رافق استهداف اربيل الصاروخي ليلة امس الاثنين، توجيه أصابع الاتهام لأكثر من جهة، سواء داخلية او خارجية، لكن جماعة مسلحة تطلق على نفسها “سرايا أولياء الدم” أعلنت عن تبنيها العملية عبر بيان نشر في إحدى وسائل التواصل الداعمة للفصائل المسلحة.
تكشف “العالم الجديد” في هذا التقرير، عن تاريخ هذه الجماعة وعدد العمليات السابقة التي تبنتها، وكيفية ظهور نشاطها للعلن، رغم مجهولية قادتها وعناصرها.
في السابع من أيلول سبتمبر 2020، تم الإعلان لأول مرة عن الجماعة المسلحة “سرايا أولياء الدم”، وذلك بالتزامن مع الاعلان عن 3 جماعات مسلحة أخرى، وهي “سرايا المنتقم”، و”قاصم الجبارين”، و”الغاشية”، ليكون شهر ايلول سبتمبر هو ذروة تشكيل تلك الجماعات التي ظهرت عقب اغتيال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس وقائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني.
الاعلان عن تشكيل هذه الجماعات يجري منذ أكثر من عام، عبر قناة “صابرين نيوز” على تطبيق التلغرام للتراسل الفوري، التي انطلقت في 12 كانون الثاني يناير 2020.
عمليات “سرايا أولياء الدم”
مع الاعلان عن تشكيلها، تبنت عملية استهداف رتل دعم لوجستي تابع لقوات التحالف الدولي، في الطريق السريع لمنطقة الشعلة غربي العاصمة بغداد، لتمر بعد ذلك مرحلة صمت، امتدت حتى 25 من كانون الثاني يناير الماضي، حيث تبنت هذه الجماعة، استهداف رتلين للتحالف الدولي في محافظتي ذي قار والبصرة.
وفي 4 شباط فبراير الحالي، تبنت الجماعة عملية استهداف رتل تابع للتحالف الدولي ايضا، في محافظة البصرة، ثم جاءت ليلة امس، لتعلن الجماعة عن تبنيها العملية، رغم “التشكيك” بهذا الاعلان من قبل سياسي عراقي، إذ جاء في بيان التبني الذي نشرته قناة “صابرين نيوز” نقلا عن الجماعة المسلحة “تمكن رجالكم في سرايا اولياء الدم من القيام بعملية نوعية ضد الاحتلال الامريكي في شمالنا الحبيب، حيث اقتربنا من قاعدة الاحتلال (الحرير) في اربيل بمسافة 7كم، وتمكنا من توجيه ضربة قاصمة، قوامها 24 صاروخاً اصابت اهدافها بدقة بعد أن فشلت منظومة C-RAM وقذائف الاحتلال باعتراضها، ما ادى لاضرار جسيمة عبر آليات ومخازن وطائرات الاحتلال وسقوط العديد من الاصابات في صفوف عناصرهم المحتلة”.
هذا الاعلان، وبحسب السياسي العراقي مثال الآلوسي، الذي وصفه في حديث سابق لـ”العالم الجديد” انه “محاولة ايرانية للتغطية على الفاعل الحقيقي لهذه الاعمال الارهابية، وهو الحرس الثوري الايراني والمليشيات التابعة له، التي تعمل على تنفيذ اجندات ومصالح ايران على حساب مصلحة العراق والعراقيين”.
وشهدت اربيل ليلة امس الاثنين، سقوط 8 صواريخ، 5 منها سقطت قرب المطار والقنصليتين الامريكية والصينية، فيما سقط 3 منها في مناطق تجارية وسكنية، وادت الهجمات الى مقتل شخص، واصابة 8 بينهم 5 يعملون في المطار، بحسب بيان وزراة داخلية اقليم كردستان.
وجاء القصف، بعد بث قناة العربية، الجزء الاول من حوار أجرته مع رغد صدام حسين، التي ردت على سؤال فيما يخص موضوع تبوئها لمناصب سياسية في العراق، أن “كل شيء وارد وكل الخيارات مطروحة على الساحة السياسية”، الامر الذي أشار اليه القيادي في تحالف الفتح غضنفر البطيخ، في حديث لـ”العالم الجديد” بـ”ربما تكون له علاقة مباشرة بظهور رغد صدام حسين في لقاء تلفزيوني، خصوصاً ان اقليم كردستان، يحتضن الكثير من قادة البعث، وهم يستخدمون ورقة البعث للضغط على بغداد في الكثير من الملفات”.
تاريخ الفصائل “المجهولة”
بلغ عدد الجماعات المسلحة الجديدة التي ظهرت منذ شهر كانون الثاني يناير وحتى كانون الاول ديسمبر في 2020، هو 9 جماعات، وظهرت أولها، وهي “اصحاب الكهف” في 18 كانون الثاني يناير من العام الماضي.
ونفذت هذه الجماعات، 76 استهدافا بصواريخ الكاتيوشا والعبوات الناسفة، خلال عام 2020، مستهدفة البعثات الدبلوماسية والمواقع العسكرية العراقية والاجنبية ومطار بغداد الدولي.
وجاء ظهور هذه الجماعات، بمثابة منعطف كبير بنشاط الفصائل المسلحة وما يخص وجودها الفعلي، عقب حادثة المطار، فأول المتغيرات هو ابتعاد الفصائل الرئيسة المعروفة (عصائب اهل الحق، كتائب حزب الله، النجباء) عن الواجهة وعدم تبني أي عملية استهداف او أي محاولة علنية ضد القوات الامريكية، وذلك بعد ان دخلت هذه الفصائل بقادتها الى المنطقة الخضراء ووصلت الى السفارة الامريكية عند محاولة اقتحامها في 31 كانون الاول ديسمبر 2019.
وفي تفاصيل عمليات الماضي، فقد حدث 38 استهدافا بصواريخ الكاتيوشا و38 استهدافا بالعبوات الناسفة، لكافة المواقع الدبلوماسية الاجنبية والعراقية ومطار بغداد الدولي وأرتال التحالف الدولي، وكان شهر كانون الاول ديسمبر الماضي، الأعلى عددا طوال العام باستهدافات العبوات الناسفة، وذلك بـ16 استهدافا لارتال التحالف الدولي.
