشهد إعمارًا حقيقيًا على مدى السنوات الماضية، وإنما الإعمار كان عبارة عن تبليط شوارع وزرع أشجار”.

ما زالت بعض مناطق الموصل محطمة رغم مرور سنوات على تحرير المدينة وتخصيص أموال لها

وأضاف البياتي، في تصريح صحفي، أن هناك العديد من التخصيصات المالية التي كانت مخصصة لإعمار مدينة الموصل، لكن لا يعرف أحد أين ذهبت.

وأشار إلى، أن الساحل الأيمن لمدينة الموصل وهو الأكثر تضررًا بالعمليات العسكرية إبان تحرير المدينة من قبضة الإرهابيين لا يزال عبارة عن أكوام من الحطام والمشهد يبدو مخيفًا إلى الآن.

وبشأن الأموال التي حصل عليها العراق في مؤتمر الكويت لإعمار المناطق المحررة، لفت البياتي، إلى أن المحافظة لم تتسلم أي مبلغ من الدول المانحة إلى غاية الآن، ورغم مرور 5 سنوات تقريبًا على المؤتمر.

وتشير التقديرات إلى أن 30 في المائة من سكان الموصل نازحون جراء هدم منازلهم وعدم إعمارها إلى الآن، رغم مرور سنوات على تحرير مناطقهم، خصوصًا في مناطق سهل نينوى، ذات الغالبية المسيحية.

إقرأ أيضا