ابتداء من التاسع والعشرين من آب وحتى الثاني عشر من ايلول الحالي، تجري مناورات عسكرية شمال بحر البلطيق قبالة السواحل الفنلندية السويدية بمشاركة حوالي 3000 عنصر نصفهم من فنلندا والبقية من 15 دولة.
المناورات التي تجري هذا العام في فنلندا انطلاقا من مدينة توركو الواقعة أقصى جنوب غرب البلاد، تجري بالتنسيق مع مجموعة السواحل الشمالية \”NORTHERN COASTA\” التي تنظم هذه المناورات سنويا في احدى بلدان تلك المجموعة، وكانت فنلندا قد استضافت عام 2010 مناورات مماثلة.
المناورات التي اعد لها منذ قرابة العام تشارك فيها قطعات بحرية من المانيا، والسويد، والولايات المتحدة الامريكية وبلدان اخرى من حلف الناتو، ويتم التركيز فيها على القوة البحرية والتنسيق فيما بينها وبين الإسناد الجوي، كما ستتم في هذه المناورات تجربة قطع بحرية المانية جديدة دخلت توا للخدمة.
الهدف المعلن لهذه المناورات هو مواجهة التهريب، وقراصنة البحر في شمال البلطيق، لكن عمليا لا توجد عمليات تهريب او قرصنة ملحوظة في هذا الجانب بمنطقة البلطيق منذ عشرات السنين، وهذا ما يدفع بعض المحللين لوضع هذه المناورات في اطار القلق من الدب الروسي، اثر تداعيات الازمة الاوكرانية والفجوة الحاصلة بين الغرب وروسيا.
وفي حزيران الماضي جرت مناورات عسكرية لحلف الناتو في ليتوانيا احدى جمهوريات البلطيق تزامنت مع الذكرى الخامسة والستين لتأسيس ذلك الحلف، بمشاركة السويد وفنلندا ايضا رغم ان البلدين ليسا عضوين في حلف الناتو، وقد اشترك في المناورات حوالي 4700 جندي و800 آلية، وعلى الرغم من أن تلك المناورات لم تكن الاولى لحلف الناتو في بحر البلطيق، فإنها جاءت بعد إيقاف التعاون بين حلف الناتو وروسيا الاتحادية. وردت روسيا في ذات التوقيت ومن احدى مقاطعاتها المطلة على البلطيق بمناورات عسكرية كبيرة بذات العدد والعدة.
وقررت السويد وفنلندا مؤخرا رفع سقف التعاون مع الناتو الذي له ارتباطات سابقة مع الدولتين في اطار اتفاقية \”شركاء من أجل السلام\” منذ العام 1994، ومن ذلك أوجه ذلك التعاون السماح لقوات من الناتو بتنظيم مناورات ونشر قوات تدخل سريع عند الضرورة بموافقة الدولتين.