يرى أكاديميون موسيقيون أن على الاباء تشجيع اطفالهم على تعلم الموسيقى والعزف على الالات الى جانب هوايات اخرى بدءاً من سن الرابعة، نظراً لقدرتها على تنمية الإدراك والإبداع وتحقيق التطور الذهني والفكري والعاطفي والبدني لدى الأطفال أكثر من أي نشاط آخر قد يمارسونه.
ويقول الفنان والمطرب حيدر محسن لـ\”العالم الجديد\” ان \”الموسيقى هي اللغة المشتركة بين شعوب، الكل يجيدها ويفهمها، وتعليمها للأطفال ضرورة لابد منها، فهي تسهم في تنمية قدراتهم الحسية والذهنية والفكرية والجسدية، وتوسيع مدارك خيال الطفل، وتحفيز بالتعامل مع الجمال\”.
ويضيف ان \”الموسيقى تدخل تلقائياً ضمن اهتمامات الطفل، عند ترديدهم بعض الكلمات الجميلة مصحوبة بإيقاع موسيقي يدل على حب الموسيقى من قبل الاطفال\”.
ويعد محسن، وهو فنان مغترب في الدنمارك، الموسيقى بانها \” تمثيل واقعي للطبيعة وأصواتها، فخرير الماء وأصوات الرياح، وهديل الحمام، كل هذه موسيقى، وعالم الطفل المليء بالسحر والخيال، يحتاج الى زج الموسيقى\”.
وطالب محسن بـ\”ضرورة التركيز على درس الموسيقى في المدارس، بعد أن بات مهملاً ومنسيا في غالبية المدارس، فهو يسهم في بناء شخصية الطفل، وتجميل ذائقته وتوسيع فكره\”.
فيما يرى يرى الاعلامي والشاعر، قاسم البديري في مقابلة مع \”العالم الجديد\” أن \”تعلم الطفل للموسيقى يزيد من نباهته وذكائه، وتبعده عن العنف والعدوانية، وتجعل منه شخصا محبا للحياة ساعياً وراء الابداع، وخدمة الناس\”.
ويجد ان \”تعليم الاطفال الموسيقى بعمر الرابعة، امر اساسي، لأن قدرات الأطفال في هذا السن تكون أكثر كفاءة واستعداداً للتعلم، الأمر الذي يتيح تطوير النواحي العقلية والانفعالية والاجتماعية في شخصياتهم، إضافة إلى أنها تسهل عملية تعلم وتلقي المواد الدراسية\”.
نمو أفضل
الكاتبة بدور الجراح، تقول في تعليق لـ\”العالم الجديد\” ان \”التجارب العالمية اكدت على دور الموسيقى في التنشئة، (…) وقبل أيام قرأت دراسة حديثة عن التأثير الايجابي للموسيقى على نمو النباتات، فكيف بها مع الاطفال؟ لذا على الاباء تعليم أبناءهم الموسيقى\”.
وبحسب مختصين، فإن الموسيقى تطور حاسة السمع لدى الأطفال بين 4 – 5 اعوام، وتجعلها بأعلى معدل لها، كما تساعد على نمو عضلات أصابع اليد بشكل أفضل في الفترة بين 6-10 اعوام، فضلاً عن أنها تطور الحبال الصوتية لديهم بين 13-15 عاماً.
وحول الآلة الموسيقية الأمثل لجذب الطفل لتعلم الموسيقى، يوضح مختصون، أن الآلات الموسيقية التي تعمل بلوحة المفاتيح تعد أفضل الأدوات لبداية الدراسة الموسيقية بالنسبة للأطفال، و تتمتع هذه الآلات بتصميم ثابت يضمن سلاسة ودقة التعرف إلى النوتة الموسيقية وتحديد الأصوات المختلفة، كما يمكن التعبير عن العناصر المهمة للموسيقى مثل اللحن و«الهارموني» والإيقاع من خلال عزف أحد الأطفال على الآلة الموسيقية، وكم هو ضروري أن يتم تسجيل الطفل في معهد خاص لتعلم الموسيقى، فالتعليم الجماعي يمكن الأطفال من تشجيع بعضهم البعض وخلق بيئة مفعمة بالمتعة والفرح.
الرياضة وحدها لا تكفي
وتقول صابرين عماد، أم لطفلة لـ\”العالم الجديد\” ان \”حرصت على جعل الموسيقى محطة مهمة في حياة طفلتي ذات السبعة اعوام إلى جانب الرسم والباليه، علماً أنها كانت ترفض تعلم الموسيقى في البداية، ولكنها استسلمت لاحقاً للإيقاعات والألحان الجميلة، معتبرة ان \”ممارسة الرياضة وحدها لا تكفي لبناء شخصية الأطفال وعواطفهم، وإن كانت التمارين تحقق النشاط البدني وترفع مستوى اللياقة، فإن الموسيقى رياضة روحية وذهنية\”.
إقبال
بينما يؤكد ايهاب العطار، أستاذ آلة العود في مدرسة الموسيقى والباليه، لـ\”العالم الجديد\” ان \”مدرسة الموسيقى والباليه، تستقبل اعداداً كبيرة من الاطفال من كلا الجنسين، لديهم الرغبة والحماسة في التعلم، كما أن اهليهم يرغبون لأطفالهم حياة سعيدة هانئة، والموسيقى كفيلة بتحقيق ذلك\”.
ويبين ان \”العائلات العراقية بدت تتفهم اهمية تعليم الموسيقى للأطفال، لما لها من أثر كبير في تنمية قدراتهم الابداعية\”، مضيفا انه \”لدينا أطفال موهوبون، لو استمروا لأصبح لهم شأن مميز في هذا المجال، فهم يحرصون على التعلم بدقة وبوقت سريع\”.